> لاشك فى أن استمرار الزيادة السنوية فى الحركة السياحية الوافدة إلى مصر.. رغم الظروف المعاكسة التى اثرت سلباً على السياحة.. هو أمر يستحق التقدير والشكر لجهود العاملين فى قطاع السياحة.. سواء فى الجهاز الحكومي.. أو القطاع السياحى الخاص.. وقد زادت أعداد السياح التى وفدت إلى مصر فى عام 2024 لتتجاوز 15.7 مليون سائح.. وهذه أول مرة نصل فيها إلى رقم 15 مليون سائح ونتجاوزه.. وبإذن الله تتواصل الزيادة فى الأعوام القادمة.
> وفى العام السابق 2023 وصل عدد السياح إلى 14.9 مليون سائح.. وكانت هذه أول مرة نتجاوز فيها ما اصطلح على تسميته بعام الذروة وهو عام 2010 الذى وصلت فيه أعداد السياح إلى 14.7 مليون سائح.. فكأننا استغرقنا ثلاثة عشر عاماً حتى نتجاوز أرقام عام الذروة.. وقد كان يمكن أن تستمر الزيادات السنوية بعد ذلك العام لولا أحداث يناير عام 2011 وما تلاها من إرهاب وأحداث أثرت على حركة السياحة ثم وباء الكورونا وتأثيره السلبي.
> وقد كنا قبل عام الذروة نحقق زيادة سنوية فى أعداد السياح تترواح بين 18٪ و22٪ أما الزيادة الأخيرة لسنة 2024 عن سنة 2023 فهى بنسبة 5.4٪.. وبلاشك كان يمكن أن تكون أكثر من ذلك بكثير لو أن منطقتنا كانت تعيش ظروفا طبيعية.. ولكن ظروف الحرب فى غزة ثم فى لبنان وقبلها الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.. أثرت بلاشك تأثيراً سلبياً على الحركة السياحية المتجهة الى منطقة الشرق الأوسط.
> ومثل هذا نقوله عن عام 2023 والذى تأثرت شهوره الثلاثة الأخيرة كثيراً بعد حدوث ما سمى بطوفان الأقصى وبداية الحرب الإسرائيلية على غزة.. فقد كانت المعدلات حتى نهاية شهر سبتمبر 2023 مبشرة جداً.. وبشكل كبير.. وكان يمكن أن تتجاوز رقم 15 مليوناً بمراحل.. ولكن مع شهر أكتوبر واشتعال الحرب فى غزة.. كان التأثير مباشراً وأدى إلى تراجع فى الحركة القادمة.. فى شهور تعتبر من شهور الذروة فى الحركة السياحية.
> ولهذا فان تحقيق زيادة بنسبة 5.4٪ فقط فى عام 2024 يعتبر مقبولا ومبررا فى ظل المؤثرات الخارجية السلبية لمنطقة الشرق الأوسط وما يتبع هذا من نظرة سلبية إلى المنطقة أثرت سلباً على الحركة السياحية.. ولولا هذه الظروف لكنا حققنا نتيجة أفضل.
>>>
> ولابد أن نقرأ بالتقدير كلمات الوزير شريف فتحى وزير السياحة والآثار، وهو يشير إلى أن ما تحقق من انجاز فى زيادة الحركة السياحية «هو ثمرة مجهود جماعى يجب أن نفتخر به جميعاً ونحافظ عليه».. ذلك اننا أحيانا نفتقد نسبة الفضل إلى أهله.. ولكن الوزير شريف فتحى يقول إن ذلك «تحقق فى ضوء ما تقدمه الدولة المصرية من أمن وأمان وسلامة، وما توليه من دعم كبير لقطاعى السياحة والآثار، بالإضافة إلى الجهود التى بذلها الزملاء من الوزراء السابقين والعاملين فى وزارة السياحة والآثار والقطاع السياحى فى مصر ومؤسسات المجتمع المدنى ممثلة فى الاتحاد المصرى للغرف السياحية والغرف السياحية المختلفة».
>>>
> ويلفت النظر فى كلمات الوزير شريف فتحى أمام اجتماع لجنة الثقافة والسياحة والآثار فى مجلس الشيوخ.. الكثير من رءوس الموضوعات التى ذكرها دون أن يتطرق إلى تفاصيلها.. فقد ذكر مثلا فى حديثه عن الاستثمار السياحى أن هناك «ملفات لم تفتح من سنوات طويلة وتحديات يجرى العمل على حلها والتغلب عليها».. ولم يحدد ما يعنيه بهذا.
> وفى مجال الاستثمار أيضا تحدث عن مبادرة وزارة المالية والبنك المركزى بدعم قطاع السياحة بخمسين مليار جنيه.. ولم يحدد الوزير المبادرات الأخرى التى يجرى الاعداد لها لإنشاء فنادق جديدة.
> وأضاف الوزير شريف فتحى مصطلحين جديدين أولهما «بنك الفرص الاستثمارية».. وفسره بأنه سيتيح «خريطة استثمارية موحدة بكافة فرص الاستثمار السياحى المتاحة والتسويق لها داخل مصر وخارجها».. أما المصطلح الثانى فهو «الأمن الاقتصادى السياحي».. موضحا أن «ذلك يعنى تحقيق الاستدامة والعائد المباشر وغير المباشر على المجتمع والتنمية المجتمعية للبيئة المحيطة للمواقع السياحية والأثرية المختلفة، والمواطنين بها بما ينعكس ايجابيا على سلوكياتهم، وحرصهم على الحفاظ على هذه المناطق».. وفى هذا الشأن يمكن أن تلعب مؤسسات المجتمع المدنى دورا ايجابيا بالاشتراك مع قطاع السياحة.
> ما يحدث من تطوير فى إطار مخطط إستراتيجى عام متكامل (Master Plan) للمنطقة الممتدة من مطار سفنكس وحتى منطقة سقارة والتى تتضمن منطقة أهرامات الجيزة والمتحف المصرى الكبير هو نموذج لما سيحدث فى مناطق سياحية وأثرية أخري.. لم يذكرها الوزير.
>>>
> كنز مسار العائلة المقدسة لم يفتح بعد.. ولكن الوزير شريف فتحى أشار إلى أنه «سوف يتم التسويق والترويج لهذا المنتج بالتنسيق مع شركات السياحة ومنظمى الرحلات لوضعه وتضمينه فى البرامج السياحية المختلفة».. وهو ما نأمل فى أن يتم قريبا.. لأننا فى هذا الإطار نملك ما لا يملكه الآخرون.. الذين يزورهم الملايين من أجل سياحة دينية فى عدة بلدان أوروبية مثل فرنسا ومنطقة لورد.. واسبانيا فى سانتياجو دى كومبستلا.. والبرتغال فى لشبونة.. ويضاف إلى هذا السياحة الدينية الإسلامية مثل مسار أهل البيت.. ومثل السياحة الصوفية للذين يأتون لزيارة مناطق عديدة فى مصر لكبار الصوفيين سواء فى طنطا أو فى قنا أو فى البحر الأحمر أو فى الإسكندرية.. نحن لدينا كنوز كثيرة.. ستضيف الكثير عند فتحها.