ما أجمل من ان نعيش هذه الأيام المباركة.. فى روحانيات شهر رمضان.. ولعلكم تتفقون معى ان ايام هذا الشهر تجرى سريعا.. فهو كما قال الحق : اياما معدودات.. تعالوا ننتهز فرصة رمضان ونطلق لأنفسنا العنان.. لنعيش مع د.مصطفى محمود فى كتابه «كلمة السر».. وأيضا مع الشيخ متولى الشعراوى فى كتابه «اية الكرسي».. كتاب د.مصطفى محمود اصدره فى يناير 1998.. لكننا عندما نقرأه نشعر وكأن مصطفى محمود يكتب لنا هذه الأيام.. البداية كما يقول د. مصطفى محمود.. انه بعد ليلة كئيبة من مشاهدة اخبار القدس.. وما تنقله شاشات التليفزيون و»ال.سي.ان» ان وال بى . بى . سى وقراءة الصحف.. اسلم نفسه للنوم.. وفى غفوة اخر الليل.. شاهد هذه الرؤية الغريبة.. وهى انه أعمى واصم وابكم.. وانه يخاطب الصم والعمى والبكم ويحاول ان يقول لهم شيئا.. ولا يرى حوله الا الموت والموتي.. ويضيف د. مصطفى محمود انه استيقظ على خاطر معناه.. انه اصم وابكم واعمي.. هكذا ترى نفسك.. وانك ميت.. ولكنى انا حي.. وفتح عينه على آذان الفجر.. وكلمات.. الله اكبر.. ثم صلى الفجر.. كأجمل ما تكون الصلاة وهو على اسعد حال.. وعلى أجمل شعور وفى داخله هذا الخاطر البسيط وذلك المعنى الجليل.. وهنا يقول د.مصطفى محمود.. قفز امامه شعور جديد.. فبالرغم من كل هذا الذى شاهده فى الحلم.. فإن النور يسكن قلوبنا وربنا اللطيف يمدنا بمدده.. وهو الحى دائما وابدا.. ويتساءل د. مصطفى محمود.. كيف ننسي.. انك الحى يارب.. وانت الحى الذى به كل الحياة.. والقيوم الذى يقوم به الوجود كله.. وانت معنا حيثما كنا.. وانت العدل الحكم.. وانت الرحمن الرحيم.. وانت الأمل والملاذ.. وكل ما تجريه علينا هو منتهى عدلك.. وكل ما تصيبنا به هو منتهى رحمتك.. ونحن ما نجنى الا ما زرعنا.. ولا نحصد الا ما بذرنا.. سبحانك.. لا نعترض على قضائك وإنما نسألك اللطف.. كانت رؤيا بشارة وتذكرة بالحى الذى لا يموت وبالعادل الذى لا يتخلف عدله.. وبان ذلك العادل موجود دائما رغم التيه والضياع.. وانه حى وفاعل وقادر رغم الموت والعجز فى كل مكان.. وهنا يقول د.مصطفى محمود: وتذكرت مشهد النصرة الخاتمة على إسرائيل التى ذكرها الله فى قرآنه واخفى عنا ميقاتها.. تصوروا هذا الحلم قاد مصطفى محمود.. ليقيم مسجده وبه المستشفى الذى يضم احدث الاجهزة الطبية.. وبأقل مصاريف علاج.. والرائع ان هذه المستشفى تجدد نفسها بنفسها بأحدث ما وصل اليه العالم من أجهزة وادوات طبية.. وأيضا باقل تكاليف علاج.. حتى اليوم.. يا سبحان الله!! والعجيب ان د.مصطفى محمود يصف لنا ما يجرى فى العالم.. وكأنه يعيش بيننا هذه الأيام.. يقول: نعيش عصر الانحلال.. والفساد.. والجريمة.. والأمراض الخبيثة والاوبئة.. والرعب والإرهاب والعلم الشرير والسياسة ذات الوجهين وأمريكا قطب وحيد يحكم العالم.. وإسرائيل طفيل تحت جلدها يتغذى على دمها.. دراكولا.. ونباش قبور.. ينشر الفتن والحروب والاحقاد.. وأمريكا تظن انها تستعملها على املاكها.. بينما هى التى تستعملها على اطماعها.. والعالم ينحدر دون أن يدرى إلى هاوية من القسوة والحروب والدمار.. ولماذا تريد أمريكا ان تتحول إلى عملاق كريه.. وكيف يسيطر الحقد الإسرائيلى على الطاغوت الأمريكي.. كيف يثير البرغوت غضب الفيل؟! كيف؟! ولكن لهذا الكون صاحب يحفظه من الدمار والفناء.. ويقول د.مصطفى محمود للضعفاء الذين يعانون ويتعذبون.. اتقوا الله واصبروا وسوف يغير الله كل شيء.. ولمن يستطيع ان يبنى أملا ويقيم جدارا اقول له يدى على يدك.. وثقوا بربكم وبعدالته.. فلا وجود بحق سواه ولا حاكم سواه ولا صانع للتاريخ سواه ولا مبرر للاقدار سواه.. وما كانوا حينما ظلموا الا غضبه وما كانوا حينما حلموا الا حلمه وما كانوا حينما عفوا الا وسائط عفوه.. وربنا الكريم الودود المنان.. هو التسبيحة والانشودة والأمل.. منه الأمر واليه الأمر.. ولا حول ولا قوة الا بالله.. وربكم لا تضيع عنده المروءات.. ولا تبخس فى ميزانه الحسنات.. وثقوا بانه لا يدوم كرب وفى الدنيا رب سبحانه لا إله إلا هو تباركت أسماؤه وتقدست آلاؤه.. رحم الله د.مصطفى محمود.. الذى يؤكد لنا.. ان كلمة السر هى «الله» سبحانه.. ونستكمل اية الكرسى للشيخ متولى الشعراوى فى المقال القادم بإذن الله.