كتبت فى نفس المكان من أيام مقالا عن ظاهرة انتشار القنوات تحت السلم والتى لا تلتزم بأى معايير أو أكواد إعلامية وتستضيف مجموعة من اللاعبين القدامى الذين يتوفر فيهم شرطان أساسيان حتى يدخلوا هذه القنوات: الأول هو التحيز الشديد لأحد القطبين الكبيرين حتى يشتعل الحوار ويستقطب المشاهدات فى زمن الترند، والثانى هو أن يتسم هذا اللاعب بالجهل الشديد بكل قواعد الإعلام وكيفية التحدث إلى الملايين الذين يشاهدونه عبر الشاشات حتى يكون سهل التوجيه والانخراط فى التحيز السافر من جانب المذيع الذى قد يكون هو الآخر من لاعبى الكرة وبالتالى يضمن إشعال الحوار أكثر وأكثر والمزيد من المشاهدات عبر السوشيال ميديا التى أصبحت كل المراد من تلك البرامج التافهة.
وحتى أصل إلى نتيجة من هذه الحملة الإعلامية سأذكر لكم مثالا بما كان يتبع فى بلاط صاحبة الجلالة ..الصحافة حتى وإن تراجع دورها الآن فى عصر الصحافة الإلكترونية والمواقع والأهم وهو السوشيال ميديا.
عندما بدأت مشوارى مع صاحبة الجلالة، وكنت خريجا لأحد أعلى الكليات الكبرى وهى كلية طب قصر العيني، كان مطلوبا منى أولا أن أدرس الإعلام وكيف يمكننى أن أخاطب القاريء من كل المستويات الثقافية والفكرية، ثم أمر، وهذا هو الأهم، بفترة تدريب يسمى الصحفى فيها «تحت التمرين» وخلال هذه الفنرة لم يكن ينشر فيها اسم الصحفى ولكن كان ينشر خبره أو موضوعه بدون اسم حتى يحصل على فترة التدريب المناسبة للقاء القراء بتوقيعه.
كان هناك شرط أساسى أيضا أن يكون قد حصل على مؤهل عال حتى يكون على درجة علمية مناسبة تجعله قادراً على القيام بالرسالة الإعلامية.
وكلما كان الصحفى موهوبا ومجتهدا كلما كان ظهور اسمه أسرع للناس ولكن بعد أن يكون قد تجاوز كل المراحل التدريبية التى تجعله قادرا على مواجهة الجماهير.