المفوض السامى للأمم المتحدة: لابد من التحرك ضد التجاهل الصارخ من إسرائيل للقانون الدولى
استطلاع للرأى: النزوح القسرى أكبر هموم سكان غزة
مازال المجتمع الدولى يسعى لإنهاء الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة مع اقترابها من إتمامها عامها الأول، حيث استضافت السعودية أمس اجتماعًا وزاريًا لمجلس التعاون الخليجي، لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية وسُبل دعم الشعب الفلسطينى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ووقف الحرب.
أشارت مصادر إعلامية إلى أن الاجتماع الوزارى بحث دعم الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية إضافة إلى دعم الجهود المصرية – القطرية – الأمريكية فى الوساطة بين الأطراف لوقف إطلاق النار بغزة والتوصل إلى اتفاق.
من جانبه، قال وير الخارجية الروسى سيرجى لافروف من العاصمة السعودية الرياض إن الشرق الأوسط أصبح على شفا حرب إقليمية كبري، إذا لم تتم تسوية ملفاته جميعا.
جاء ذلك خلال الحوار الاستراتيجى بين دول مجلس التعاون الخليجى وروسيا على المستوى الوزاري، حيث وتابع لافروف مخاطبا نظرائه من دول الخليج: «لقد أصبح الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبري، وروسيا تعمل مع جميع الأطراف للحيلولة دون ذلك. وعدم قدرة المجتمع الدولى على وقف القتال فى قطاع غزة، ووقف القتل الجماعى للسكان أدى إلى تدهور حاد فى الوضع السياسى والعسكرى بجميع أنحاء المنطقة: من حدود لبنان وإسرائيل إلى البحر الأحمر».
وأكد لافروف فى كلمته: أن السلام فى الشرق الأوسط «مستحيل دون حل القضية الفلسطينية»، وتابع أن المجتمع الدولى «فشل فى وقف العدوان والقتل الجماعى فى غزة» وشدد على أن العنف الحالى ضد الفلسطينيين «غير مسبوق، ولم تشهده أى من الحروب العربية– الإسرائيلية»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت السبب فى عرقلة كل قرارات الشرعية الدولية لوقف إطلاق النار فى غزة، بينما تبذل روسيا ومجلس التعاون الخليجى كل الجهود من أجل التوصل لوقف إطلاق النار وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس قرارات الشرعية الدولية.
بدوره، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى جاسم محمد البديوى إنه من المؤسف أن تشوب النزاعات المؤثرة على أمن المنطقة، ونطالب المجمع الدولى بحماية المدنيين فى غزة، مؤكدا على أن جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين تحتاج موقفا دوليا حاسما لوقفها، ومشددا على أن استقرار البحر الأحمر يمثل مصلحة إقليمية وعالمية.
من ناحية أخري، طالب فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان أمس من المجتمع الدولى التحرك بشأن ما وصفه «بالتجاهل الصارخ» من جانب إسرائيل للقانون الدولى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، مشددا على أن إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة عام فى قطاع غزة يمثل أولوية.
أضاف تورك فى كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف «يتعين على الدول ألا تقبل، ولا يمكنها أن تقبل، التجاهل الصارخ للقانون الدولي، بما يشمل القرارات الملزمة الصادرة عن مجلس الأمن وأوامر محكمة العدل الدولية».
وحول الأوضاع فى قطاع غزة، أظهرت نتائج استطلاع الرأى العام فى قطاع غزّة، أجراه مركز العالم العربى للبحوث والتنمية «أوراد»، ان النزوح القسرى وتكراره وأعباءه هو الهم الأكبر لسكان القطاع، حيث أشارت النتائج إلى أن 95 ٪ من المشاركين نزحوا لمرة أو أكثر، يعيش 74 ٪ منهم فى الخيام والمدارس والمؤسسات الأخرى وحتى فى العراء، بينما يعيش 19 ٪ فى منازلهم المدمرة جزئيا.
يذكر أنه تم جمع بيانات الاستطلاع بين 8 و17 أغسطس الماضي، بهدف تسليط الضوء على وجهات نظر الفلسطينيين فى قطاع غزة وإظهار صوتهم كما هو من واقع الحياة التى يعيشونها، وسط الاعتداءات المستمرة والعنف الوحشى لقوات الاحتلال.
جاء ذلك بينما قال برنامج الأغذية العالمي، إن مليونين و200 ألف شخص فى غزة لا يزالون بحاجة ماسّة إلى مساعدات بعد أن دخلت الحرب شهرها الثانى عشر، مؤكدا أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية تعيق جهوده فى تقديم المساعدات لأهالى القطاع.
وأضاف البرنامج فى منشور له عبر منصة إكس أنه رغم التزامه بتقديم المساعدات، فإن أوامر الإخلاء تعيق الجهود فى وقت تتزايد فيه الاحتياجات».
فى السياق، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 339 من الحرب مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء و الجرحي٠
وارتكب الاحتلال الاسرائيلى ثلاث مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية وصل منها للمستشفيات 33 شهيدا و 145 اصابة .
وارتفعت وتيرة القصف الاسرائيلى على وسط قطاع غزة خاصة مخيمى النصيرات والبريج، حيث ارتقى ثلاثة شهداء جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة «أبو هويشل» فى شارع الدعوة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.