فى الواقع أن مصر بعد ثورة 30 يونيو حققت انجازات أكثر من رائعة فى كافة المجالات بلا إستثناء. وتحققت إعجازات على الأرض لم يكن أحد يحلم بها أبدا ..لكن يبقى هناك مشكلة فى غاية الأهمية وهى كيف نقضى على الزحام الذى يسود القاهرة وعواصم المحافظات الكبري؟ وفى هذا الإطار لابد أن ندرس هذه الظاهرة دراسة متأنية للوقوف على أهم الخطوات التى يجب اتخاذها من أجل القضاء على ظاهرة الزحام، ومن أجل تحسين جودة العمل فى الأساس.
لا توجد دولة قضت على الزحام بشكل كامل من خلال تنظيم أوقات العمل فقط. فالزحام مشكلة معقدة تتأثر بعوامل متعددة مثل الكثافة السكانية والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية تميل إلى مواجهة زحام أكبر. والمعروف أن شبكات الطرق والمواصلات العامة غير الكافية أو غير الفعالة تساهم فى تفاقم المشكلة.. كما أن نمط الحياة بتفضيلات الناس فى استخدام السيارات الخاصة بدلًا من وسائل النقل العام تؤثر على حجم الزحام. ومع تزايد النشاط الاقتصادي، يزداد عدد الأشخاص الذين يتنقلون يوميًا.
ومع ذلك، هناك العديد من الدول التى حققت نجاحًا ملحوظًا فى تخفيف حدة الزحام من خلال مجموعة من الإجراءات، بما فى ذلك تنظيم أوقات العمل فمثلا دول الشمال الأوروبى السويد والنرويج والدنمارك، والتى تتميز بنظم نقل عام فعالة جداً، وتحفيز الناس على استخدام الدراجات والمشي، وتشجيع العمل من المنزل. وفى سنغافورة التى طبقت نظامًا متكاملًا لإدارة المرور، بما فى ذلك فرض رسوم على الدخول إلى المناطق المركزية فى أوقات الذروة، وتشجيع استخدام وسائل النقل العام.وهناك بعض المدن الأمريكية: مثل نيويورك وواشنطن، والتى بدأت فى تطبيق برامج لتشجيع العمل من المنزل، وتوفير خيارات مرنة لساعات العمل.
والسؤال كيف يمكن تنظيم أوقات العمل للمساعدة فى تخفيف الزحام؟
أولا توسيع نطاق العمل عن بعد: حيث يسمح ذلك للناس بالعمل من منازلهم وتجنب التنقل اليومي.
وثانيا تطبيق نظام الدوام المرن: حيث يمكن للموظفين اختيار ساعات عملهم بمرونة لتجنب أوقات الذروة.
وتشجيع العمل فى فترات غير تقليدية مثل العمل فى الليل أو فى عطلات نهاية الأسبوع، لتوزيع حركة المرور على مدار اليوم. وهنا لابد من تنسيق أوقات البدء والانتهاء من العمل بين الشركات لتقليل الضغط على شبكات النقل فى أوقات الذروة. والمعروف أن تنظيم أوقات العمل هو مجرد جزء من الحل، ويجب دمجه مع إجراءات أخرى لتحقيق نتائج فعالة.
ويجب الأخذ فى الاعتبار احتياجات مختلف القطاعات والوظائف عند تطبيق هذه الإجراءات.
ومن المهم أيضًا توعية الناس بأهمية استخدام وسائل النقل العام والبدائل المستدامة للتنقل.وهناك مقترح لحل أزمة الزحام المرورى فى القاهرة بتطبيق نظام العمل المرن لأن مشكلة الزحام المرورى أصبحت من أبرز التحديات التى تواجه البلاد ، وتؤثر بشكل كبير على جودة الحياة والإنتاجية. ولعل أبرز أسباب هذه الأزمة هو التوجه الكبير نحو استخدام السيارات الخاصة، وتركيز أوقات الذروة فى الصباح والمساء.
ولذلك يعد نظام العمل المرن أحد الحلول الواعدة لتخفيف حدة الزحام المروري. يتمثل هذا النظام فى منح الموظفين مرونة أكبر فى تحديد ساعات العمل، بحيث يمكنهم بدء العمل فى وقت مبكر أو متأخر، أو حتى العمل من المنزل لعدد معين من الأيام فى الأسبوع.
ويساعد نظام العمل المرن على توزيع حركة المرور على مدار اليوم، مما يقلل من الازدحام فى أوقات الذروة التقليدية. وتشير العديد من الدراسات إلى أن الموظفين الذين يتمتعون بمرونة أكبر فى تحديد ساعات عملهم يكونون أكثر إنتاجية ورضا عن وظائفهم. ويؤدى تخفيف الزحام المرورى إلى تقليل انبعاثات الغازات الضارة، وبالتالى تحسين جودة العمل ويتيح نظام العمل المرن للموظفين توفير الوقت والجهد الذى يضيع فى المواصلات، مما يمكنهم من الاستفادة من هذا الوقت فى أمور أخري. ويجب على الحكومة والشركات الخاصة التعاون لوضع آليات واضحة لتطبيق نظام العمل المرن، وتوفير البنية التحتية اللازمة. ولذلك
يجب الاهتمام بتطوير وسائل النقل العام، وتشجيع المواطنين على استخدامها. ولابد من إعادة تصميم الطرق والشوارع لتناسب نظام العمل المرن، وتوفير مواقف للسيارات فى المناطق التى تشهد كثافة سكانية عالية.
كما يجب القيام بحملات توعية واسعة لشرح فوائد نظام العمل المرن، وتشجيع المواطنين على تبنيه.
وقد يواجه تطبيق هذا النظام مقاومة من بعض الشركات والموظفين الذين اعتادوا على نظام العمل التقليدي. وهذا يستوجب تخطيطًا دقيقًا وتنسيقًا بين مختلف الأطراف.
خلاصة الأمر أن نظام العمل المرن يمثل فرصة حقيقية لتحسين جودة الحياة فى القاهرة، وتخفيف حدة الزحام المروري. ومع ذلك، يتطلب نجاح هذا النظام تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين.