يتوهم مجرمو الحرب الإسرائيليون ويظنون أن الجريمة الوحشية التى ارتكبوها مؤخرًا فى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة بإخراج المرضى والجرحى والمصابين عرايا وقتل بعض الأبرياء داخلها حرقًا واعتقال الكوادر الطبية المحميين بالقانون الدولى الإنسانى وقوانين الحرب ثم إشعال النيران فى المستشفى أنها انتصار عسكرى على المقاومة الفلسطينية وإنما أكبر دليل على فشله وعجزه وتوثيق حقيقى بالصوت والصورة للهزيمة والعار والخزى الذى سيلاحق هؤلاء القتلة من ضباط وجنود جيش الاحتلال الاسرائيلى فى حياتهم وسيلعنهم التاريخ بعد رحيلهم.
المستشفى الذى أُطلق عليه اسم الشهيد كمال عدوان عضو المجلس الوطنى الفلسطينى وأحد مؤسسى حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» والذى اغتاله الموساد الإسرائيلى فى بيرو فى ثمانينيات القرن الماضي، كان آخر مستشفى يعمل شمال قطاع غزة ويقدم العلاج لآلاف الجرحى والمصابين جراء القصف الإسرائيلى المجرم على منازل الفلسطينيين، ولكن الاحتلال الذى يطبق خطة شيطانية أسماها خطة الجنرالات يرتكب فيها جرائم الابادة البشرية وطرد الفلسطينيين من شمال غزة أبى أن يكون هناك مكان آمن فى الشمال يلجأ إليه الجرحى والمصابون حتى ولو كان مستشفي.
ان جريمة اقتحام المستشفى وحرقه وحرمان الجرحى والمصابين وآلاف المرضى الذين يحتاجون لعلاج خاصة أصحاب الحالات المزمنة، إنما هو اقتحام وحرق لكل المبادئ الإنسانية والمعايير الدولية ما يقال عن ان حماية المرافق الصحية أثناء الحروب كفله القانون الدولى لا يتوافق مع ذلك الكيان المارق الذى ينتهك القانون الدولى منذ أن تم زرعه فى أرض فلسطين، وهو ما يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان تقتضى فرض عقوبات على مجرمى الحرب الفاشيين واجبار النتنياهو وحكومته الفاشية على وقف الجريمة وفرض عقوبات على هذا الكيان الإسرائيلى المجرم.
سوف ينتهى العدوان ويهرب هؤلاء الطغاة من مستنقع غزة الذى كانوا يظنونه بستانًا من الياسمين، وسيعود الشعب الفلسطينى إلى أرض فلسطين التاريخية مرفوع الرأس بعد دحر هذا الاحتلال وهزيمته واستئصال هذا الكيان الغاصب وإن طال الزمن.