هل انتصرت المقاومة انتصارًا كبير كما قال حزب الله على لسان الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أم أن إسرائيل المعتدية هى التى انتصرت كما قال نتانياهو معددا مميزات الاتفاق الذى أبرم بين لبنان وإسرائيل؟ فعلى أثر الاتفاق عاد حزب الله إلى جنوب نهر الليطانى بأربعين كيلو وتولى الجيش اللبنانى حماية منطقة الجنوب اللبنانى التى كان يسيطر عليها حزب الله.
فقد ذكر نتانياهو أن الاتفاق يمنح الفرصة لإعادة تنشيط الجيش الإسرائيلى وتوحيد صفوفه كما يمنح الاتفاق إسرائيل التركيز على التهديد الإيرانى كما حقق الاتفاق الفصل بين جبهة غزة وجبهة لبنان كما حقق عزل حركة حماس.
أما قاسم نعيم فقد ذكر فى خطابه الذى ألقاه مساء الجمعة الماضى أن المقاومة أو الحزب انتصر لأنه منع إسرائيل من تدمير حزب الله كما منعها من إنهاء المقاومة أو إضعافها كما اعتبر الصمود أمام طول مدة الحرب انتصارًا أيضًا. لكن المتأمل يستطيع أن يرى صمود حزب الله فى المعركة بشكل أوضح وكبير بل يرى إيذاءه لإسرائيل إيذاء غير مسبوق بالنسبة لها لكن الذى حدث فى الاتفاق لا يتناسب مع هذا الصمود حتى لايخفى على المتابع ما حققته إسرائيل من أهداف أكبر مما يناسب وضعها فى الحرب فقد أعادت حزب الله جنوب نهر الليطانى كما أعلنت فى أهدافها من الحرب بل أخرجت حزب الله من المعادلة بعد أن أصبح الجيش اللبنانى هو المسئول عن أمن الجنوب.
وإذا ثبت أن هناك شرطًا فى الاتفاق يتعلق بمنع إعادة تسليح حزب الله كما تقول إسرائيل وأنها ستتدخل إذا حدث ذلك فإننا نرى هزيمة كبيرة وواضحة لأن الحقائق على الأرض تؤكد أن حزب الله ومنهجه العسكرى هو ما حقق الردع لإسرائيل منذ 2006م كما أن هذا الشرط يعطى لإسرائيل ذريعة ادعاء أنه يتم خرق الاتفاق وان هناك أسلحة تذهب إلى حزب الله فتقوم بالاعتداء على لبنان بل اجتياح الجنوب.كذلك فإننا لا نجد أحداً يخطيء إسرائيل بل إنها لا تعبأ بمن يخطئها.
فإذا وقفنا أمام لجنة المراقبة فى الجنواب التى ترأسها أمريكا فإننا نكون أمام إسرائيل مرة أخرى فإسرائيل هى أمريكا وأمريكا حتى الآن لا تعترف بأن إسرائيل تقوم بقتل المدنيين فى غزة أو تقوم بإبادة جماعية هناك فضلا عن أنها شريك أساسى مخابراتيًا وعسكريًا وسياسيًا فى عملية الإبادة هذه.إذن فلن نجد هذه اللجنة إلا فى صف إسرائيل.
صحيح أن المفاوضات التى تمت لإنجاز الاتفاق كانت غير متكافئة فقد كان الغرب كله فى صالح إسرائيل أمام لبنان وحده فضلاًَ عن علامات استفهام كبيرة أمام رضاء إيران عن الاتفاق فيما يبدو أن هناك صفقة غير واضحة مقابل ما حدث اسكتت إيران ودفعت حزب الله إلى القبول بصفقة خاسرة فى حرب خسر فيها قائدة والصف الأول والثانى من القيادة بما بدأ للمتابع أن الحرب أخذت طريق ألا رجعة بعد هذه الضربات الموجعة التى استعاد الحزب بعدها توازنه بما يعنى أنه لن يفرط فى الثأر لقادته ولهيبته التى اهتزت وفى الاستمرار لتحقيق ما أعلنه حسن نصر الله من أهداف للحرب وان سكان شمال إسرائيل لن يعودوا إليه وهو ما قاله فى آخر خطاب إليه.