و«فتوى الميراث».. وحبس داعية.. والأغنية الأسطورة
ولا حديث اليوم فى السياسة.. ولا كلام عن صاروخ بوتين الجديد.. ولا حوار من خلف الأسوار ولا خارجها.. اليوم نتحدث عن أهم قضية تتعلق بالسلامة.. بحياتنا.. بالشارع المرورى الذى أصبح يمثل مصدراً وسبباً فى نزيف من الدماء لا يتوقف على الأسفلت.. نتحدث عن حملات الإنقاذ على مستوى كل محافظات مصر لضبط المخالفين وتحرير المخالفات وردع الذين يعتقدون أن الشارع مباح ومستباح لهم.
وأكتب فى ذلك عن حملات الإدارة العامة للمرور التى ضبطت فى يوم واحد فقط من هذا الأسبوع أكثر من 23 ألف مخالفة مرورية متنوعة ما بين السير بدون ترخيص أو تجاوز السرعة أو التحدث فى المحمول.
ونحن مع حملات المرور لإنقاذ أنفسنا، لإيقاف الفوضى المرورية التى تصدر الموت للجميع، ولفرض القانون وتعاليم المرور.
فما يحدث فى شوارعنا أصبح يفوق كل المعدلات والأرقام فى المخالفات المرورية التى لا يوجد لها تصنيف أحياناً كثيرة، فكل من يقود سيارة يفعل ما يحلو له ويعتقد أنه على حق وأنه لم يرتكب جرماً.
ولأننا لا نعرف الكثير عن قواعد المرور.. ولأن عدداً كبيراً من قائدى السيارات حصلوا عليها بالطرق «الودية» دون اختبارات حقيقية.. ولأن العقوبات ليست رادعة فإن المخالفات فى تزايد والخطر أيضاً فى تزايد والقيادة فى كثير من الأحيان ليست آمنة.. والمفاجآت واردة.. وشاب عابث يقود بتهور قد يكون سبباً فى ضياع حياة أسرة بأكملها فى غمضة عين..!
ولا يمكن أن تنجح هذه الحملات المرورية دون أن نحاول إنقاذ أنفسنا بأنفسنا، فالإدارة العامة للمرور لن تضع شرطياً فى كل طريق فى مصر.. ولن يكون فى مقدورها إقامة الكمائن المتحركة والثابتة فى كل الطرق، ولا يوجد دولة فى العالم تفعل ذلك.. ولا يوجد دولة فى العالم يقف فيها شرطى للمرور ينظم حركة الطريق.. ويحدث ذلك لأن الناس هى من يلتزم.. والناس هى من تحافظ على أرواحها.. والناس هى من يدرك أن القانون صارم وأن المخالفة الواحدة قد تعنى الحرمان من القيادة.
والالتزام يعنى أن نحترم بعضنا البعض فى قيادة السيارات، أن نلتزم بالحارات المرورية وأن نتوقف عن القيادة البهلوانية وأن نتقيد بالسرعات المحددة.. وأن ننسى الموبايل أثناء القيادة وحواراته ورسائله.. دعونا ننقذ أنفسنا بأنفسنا.. ونساعد الآخرين.. هذه القضية هى أم القضايا.. وهى أهم من كل الأزمات الأخري.. انضباط الشارع المرورى يعنى انضباط الحياة وسلامتنا جميعاً.
>>>
وما هى حكاية الفتوى المثيرة التى خرجت عن أستاذ فقه بجامعة الأزهر يتحدث فيها ويطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث..!
إن هذه الفتوى الغريبة دعت مجلس جامعة الأزهر لأن يصدر بياناً يدعو فيه إلى تحرى الدقة فى الفتاوى وعدم الاستماع إلى الآراء الفقهية الشاذة المتسمة بالضعف متناً وسنداً واستدلالاً. وأهم ما قاله مجلس جامعة الأزهر فى هذا الشأن هو أن عرض هذه الآراء الشاذة يكون من خلال مجالس العلم وليس المحطات الإعلامية.
والقضية لا تحتاج إلى بيان من مجلس جامعة الأزهر ولا تحتاج أيضاً إلى رد، فالقرآن الكريم كان واضحاً فى هذه القضية.. وتحديد الميراث وكيفية توزيعه كان موجوداً فى العديد من الآيات.. وأى حديث آخر لا يدخل فى مجال الاجتهاد وإنما فى مجال آخر نتعفف عن وصفه!!
>>>
والمحكمة الاقتصادية قدمت للمجتمع درساً فى كيفية الحوار وتبادل الألفاظ واحترام الخصوصية.. فالمحكمة فى قضية سب وقذف بين داعية وإعلامية تبادلا فيها الألفاظ الخارجة التى تتعلق بالخصوصيات قررت معاقبة الاثنين.. وقضت بحبس الداعية شهرين وتغريمه أيضاً 50 ألف جنيه.. وقضت بتغريم الإعلامية 20 ألف جنيه.
وبعيداً عن التعليق على أحكام القضاء سلباً أو إيجاباً.. فإن قرار المحكمة يمثل وقفة مع التجاوزات على مواقع التواصل الاجتماعى الذى وصل إلى انتهاك الحرمات والمحصنات.. والقرار هو رسالة لكل الذين أدمنوا التدخل فى خصوصيات الاخرين وإصدار أحكام بشأنهم.. والقرار دعوة للاحترام.. ودعوة للرقى بالحوار.. دعوة لأن نفيق وأن نستيقظ..!
>>>
ووقفت السيدة الشابة تنتحب وتولول وتذرف الدموع أنهاراً أنهاراً فى وداع زوجها الشاب الذى مات فجأة.. واعتقد كل من كانوا فى المقابر أنها سوف تلحق به ولن تتحمل الفراق الصعب الذى كانت تتحدث عنه.. وفشلت كل محاولاتهم فى هذا اليوم فى التخفيف عنها أو التقليل من الصدمة والخسارة المفاجئة التى لحقت بها..!!
ولم يمر وقت طويل.. ولم تنقض عدة أسابيع.. ولم يتحلل جسد المتوفى بعد.. إلا وكانت الأرملة الشابة قد ارتبطت بصديق لزوجها وأرسلا الدعوات لحضور حفل الزواج..!! وهذه هى الحياة.. وهذه هى الدنيا.. وعادي.. عادى جداً.. قصة متكررة بأشكال مختلفة.. الحياة تمضى ولا تتوقف.. والقافلة تسير.. والحزن لحظة وتعدي..!
>>>
ونذهب إلى الرومانسية.. إلى الأيام التى استمعنا وعشنا فيها مع أجمل كلمات الحب.. إلى الأيام التى كان فيها الشعراء يحلقون فيها بنا فوق السحاب حيث الخيال والمتعة والانغماس فى حالة من العشق الذى يسمو بنا فوق كل الهموم والأحزان.
وأعيد إلى الذكرى الأغنية الأسطورة التى كتبها الشاعر الكبير أحمد شفيق كامل وغنتها كوكب الشرق الذى لن ينطفئ أبداً أم كلثوم وهى «إنت عمري».
ومن كلمات هذه الأغنية اخترت لكم المقاطع الآتية..
رجعونى عينيك لأيامى اللى راحوا
علمونى أندم على الماضى وجراحه
اللى شفته قبل ما تشوفك عينيا
عمر ضايع يحسبوه إزاى عليا
إنت عمرى اللى ابتدى بنورك صباحه
رجعونى عينيك لأيامى اللى راحوا
علمونى أندم على الماضى وجراحه
ابتديت دلوقتى بس أحب عمري
ابتديت دلوقتى أخاف.. أخاف لا العمر يجري
ويا ست يا عظمة.. على عظمة.. على عظمة.. إحنا عايشين على الذكري.. على هذه الأيام الجميلة، «واللى راح من عمرى راح راح واحنا ملينا الرجوع خد زمانا الشوق وراح راح راح..»!!
>>>
وأخيراً:
>> وسلام للبعيدين وهم الأقرب.
>> ولا شيء دائم فى هذا العالم ولا حتى مشاكلنا.
>> وتحتاج فى الحياة رفيق قلب، لا رفيق درب،
فأحياناً يكسر قلوبنا قريب ويجبرها غريب.
>> وعندما تتخذ قراراً أن تبتعد عن شخص
اتخذ قراراً آخر وهو ألا تراقبه من بعيد.
>> وإن حدثوك عن سيئة فلان فقل:
غفر الله لنا وله ولا تزد.