أينما نلتفت سنجد ان الذكاء الاصطناعى هو «الدينامو» الذى يحرك ويتحكم فى كل شئ بعد ان أحدثت تقنياته وتطبيقاته ثورة كبيرة فى أغلب القطاعات بدءاً من الأنترنت والموبايلات مروراً إلى الروبوتات والشاشات والأجهزة «Smart» الذكية، وصولاً إلى القيادة الذاتية للطائرات والسيارات، وبرامج «جوجل» و «الفوتوشوب» بالإضافة إلى اجتياحه مجالات مختلفة حيث أصبح العمود الفقرى للصناعة وذكرت أمثلة من بعضها.
وأثبتت التقنيات الحديثة فى الصحة تفوقها على الإنسان فى إجراء العمليات الجراحية والفحوصات الدقيقة بـ«سرعة وسهولة» وفاق التعلم عن بُعد توقعات الجميع على مستوى العالم أثناء كورونا وساهمت تقنيات الاستشعار والتحكم عن بُعد كثيراً فى الفضاء والفلك والبيئة والمياه والرى وغيرها.
ومن هذا المنطلق بات الذكاء الأصطناعى المؤثر على مستقبل معظم المجالات والمحرك الأساسى لجميع التقنيات الحديثة والناشئة وبالتالى أصبح المسيطر على أغلب جوانب حياتنا.
وطبعاً كل شخص منا يفضل الدقة والسرعة مع تقليل المخاطر بجانب الجمال والرفاهية فى حياته بشكل عام وكل هذه الإيجابيات وأكثر منها تنصب فى بوتقة الذكاء الاصطناعى ورغم كل هذه الميزات يكاد يشكل خطر وجودى إذا أغلقنا عقولنا واعتمدنا على هذا التطور بشكل كلى دون إدراكه وتوجيهه وستواجهنا مشاكل عامة فى ارتفاع نسبة البطالة وزيادة التكلفة لاستخدام التقنيات الحديثة فى التنفيذ ونقص فى الأخلاق والعواطف.
كما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعى ننشر عن أشقاءنا فى فلسطين ويمسح تقلائياً كى لا يعلو صياحنا ويكون له تأثير مباشر بخلاف مشاكل خاصة مثل الافتقار للحس الإبداعى وأحياناً فقد السيطرة على الأمور لعدم الدراية الكافية بالتكنولوجيا المتقدمة والآن نلاحظ ان تقنيات الذكاء الاصطناعى تحاول ان تسبق تفكيرنا وهذا يحدث مع كثير منا عندما نفكر فى شئ أو نتحدث عنه نجده أمامنا بكثرة فى جميع وسائل التواصل وجهات البحث ومعظم برامج الموبايلات!!.
أود أن أقول ان الذكاء الأصطناعى بالفعل يوفر فرص وتحديات لنا جميعاً وهو سلاح ذو حدين لذلك يلزم تعلمه ومعرفته جيداً حتى نتمكن من مسايرة هذا التطور وإستخدامه فى صناعة المستقبل أو التصدى له يوماً ما اذا استدعى الأمر لذلك حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة وهذا الكلام ينطبق على الجميع فى البيت أو العمل وأينما وجدت التكنولوجيا نكون مستعدين لها.