ملياراً من ذوى الهمم وكبار السن يحتاجون رعاية شاملة
تتجه أنظار العالم غداً إلى المنتدى الحضرى العالمى فى نسخته الـ12 بالقاهرة، والذى ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الهابيتات» بالتعاون مع وزارتى الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والتنمية المحلية.
يقام الحدث الدولى بمصر كأول دولة تستضيفه فى أفريقيا منذ 20 عاماً، كمركز للتنمية والتحضر والسلام والتطور الاستثنائى الذى تقوم به الدولة فى النهوض بملف التنمية الحضرية والعمرانية المتكاملة.
أعلنت إدارة المنتدى تولى التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى الإشراف على ملف إدارة المتطوعين واختيارهم، على أن تتولى الأكاديمية الوطنية للتدريب ـ عضو التحالف الوطنى تدريب وتأهيل المتطوعين على الأدوار التى سيقومون بأدائها خلال المنتدي، ويشارك الشباب المُنظم لمنتدى شباب العالم فى تنظيم وتنسيق أنشطة المنتدى وفعالياته، كاستمرار لدورهم فى تنظيم الفعاليات الكبرى والدولية التى تمت على أرض مصر خلال السنوات الماضية.
تعد الأكاديمية الوطنية للتدريب هى الحاضنة الأساسية لمنتدى شباب العالم، والمؤتمرات الوطنية للشباب والحوار الوطني.
تحت شعار «كل شيء يبدأ محلياً: إجراءات محلية من أجل مدن ومجتمعات مستدامة»، يناقش المشاركون ضمن الجلسات والموائد المستديرة، أهمية الإستراتيجيات والإجراءات المحلية لمعالجة تحديات التحضر وضمان نوعية حياة أفضل للجميع، بما فى ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة، إذ إن التقدم فى توطين أهداف التنمية المستدامة والأجندة الحضرية الجديدة يستلزم وضع المجتمعات المحلية فى مركز التنمية الحضرية المستدامة، مع ترسيخ الإجراءات على أساس مبادئ الشراكة والإدماج والتأثير.
كما سيتم تناول الإجراءات والابتكارات والنهج والممارسات الرامية إلى تحديد الأجندات العالمية بما يتماشى مع اتفاقية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وتحسين إمكانية الوصول إلى السكن والأماكن العامة، وتعزيز المرونة الشاملة للأشخاص ذوى الإعاقة، والعمل المناخى والتمويل، وتسهيل اعتماد تقنيات المدن الذكية الشاملة،بالإضافة إلى إنشاء شراكات هادفة ومتعددة الأطراف، والترويج لآليات المشاركة لإعلام العمل المحلى فى تعزيز الإدماج وإزالة الحواجز.
كما سيناقش تسريع الإدماج والمرونة للجميع من خلال تمويل المناخ والإجراءات التشاركية فى المدن والشراكات الرامية لإدماج ذوى الإعاقة حتى لا يتخلف أحد عن الركب.
وبحسب التقديرات الأممية، سيعيش أكثر من مليارى شخص من ذوى الإعاقة وكبار السن فى مجتمعات حضرية بحلول عام 2050، وسوف يحتاجون بنية تحتية وخدمات شاملة ومتاحة ليعيشوا حياة آمنة ومستقلة وكريمة، مع المشاركة فى جميع جوانب المجتمع.
ويؤكد الخبراء أنه لتحقيق هذا الهدف، ينبغى ترجمة التطلعات العالمية فى «عدم ترك أى شخص خلف الركب» وتحقيق أهداف التنمية المستدامة إلى إجراءات محلية لضمان الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها فى اتفاقية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة؛ ويشمل ذلك اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة التمييز المستمر وحواجز إمكانية الوصول التى يواجهونها ، مع ضمان اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أوجه عدم المساواة المتزايدة الاتساع والعميقة فى مواجهة التحضر.
كما يعــانى أكثر من مليــار شـخص، أى ما نسبته 15 ٪ من سكان العالم، حالياً من أحد أشكال الإعاقة، وفقا للبيانات الحديثة التى تشير أيضاً إلى أن الأشخاص ذوى الإعاقة هم أكثر عرضة للعيش فى فقر مقارنة بالأشخاص العاديين.
أكد الكاتب الصحفى ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن استضافة مصر للمنتدى يعد تقديرًا دولياً لجهود مصر فى مجال التنمية العمرانية والتنمية المستدامة، واعترافاً بما تحقق من إنجازات فى هذا المجال خلال السنوات العشر الماضية، كما يعد تأكيدًا لخبرة مصر فى مجال استضافة المؤتمرات ذات الطابع العالمى بما فى ذلك التنظيم والتأمين وإدارة الأمور اللوجستية.
أضاف، فى مقدمة الكتاب الذى أصدرته «هيئة الاستعلامات» بعنوان «مصر والمنتدى الحضرى العالمى نوفمبر 2024»، بمناسبة انعقاد المنتدى تحت شعار «كل شيء يبدأ محلياً.. لنعمل معاً من أجل مدن ومجتمعات مستدامة».
أشار إلى أن المنتدى فرصة لعرض التجربة المصرية الرائدة، فى تحقيق النهضة العمرانية الشاملة فى مختلف ربوع مصر، منذ عام 2014، خاصة أن المنتدى الحضرى العالمى يُعد أبرز منبر دولى يختص بمناقشة قضايا التنمية الحضرية المستدامة عالمياً، حيث أنشأت هيئة الأمم المتحدة المنتدى عام 2001، للتعامل مع ملفات التحضر بوتيرة متسارعة، وتأثيره على المجتمعات والمدن والاقتصادات والسياسات وعمليات تغير المناخ، أى أنها تعتنى بمواجهة تحديات التحضر المستدام، ودراسة آثار التحضر المتسارع على مختلف السياسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية فى المجتمعات والمدن والبلدات.