وماذا يحدث الآن فى غزة؟ هل سيتم تنفيذ خطة ترامب التى تهدف إلى إخلاء غزة من سكانها كجزء من خطة لإعادة تشكيل المنطقة، أم أن سكان قطاع غزة سوف يحبطون بأنفسهم خطط التهجير القسرى أو الطوعى كما حدث فى تاريخ الصراع الإسرائيلى ــ الفلسطينى فى عديد من المحاولات السابقة التى باءت من قبل بالفشل؟!
إن لغة السياسة صممت لجعل الأكاذيب تبدو صادقة والقتل محترماً.. وهو تماماً ما يحدث الآن فى المعركة الدائرة حول مستقبل غزة والتى تأخذ أيضاً أبعاداً مستمدة من القناعات الدينية اليهودية تحت شعار »أرغمه حتى يقول أنا أريد«..!
وهذا ما يفعلونه الآن.. أرغموهم على الهجرة حتى يقولوا نحن الذين نريد ذلك.. نحن من يطلب الإذن بالخروج الآمن إلى دول أخري..!!
ولأنها السياسة فقد اختلطت المعانى والمفاهيم بحيث لم يعد هناك إدراك من العالم بأنه لا يوجد ما يسمى بالهجرة الطوعية بينما القنابل تتساقط فوق رءوس الجميع.. وما معنى ومفهوم الهجرة الطوعية التى تجبر أى شخص على أن يترك ويتخلى عن بيته ووطنه ولا يعود إليه بأى حال من الأحوال!!
إن إسرائيل أنشأت وكالة خاصة تعنى بالتهجير الطوعى لسكان غزة.. وإسرائيل بدأت التنفيذ العملى لخطة ترامب.. وإسرائيل ستواصل حصار غزة واقتحامها برياً مرة أخرى.. إسرائيل ستدمر أى مظاهر للحياة فى غزة.. وبعد ذلك يقولون إن هجرة سكان غزة كانت »طوعية«..!! ويا أيها العالم الذى كان حُراً كم أصبحت منافقاً!!
> > >
والرئيس الأمريكى ترامب فى وادٍ آخر.. وفى عالم آخر، ويحاول أن يفرض »التطبيع« إجبارياً مع إسرائيل ويقول إن دولاً عربية جديدة سوف تنضم إلى »اتفاقيات إبراهيم« وهى سلسلة اتفاقيات للتطبيع تفاوضت عليها إدارة ترامب فى دورته الأولى بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
وترامب يبدو واثقاً من استمرار خطته فى التطبيع.. ترامب يخدم مصالح إسرائيل بشكل يفوق ما يفعله نتنياهو من أجل إسرائيل..!
> > >
وتعالوا نعيش أجواء نوع آخر من المعارك.. تعالوا نرتاح قليلاً من السياسة وضحايا السياسة لنذهب إلى كرة القدم التى أصبحت هى أيضاً سياسة وأم المعارك والسياسة.
وفى الساحة الرياضية معركة من نوع آخر تتعلق بلاعب الزمالك لكرة القدم »زيزو«.. والمعركة حول النادى الذى يمكن أن ينتقل إليه اللاعب فى حال عدم تجديد عقده مع الزمالك..! وزيزو لعبها بمهارة واحترافية، فقد راوغ الزمالك بالأهلى وساهم بالصمت فى تأكيد أنباء بأنه قد قام بالتوقيع للأهلى مما دفع أنصار الزمالك ومشجعيه للضغط على إدارة الزمالك بتقديم أفضل عرض لزيزو.. ولا تتركوا زيزو أو تتخلوا عنه للأهلى!! وتحول زيزو إلى أسطورة.. وكلما زادت سخونة المعركة زادت قيمة العقد المعروض عليه.. ودخلنا فى مزاد يتعلق بالكرامة ولا علاقة له بقيمة اللاعب الحقيقية ولا بما يمكن أن يحققه من مردود وعائد.. وملايين الملايين تُدفع للاعبين فى مشهد عبثى متكرر وفى دورى كرة قدم »ضعيف« وممل..!
> > >
ونتحدث عن »الحرامية«.. حرامية جدد فى المدن العمرانية الجديدة خاصة فى »التجمع« وحيث الفيلات الفخمة.. الحرامية الجدد يراقبون الفيلات المهجورة أو التى لا يتواجد ملاكها فيها لظروف السفر.. ويأتون فى الصباح وأمام الجميع ويقومون بتفكيك البوابات الحديدية وتحميلها فوق سيارة نصف نقل وينطلقون بها وسرقتها وكأنهم يؤدون عملهم.. ولا جيران تصدوا لهم ولا أحد فى هذه المناطق يعرف من هو جاره.. وعملية سرقة مضمونة مائة فى المائة وبراءة الأطفال فى أعين اللصوص..!
> > >
وأصحاب المقاهى فى رمضان.. احتلوا الأرصفة وأجزاء من الشارع أيضا.. والكراسى فى كل مكان.. والمشهد أصبح عاديا.. وعادىا جدا جدا وأصبح ذلك حقا مشروعا لهم أيضا!! والمصيبة والغريب أنه إذا حاولت شرطة المرافق إيقاف هذه التعديات فإن هناك من سيتصدى لهم بدافع.. ده موسم.. وده رزق.. وحرام عليكم بتيجوا على الغلابة..!
المفاهيم اختلطت.. والناس سكارى وما هم بسكارى..!
> > >
ومعركة »حلوة«.. والمعركة بين حلوانى »العبد«.. وحلوانى »بلبن« والعبد يتهم إعلانا لحلوانى »بلبن« بالإساءة لقيمته وتاريخه.. ويطالب بإيقاف الإعلان..! ويا حلوين.. الأرزاق بيد الله.. وما شاء الله إحنا شعب حلو وبيحب الحلو.. وده بيكسب وده بيكسب.. إحنا أكثر من مائة مليون بياكلوا حلاوة مع أن كل الأمراض لا تأتى إلا من زيادة تناول السكريات والنشويات.. ومفيش فايدة..!
> > >
وهذا العام هو عام الأزهر.. شيوخ الأزهر فى كل المساجد.. شيوخ الأزهر بالزى الأزهرى وعمامة العلماء أعادوا للأزهر مكانته وفرضوا شكلاً جميلا فى رمضان.. شيوخ وعلماء الأزهر ثروة من ثروات مصر البشرية.. حفظة لكتاب الله.. ومؤسسة للوسطية والاعتدال سمة وركيزة من ركائز الدولة المصرية القوية.
> > >
واسمحوا لى أن أحلق معكم فى دنيا الفن.. والأغنية الخالدة التى كتبها ولحنها عبقرى العباقرة بليغ حمدى للحنجرة الذهبية والصوت الذى يضيف بعدا مختلفا للحياة.. وردة الورد وردة وهى تغنى »بودعك« وبودع الدنيا معك.
وفى هذه الأغنية الأسطورية.. وفى إحدى فقراتها تغنى وردة.. »تصدق بالله.. قول لا إله إلا الله.. اليوم ده بكل أساه فيه ناس ياما تتمناه.. يرضيك كده منك لله.. تصدق بالله.. الجرح إللى ح أعيش وياه بعد فراقك صعب أنساه والأصعب إنى ألقى دواه.. عجبك كده.. منك لله.. أن مسامحاك أيوه مسامحاك.. يا أغلى ظالم أنا مسامحاك.
ويا الله.. يا أغلى ظالم أن مسامحاك..!! ما كل هذا الحب.. ما كل هذا الجمال.. قصة وردة وبليغ.. هى قصة العشق الذى أنتج لنا كل هذا الإبداع.
> > >
ملحوظة أخيرة
ما عليك إلا أن تتكيف!!
ما أعجب هذه الحياة!!
> > >
ويغلب الأيام من يرضى بها
> > >
ولقد اعتبرتك ملجأ لى وخذلتنى
> > >
وقد يرى البعض أن التسامح انكسار.. وأن الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام وأن الصمت أقوى من أى كلام.