لملم جراحك لا تستسلم أبداً لليأس.. فلولا الأمل يربطك بالحياة لبقينا عالقين فى البؤس.. فالأمل هو أقوى طوق نجاة من الأحزان وتحجر الأذهان والتشبث بالأوهام.. فهيا اهزم انكساراتك فغداً نحتفل بانتصاراتك فى رحلتنا رغم أوجاعنا مستمرون.. وبالأقدار والمكتوب راضون.. ولقدرة الله ولحكمته مطمئنون. نتحدى الأحزان ونحارب الآلام ونرسم الأحلام.. قد يهاجمنا اليأس أحياناً.. لكننا نقاومه ونبنى آمالاً. فبحسن الظن تحلو الحياة. ويصل المرء إلى مبتغاه. جدف بقوة وسط الأوجاع ولا تجعلها تطرحك بغير هدي. بل اسبح ضد التيار لنخرج من براثنا. ولا نستسلم أبداً مهما علت شدتها. لتصبح أعلى من قبضتها.
بالعزيمة حطمت العديد من الأرقام القياسية وبالإرادة وصل الكثيرون إلى القمم العالية مثلما تلغى ما تحتاجه فى سلة المهملات.. الحق بها كل ما علق بك من جراح أو من آهات التى بها كل ما هو سلبى من أفكار أو من تأملات.. واحتفظ فقط بما هو جميل من إيجابيات. واكتب وسجل النعم والمنح بدفتر اليوميات. وقل سأتحدى اليأس فعلاً. وليس قولاً. وأدع الله أملاً فى غد أجمل واسعد حظاً وابن للأمل جسراً.
نحتاج كل فترة وأخرى أن نقبل على إنجاز شيء جديد حتى لو كان بسيطاً وليس فريداً لتضف بذلك قدراً لا بأس به من السعادة فتقوى لديك عضلة الإرادة. بالإرادة بإذن الله تصنع المعجزات. وتتحقق فى الواقع أغلى الأمنيات.. فإنجاز المهام يمرر قوانا من حالة الحزن.. ويخرج عقولنا من حالة الكسل والسكون. فتعلم مهارة جديدة ترفع من روحك المعنوية.. وهام جداً.. لتعزيز صحتك النفسية.
ثرية هى تلك المواقف العصيبة التى تنذرك بقبح نوايا الأنفس الخبيثة. وتخبرك بصدق مشاعر الأصدقاء الرقيقة وتعرفك على كيفية اختيار الدروب الرفيقة.
أين ذهب الوفاء؟
ما الذى جرى لنا.. وأين التقاليد الراسخة والموروث الثقافى الذى كنا نزهو ونفخر به عادات وتقاليد كانت تميزنا عن باقى الأمم وكنا دوماً نزهو بها الآن تختفي. وأبرز هذه العادات الطيبة الوفاء والعرفان بالجميل. نعم لأن الوفاء شيم الكبار والكرام آباء وأمهات. وشخصيات كانوا مسئولين يشكون بألم ومرارة ودموع حارقة من قسوة تجاهلهم منذ دخولهم دائرة الظل.. أو من أبنائهم بعد هجرانهم لهم. بعدما كبروا.. وانشغلوا بحياتهم عليهم. نعم يشكون الجحود ونكران الجميل من جانب أقرب المقربين.. حتى فى المناسبات والأعياد الدينية. الدنيا جرى فيها إيه؟
الموت يأتى فجأة بلا مقدمات.. من الذى زرع كل هذا الجحود. يالها من قسوة وسوء خلق حين نتجاهل من كان العون والسند والمدد. بل والحماية فى الأيام الخوالي. وهو الذى كان يسمع منا يومياً أحلى وأرق الكلام. نحن فى أمس الحاجة لإحياء القيم والعادات والتقاليد. وترسيخ الوازع الدينى ليس بالخطب أو الكتب أو الشعارات الرنانة وإنما بالهاملة وبالقدوة الطيبة لأن الدين المعاملة. فنحن للأسف نفتقد كثيراً خاصة الشباب. والأشد مرارة وألماً أن بعض الشباب يحاكى شواذ المجتمع الأوروبى لقد أصبح الوفاء عملة نادرة هذه الأيام وقلة هى الملتزمة بالخلق الرفيع والسلوك القويم..
بل ونضرب أروع الأمثلة للعرفان بالجميل.. نريد صحوة جادة عن طريق القدوة الطيبة والأفلام والمسلسلات الهادفة.. التى تحيى قيمنا الأصيلة وتقاليدنا العريقة.. وموروثنا الثقافى الحضارى الدينى الملء بكل ما هو طيب وجميل ونبيل.
فالانفلات الذى نراه فى كل شيء سببه غياب القدوة فى الأسرة والشارع والبيئة المحيطة بنا.