قد لا تفسر كلمة واحدة الموقف في لعبة تتعلق بتفاصل كثيرة مثل كرة القدم ولكن في مباراتي الأهلي مع صنداونز، وبيراميدز مع أورلاندو كانت تلك الكلمة التي تفسر الفارق بين المباراتين «كولر الجبان ويورشيتش الجريء»
كولر لعب بتشكيلة دفاعية بحتة وهو يلعب في ستاد القاهرة وسط أكثر من 80 ألف متفرج ولم يقم بأي هجمات وسط هذا الحشد الذي يحرك الصخر فخسر أمام صنداونز وخرج من بطولته المفضلة دوري أبطال أفريقيا، ويورشيتش الجريء حول اللعب إلى هجوم بحت وهو متأخر مرتين فدان له الفوز على أورلاندو وتأهل للنهائي.
وقع كولر في 7 أخطاء قبل وخلال المباراة بداية من التشكيل الذي كان نفس تشكيل مباراة الذهاب في جنوب أفريقيا وهو تشكيل دفاعي بطريقة 5-3-2 ، ثم بطريقة اللعب الدفاعية البحتة والتي لم تتح للأهلي سوى عدد قليل من الفرص في مجمل المباراة وهو يلعب على ملعبه، بل وكان أقل تواجدا في كل عناصر اللعبة من مباراة الذهاب في بريتوريا، وإعتمد على إرسال الكرات الطولية بشكل عشوائي من الدفاع وهي طريقة لم تنجح تاريخيا مع الأهلي عبر تاريخه، وأخرج كولر أبرز لاعبي الأهلي في المباراة إمام عاشور وطاهر محمد طاهر في وقت كانا الوحيدين الذين يتعكز عليهما الأهلي هجوميا.
وكالعادة تأخر كولر في رد الفعل في التغييرات التي جاءت هزيلة وبخاصة تأخر الدفع بلاعبين من طراز بنشرقي وأفشة كانا قادرين على تحويل الدفة، ثم كان الخطأ القاتل باختفاء كل ما له علاقة بالتحولات الهجومية، والحقيقة أنني لم أر طيلة حياتي حتى في الفرق الضعيفة مدرباً تختفي عنه كل خطط التحولات الهجومية ويفكر فقط في تطفيش الكرة دفاعيا.
أما آخر الأخطاء القاتلة فهي الحالة البدنية المزرية التي وصل إليها الفريق في كل المباريات هذا الموسم والتي جعلته يستقبل الأهداف في الدقائق الأخيرة بعد ان كانت تلك الدقائق هي مصدر الانتصارات على مر سنوات، وبالتأكيد السبب الرئيسي في هذا الانهيار البدني هو المدير الفني.
ولكن رغم كل هذه الأخطاء فإنه لم يكن مقبولا هذا التصرف من بعض الجماهير ضد المدير الفني لأنها في النهاية كرة القدم ويجب أن تتحلى بالأخلاق.
وننتقل الآن إلى الوجه الآخر للعملة وهو يورشيتش المدير الفني لبيراميدز الذي تعرض للتأخر مرتين على ملعبه في مباراة كان يحتاج فيها للفوز، ولكنه استمر على الأداء الهجومي القوي بعد التأخر بأول هدف، فتعادل بعدها بدقائق قليلة، ولكن الموقف الأبرز هو التفاعل الفني بعد التأخر بالهدف الثاني في مطلع الشوط الثاني.
مدرب بيراميدز دفع في نفس الدقيقة بالثنائي الهجومي رمضان صبحي وصديق أوجولا ثم بعدها بالمهاجم مروان حمدي ليصبح لديه في الوقت الحاسم للمباراة 5 مهاجمين بإضافة ثنائي البداية مصطفى فتحي والهداف البارع فيستونمايلي، بجانب الأدوار الهجومية المكثفة للظهيرين محمد الشيبي ومحمد حمدي فكانت المكافأة سريعة ببلوغ النهائي لأول مرة.
قد لا تعبر كلمة واحدة عن حال كرة القدم ولكن كان لها أبلغ تعبير في الفارق بين الجبان والجدير من خارج الخطوط.