من المؤكد أن تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين كارثية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان. وكذلك نتائجها أشد كارثية. والدنيا كلها ترفض البلطجة الإسرائيلية
بشكل قاطع لأى محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. ويعتبر هذا التهجير انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي، ويعد بمثابة جريمة حرب.وأسباب الرفض القاطع كثيرة أبرزها، يعتبر الفلسطينيون أرضهم جزءًا لا يتجزأ من هويتهم وتاريخهم. وهم متمسكون بحقهم وهو حق تكفله القرارات الدولية. وتحمل الذاكرة الجماعية للفلسطينيين قصص ومعاناة التهجير الأول، المعروف بـ «النكبة». ويرفضون تكرار هذه التجربة المريرة. ويؤدى التهجير إلى تدمير المجتمعات والعائلات، ويحرم الناس من حقوقهم الأساسية فى السكن والتعليم والعمل. كما أنه يسبب صدمات نفسية عميقة تدوم أجيالًا.
ويهدد التهجير الاستقرار الإقليمى ويزيد من التوترات والصراعات فى المنطقة. ويحظر القانون الدولى تهجير السكان المدنيين قسرًا من الأراضى المحتلة، ويعتبر ذلك جريمة حرب. وتدعو الأمم المتحدة إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن حق الفلسطينيين فى ديارهم، ويحترم حقوق الإنسان والقانون الدولي..
كما أن مصر والدول العربية ترفض بشكل قاطع أى محاولة لتهجير الفلسطينيين، وتؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية. كما يعارض الاتحاد الأوروبى أى إجراءات أحادية الجانب، مثل التهجير، ويؤكد ضرورة التوصل إلى حل سلمى للنزاع الإسرائيلى الفلسطيني.
ولا يمكن تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة إلا من خلال حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الفلسطينيين فى تقرير مصيرهم، ويجب على المجتمع الدولى أن يتحمل مسئولياته فى هذا الصدد، وأن يضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
كما يحمل تهجير الفلسطينيين آثارًا خطيرة ومتعددة الأوجه، تمتد لتشمل الأفراد والمجتمعات والدول، وتؤثر على الأمد القصير والطويل. ويمكن تلخيص أبرز هذه الآثار فى الآتي. يعانى المهجرون من فقدان هويتهم وانتمائهم إلى الأرض التى نشأوا عليها، مما يسبب لهم أزمات نفسية واجتماعية عميقة. ويعانى المهجرون، وخاصة الأطفال وكبار السن، من صدمات نفسية شديدة نتيجة للتجارب القاسية التى مروا بها، مثل فقدان أفراد الأسرة والأصدقاء، والتعرض للعنف والتهجير القسري. ويؤدى التهجير إلى تفكك الأسر وتشتتها، حيث يفقد أفرادها الاتصال ببعضهم البعض، ويعيشون فى ظروف صعبة ومختلفة.ويعيش المهجرون فى الغالب فى ظروف معيشية صعبة، حيث يفتقرون إلى المأوى والغذاء والماء النظيف والرعاية الصحية والتعليم. ويتعرض المهجرون لانتهاكات عديدة لحقوق الإنسان، مثل التمييز والعنف والاستغلال، مما يزيد من معاناتهم. ويؤدى التهجير إلى تدمير المجتمعات الفلسطينية، حيث تفقد تماسكها الاجتماعى والثقافي. ويمكن أن يؤدى التهجير إلى زيادة التوترات الاجتماعية بين المهجرين والمجتمعات المضيفة، كما يؤدى التهجير إلى زعزعة الاستقرار فى المنطقة، وزيادة التوترات والصراعات، وتأجيج التطرف والعنف، حيث يشعر المهجرون بالإحباط واليأس. ويعتبر التهجير القسرى انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى الإنسانى وحقوق الإنسان ويتجاهل التهجير قرارات الأمم المتحدة التى تؤكد على حق الفلسطينيين فى ديارهم.
وتأتى الكارثة الأشد فى تغيير التركيبة السكانية فى المنطقة، مما يزيد من التوترات والصراعات.
كما أن التهجير يؤدى إلى تأثيرات سلبية على الأمن والسلم الدوليين، حيث يزيد من التوترات والصراعات فى المنطقة.
إن الآثار الخطيرة لتهجير الفلسطينيين لا يمكن تجاهلها، ويجب على المجتمع الدولى أن يتحمل مسؤولياته فى هذا الصدد، والعمل على منع أى محاولة لتهجير الفلسطينيين، والتوصل إلى حل عادل وشامل لقضيتهم، يضمن لهم حقوقهم فى العودة وتقرير المصير، ويعيد لهم الأمل فى مستقبل أفضل.