لم تكن ثورة 30 يونيو 2013 حدثًا عاديًا طبيعيًا بل كانت زلزالاً فريدًا قوَّض ووقف حجر عثرة أمام مشاريع الهدم التى أُعدَّت لمصر الكبيرة فى ليل دامس ومظلم، كنا على مشارف خريطة ملوثة وهندسة جديدة للمنطقة وصناعة شرق أوسط جديد من خلال مقاولة «إخوان الشياطين» ومن يقف فى خندقهم ومن يعاونهم.
الهمج بصموا على مشاريع الهدم والثمن قروش معدودة لا تسمن ولا تغنى من جوع، ظنوا وبعض الظن إثم أنهم الرابحون فبارت تجارتهم لم يكن سرا فقد أعلنوها صريحة مدوية وعلى عينك يا تاجر فى كل مؤتمراتهم الغوغائية وكانت الفضيحة فى استاد القاهرة جاءوا بالمجرمين والقتلة ليحتفلوا «بيوم النصر» ياله من احتفال غاب عنه أصحابه وحضره القتلة نعم لا يمكن أن ننسى عبود الزمر قاتل الرئيس الراحل محمد انور السادات وهو يتصدر المشهد جلس منفوخًا مزهوًا فى مقدمة مدرجات الاستاد العتيق، لوثوا هواء المدرجات وخرج الكير والخبث من كلماتهم وضرب الناس أخماسا فى أسداس، أيحدث هذا الهراء فى بلد الأزهر فى بلد الألف مئذنة وبلد الكنائس والمساجد والمعابد رفع الهمج شعارات الاسلام وهو منهم براء قالوا بألسنتهم ماليس فى قلوبهم كذبوا على الله وهو مطلع عما فى قلوبهم فكانت ثورة يونيو التى أعادت الوطن المختطف الذى عاد الى أحضان أصحابه، رأيت بأم العين البسطاء والفقراء والمساكين وهم يطوفون فى شوارع المنصورة وفى كل المدن طالبين من القوات المسلحة الوقوف معهم ومؤازرتهم وعدم التخلى عنهم ، وفى عام الحزن قدم الإخوان صورة هى الأسوأ للإسلام وتناسوا أنه دين الرحمة والتعايش مع الآخر ونشر القيم النبيلة بين الناس تحقق ما كان مستحيلا بعدما ظن المغيبون أنهم ماكثون فيها أبد الدهر ، سألنى أحدهم برأيك كم سنة يمكث فيها الإخوان فى الحكم قلت ثقتى فى الله كبيرة أنكم ذاهبون الى الغياهب قال ولم قلت هذا؟فقلت له: قتلتم الناس على الهوية، حقرتم الدين، قزمتم البشر فرقتم العائلات والأسر، وأيقظتم الفتنة التى لعن الله من أيقظها فبهت الذى كفر
كفى ثورة يونيو أنها أعادت مصر للمصريين
ويبقى السؤال ثورة يونيو كيف نحتفل بها
فليكن احتفالنا بالثورة مراجعة للنفس واستنهاضا للهمم، ماذا قدم كل منا فى عامه الفائت وماذا فى جعبته فى الأيام القادمة.. قلنا كثيرًا وما أكثر الكلام ولم نعمل إلا القليل.لم يكلف أحدنا خاطره ماذا يمكن ان يقدم فى المرحلة القادمة. ومازلنا نطالب بالمزيد؟! فليكن احتفالنا بالثورة هذا العام هو محاسبة للنفس ومراجعتها والإقلاع عما هو خاطئ. فليكن احتفالنا بالمجاهدة والمثابرة والأداء الأمثل لتعود لنا الريادة والصدارة.فيلكن احتفالنا عهدًا جديدًا مع الصدق والأمانة والإخلاص والإيثار وحب الآخرين .فليكن احتفالنا بالثورة هذا العام نموذجًا جديدًا ومتطورًا من العلاقات الحميمة التى تربط بين عنصرى الأمة المسلمين والمسيحيين. فليكن احتفالنا هذا العام بداية لانطلاقة كبرى لعلاقات مصر مع شقيقاتها وكذا الدول الإسلامية والمسالمة. فليكن احتفالنا بالثورة هذا العام عهدًا وميثاقًا على العطاء ودون حدود دون انتظار لأجر. دعونا من تكرار ان الآباء والأجداد قدموا الكثير. ولو قاموا من سباتهم لقالوا لنا كفى كلاما نريد فعلا وعملا: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» نريد ثمرة للأفعال إذا أردنا فعلا النهوض والا فسنبكى يوما على أطلال تقاعسنا وتخاذلنا. حفظ الله مصر أرضا وشعبا ورئيسا.