عندما تحدث رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى عن الظروف الجيوسياسية المحيطة بمصر ذكر مصطلح « اقتصاد حرب « فى معرض شرحه واستعراضه لمجمل التحديات الاقتصادية والاجتماعية، حيث قال « لازم ناخد بالنا» ومن هذه الجملة انطلق بتساؤلى المفصلى وهو « كيف نأخذ بالنا يا دولة الرئيس؟ « وبتعبير آخر كيف ننتبه نحن اولاً ثم نقوم بتنبه غيرنا لما يجرى أمامنا وحولنا وعلى الهواء مباشرة؟ بيد أن تعبير رئيس الحكومة منبثق ومستمد من تعبير رئيس الجمهورية الذى كرره كثيرا فى مناسبات عديدة وهو يرى بعيدا وينظر إلى الإقليم والعالم من أعلى نقطة فى مرتفعات الوعى الإنسانى ويقول « لازم ناخد بالنا».
ناخد بالنا من بلدنا وناخد بالنا مما يجرى فى الإقليم وناخد بالنا من مخططات أعدائنا وناخد بالنا من الشائعات والأوهام التى يرددها المرتزقة والمرجفون فى الأرض وناخد بالنا من عدم الفهم والوعى الزائف وناخد بالنا من السياقات العامة الأصلية والوهمية المتداخلة لنفرق بين الغث والثمين بين الحقيقة والخيال، أتذكر ان الرئيس لم يترك مناسبة إلا وحذرنا من الخمول التوعوى والكسل الفكرى الذى يذهب بنا بعيدا عن جغرافية الفكرة، كنت اندهش واتساءل لماذا يبكينا الرئيس فى ساعات الفرح أثناء افتتاح مشروع عملاق هنا او هناك؟ كنت أفكر مليا لماذا لا يمنحنا الرجل فرصة لالتقاط الأنفاس بعد ماراثون طويل وصعب من العمل والإنتاج والإنجاز؟ لماذا لا نرى الفرحة والسعادة والزهو على وجه الرئيس وهو يصنع المعجزات؟ لماذا دائما ينظر إلى ما لم يتحقق ولا يعير الاهتمام بكل ما تحقق؟ سألت سيادته ذات مرة كيف نحافظ على ما شيدناه ونحميه من الإصابة بامراض سوء الادارة فاجاب سيادته بالاستمرار فى البناء والعمل والانتباه والشفافية والحوكمة والنقد البناء، وتوجهت لسيادته فى مرة أخرى وبعد افتتاح مشروع الدلتا الجديدة قائلا مبروك فخامة الرئيس، فرد سيادته بسرعة « هو احنا لسه عملنا حاجة « خدوا بالكم احنا نصارع الزمن ونتحداه من اجل إنقاذ هذا البلد وكل ما نملكه هو العمل ثم العمل ثم العمل، فى إطار هذا السياق تابعت كلام دولة رئيس الوزراء عن اقتصاد الحرب، وأقول لدولته وإعلام الحرب أيضا لن يكون بدعة والحديث عنه لن يكون مجازيا فى هذا التوقيت، نحن فى حالة حرب إقليمية حقيقية وان كنا غير منخرطين فعليا إلا أننا ندفع الفواتير أكثر من المنخرطين انفسهم، لذلك فتنبيه الرأى العام هو مهمة جماعية يقودها الإعلام المصرى الذى نجح فى معارك عديدة خاضتها الدولة المصرية خلال العشرية التنموية الحالية، وقف الإعلام خلف الدولة وهى تحارب الارهاب وهى تحارب الخمول والوهم وهى تشيد دعائم الجمهورية الجديدة وهى تواجه المخططات المتلاحقة التى تستهدف وعى الأمة، المطلوب حاليا هو مزيد من الثقة والتعاون والفهم المشترك بين الجميع من أجل الوصول إلى حالة فهم صحيح لمجريات الأحداث دون تهوين أو تهويل، فلنستعد لاقتصاد الحرب بإعلام الحرب وهذا أمر لو تعلمون عظيم.