الإرادة الشعبية لبلدنا المحروسة
ما حدث بسوريا الشقيقة مؤخرا من انهيار مؤسسى وانفلات أمنى مفاجئ على يد جماعات متفرقة مدعومة من جهات خارجية متنوعة، كان نتاجا متوقعا ومحتملا، ليس لهذا القطر العربى فحسب، بل سبقته اقطار اخرى وبأساليب متنوعة لبث الفتن ونشر التفتت واضعاف حلقات الربط بين الدول العربية، وزيادة التفكك والتناحر حتى بين اطيافها الداخلية، وهو ما يلحظه الناظر لخريطة الدول العربية المحيطة بنا الان بسهولة، حيث تزداد اتساعاً سواء بالدعم الامريكى لاسرائيل بالاراضى الفلسطينية ثم اللبنانية حتى وصلت للتعامى عن دخول القوات الاسرائيلية للاراضى السورية بلا حرب مؤخرا ودن اهمال لما وصل اليه حال العراق واستغلال التفتت اليمنى لتحويل ارضه لقواعد لضرب السفن والتأثير على دخل القناة، مرورا بالصراع الداخلى بالسودان والاختلاف الليبى الدائم، مانحة اساطيل الغرب وقواته المبرر للتواجد بالبحرين الابيض والاحمر من حولنا.
والغريب استجداء العون من الخارج ايا كان توجهه واهدافه ومصالحه، وكأننا بيد مخطط ينفذه العرب بأيديهم وبأنفسهم نيابة عن اعدائهم او المتربصين بهم ومتباعدين عن فكر التضامن القديم ومعانين من ضعف سبل النماء والبناء لبلدانهم من الداخل بانشغالهم بتلك الصراعات.
واذا كان هناك من امل يبعدنا عن دوائر التفكك والنار التى نراها وهى تقترب منا ويبعد عنا وساوسها وويلاتها فهو فى قواتنا المسلحة التى احست مبكرا لحاجة شعبها اليها قبل ان تتطور احداث يناير 2011 لفوضى وصراعات داخلية وكذا عن الوضوح والاعتدال، فقواتنا المسلحة ومؤسساتنا الامنية برضا المولى عنا وجهود ابنائها درع الامان للحياة والتقدم وعبور الصعاب لمصرنا المحروسة.