وتعويض «للمستأجر».. ولاعب «يراوغ».. وخليك بالبيت..!
ونبدأ الحكاية من السابع من أكتوبر من عام 2023 عندما شنت عناصر من حركة حماس الفلسطينية هجوماً مفاجئاً على مستوطنة إسرائيلية وقتلت عدداً من الإسرائيليين وعادت بعدد آخر كرهائن احتجزوا لديها فى هجوم مباغت كان سبباً فى انعكاسات مدمرة أدت لتدمير قطاع غزة وفرض سياسات جديدة فى المنطقة وبداية لتحقيق الحلم الإسرائيلى فى التوسع والهيمنة.
ومع بداية الهجوم وما تبعه من خطوات انتقامية إسرائيلية كانت الأنظار تتجه ناحية مصر.. ماذا عن موقف القاهرة.. وماذا لو أن هناك تطبيقاً لخطط إسرائيل بتفريغ قطاع غزة من سكانه ودفعهم للرحيل والتوطين فى أراض مصرية وأردنية، وكان ذلك أخطر وأهم اختبار للإرادة الوطنية المصرية وللسيادة المصرية على كل شبر من أرض مصر.
ولأن مصر التى ارتوت رمال سيناء بدماء شهدائها.. مصر التى خاضت أعظم معارك الشرف والكرامة لاستعادة وتحرير سيناء تدرك وتتفهم حقيقة ما يدور حولها وما يدبر لها فإن مصر الرسمية والشعبية معاً وفى إجماع واصطفاف وطنى رائع قالتها وأعلنت منذ الأيام الأولى للمعارك أن أراضينا المصرية لن تكون وطناً بديلاً وأنها لن تقبل بتهجير الفلسطينيين قسرياً أو طوعياً لأن فى ذلك تصفية للقضية ولأن هذا عمل وحشى ضد كل مبادئ الإنسانية.
وكانت «لا» المصرية مثار إعجاب العالم وتقديره.. كان لنا كلمة وموقف واحترام.. وكانت «لا» تعبيراً عن السيادة الكاملة على أراضينا واستقلالية قرارنا السياسى والعسكرى.. كانت «لا» هى بداية عودة الوعى لدول كثيرة كانت تعتقد أن مصر تحت وطأة ظروفها الاقتصادية القاسية سوف تقبل ما يملى عليها من قرارات وتستجيب لما يفرض عليها من ضغوطات.
> > >
ولم يرضهم أن مصر تقول «لا».. أزعجهم أن القاهرة تستعيد مكانتها وريادتها.. ضايقهم أن الرأى العام كان فى توافق كامل مع قيادته الوطنية ومنحها تفويضاً وتأييداً لا حدود له فى أوقات تجلى وظهر فيها معدن الشعب المصرى ليشع ضوءاً فى السماء العربية فى وقت ملبد بالغيوم والمخاطر.
وهددوا بقطع المعونات.. وبثوا وتخصصوا فى نشر شائعات التحريض والتشكيك فى المواقف والثوابت المصرية.. أرادونا أن نفقد الثقة فى كل شىء.. أرادونا أن نخاف وأن نستسلم.. وحدثونا عن الانتقام وبحثوا فى دفاترهم عن قضايا أخرى لإثارة المخاوف.. عن عبور مجانى فى القناة.. وعن قواعد عسكرية أجنبية ستقام على جزر تطل على أراضينا.. وأدخلوا العالم فى حالة جدلية من الترقب والانتظار تحت وهم أنهم سينفذون ما خططوا له.. وتحت زعم أن ما قالوه هو ما سيتحقق.. ووفقاً لرؤية تقوم على «الغرور» و«الغطرسة» والقوة..!
ونقول.. ونفخر بأننا نواجه كل هذه المحاولات بثبات وثقة ويقين بأن الإرادة الوطنية هى رصيدنا ومصدر قوتنا فى مواجهة هذه التحديات.. فالشعب الذى حفر القناة بأياديه.. وبنى السد بعزيمة الرجال.. وحقق انتصار أكتوبر بدماء الشهداء وبراية الله أكبر.. هذا الشعب سيظل هو الكلمة والموقف والاحترام.
> > >
ونعود لحواراتنا وقضايانا الداخلية والحديث الذى لا يتوقف عن ضرورة تعديلات قانون العلاقة الإيجارية.. ومقترح حول تعويض المستأجر بنسبة 25٪ من قيمة الوحدة لإنهاء العلاقة الإيجارية طوايعة خلال السنوات الثلاث الأولى من تطبيق القانون..!
والمقترح جميل.. والأفكار أجمل.. ولكن التطبيق عملياً من باب المستحيلات.. فمن سيقدر قيمة الوحدة السكنية.. المالك أم المستأجر أم لجنة قانونية.. الحكاية ستدخل فى حسبة برما.. ومشاكل قد تكون أكثر تعقيداً وخطورة أيضاً..!
> > >
وفى سوق كرة القدم.. وحيث المصالح والتجارة فى صناعة «كرة القدم» التى أصبحت تجارة وشطارة و«مراهنات» أيضاً.. فإن أحد اللاعبين يراوغ ناديه ويرفض التجديد لموسم آخر.. وليه يا كابتن.. إنت مين؟ والكابتن يطلب 25 مليوناً من الجنيهات فى الموسم الواحد مقابل أن يظل فى خط دفاع ناديه.. والأعور وسط العميان ملك..!! سيحصل على ما يريد.. ده مولد.. وكله بياكل ويشرب.. وكله على حساب المريدين والمعجبين والسذج..!
> > >
واستوقفتنى سيدة فى الشارع ومعها طفل صغير.. والسيدة فى صحة وفى منتصف العمر وتطلب إحساناً.. وقلت لها.. لماذا لا تعملى..؟ وقالت أين هو العمل!! وعندما أجبتها بأن عاملات المنازل يتقاضين أجوراً كبيرة الآن ويعملن بالساعة وليس باليوم.. ونظرت نحوى شذراً .. عاوزنى اشتغل خدامة يعنى..!! ولم أعلق.. قررت تفادى المواجهة والانصراف.. خليكى متسولة أحسن..!
> > >
وزمان.. أيام زمان.. كان الشارع بكل ما فيه هو مصدر ومحور حياتنا.. والآن.. الآن تغير الحال.. أحببنا جلسة البيت.. فمهما كان الخارج شيقاً.. فإنه لا شىء أكثر طمأنينة من أن تكون داخل حدودك.. بيتك هو مملكتك الصغيرة فحافظ عليه.
> > >
وصدقنى.. عندما يكون الشخص أكبر من المنصب تجده متواضعاً، وعندما يكون المنصب أكبر من الشخص تجده مغروراً وكذلك أحمق.
> > >
وأخيراً:
> يصبح المرء وحيداً إذا كان يعرف أكثر من الآخرين.
> والكذب لا يخفى الحقيقة، إنما يؤجل اكتشافها.
> ولا ترسم خطاً أحمر لغيرك وتتجاوزه أنت.
> وألوذ بك من الدنيا.. ومن نفسى.. ومن الناس
> تولنى ولا تردنى خائباً يارب.