الجماهير تعتبر فى كل أنحاء العالم أحد أهم عناصر الرياضة، إن لم تكن الأهم على الإطلاق لأن الرياضة بدون آهات وحماسة الجماهير تفقد كل إثارتها ومتعتها، ولا أبالغ إذا قلت إن باقى الرياضات تحسد كرة القدم على شعبيتها وجماهيريتها وتتمنى تحسس خطاها.
وخلال عملى بالإعلام شاهدت كيف تبحث كل اللعبات الأخرى عن كيفية إبراز الحضور الجماهيرى فى مدرجاتها من خلال إخلاء كل المنطقة خلف الكاميرات من أجل أن يكسو الجمهور المنظر فى المدرجات بالكامل لما يضفيه من جمال للصورة العامة للملعب وفى خلفيته الجمهور.
وتعود أهمية الجماهير إلى أنها أحد عناصر التمويل الهامة لكرة القدم، بجانب أنها العنصر الوحيد فى منظومة كرة القدم الذى ينفق على اللعبة مقابل تقاضى كل العناصر الباقية لمقابل مادى لعملها من لاعبين ومدربين وإداريين وإعلاميين.
فى مصر غابت الجماهير لمدة طويلة وصلت إلى 13 عاماً فغابت المتعة والإثارة عن الكرة المصرية التى أصبحت مملة رتيبة بمدرجات خاوية وصمت مطبق فى الملاعب، وناهيك عن فقد الأندية الشعبية لمقابل مادى كبير من الحضور الجماهيري، فإن العدد القليل للجماهير لم يعد قوة كبيرة فى البطولات الدولية كما كان يمثل فى الماضى جحيماً على الفرق الزائرة التى كانت تعتبر الجماهير وبخاصة فى ستاد القاهرة أهم عناصر قوة الفرق المصرية قبل أن تكون الفنيات والقدرات الكروية.
فى السنوات الماضية لم تعد الجماهير تملأ المدرجات وتراجع عدد الأندية الشعبية تدريجياً فأصبحت أغلب المباريات بلا جماهير من الأساس لتتضاعف المشكلة أكبر وأكبر لأقدم دولة تمارس كرة القدم فى منطقة الشرق الأوسط.
المشكلة التى نقدمها لمجلس الإدارة الجديد لكرة القدم المصرية والخاصة بالجماهير أصبحت مزدوجة، الأولى هى غياب الجماهير عن المدرجات وكيفية عودتها، والثانية هى غياب الأندية الشعبية من الأساس وبالتالى فإن الكثير من المباريات لن يحضرها جمهور حتى لو تم فتح المدرجات بالكامل لو كانت بين ناديين من الأندية الخاصة أو أندية شركات
كما يجب أن تقدم برامج توعوية كثيرة للجماهير فى البرامج الرياضية بدلاً من البرامج والمذيعين المثيرين للتعصب ليل نهار والذين زادوا الاحتقان تماماً وهذا الأمر الذى يأتى من سلطة المجلس الأعلى للإعلام والذى بدأت بشائره تظهر فى الفترة الأخيرة.
وهناك قرار يجب اتخاذه بأسرع وقت وهو فتح الجزء الأوسط للمدرجات المواجهة للمقصورة للدرجة الثالثة عصب جماهير الكرة حتى تكون قريبة من الملعب وحتى تكون الصورة التليفزيونية جيدة عن الدورى المصرى عند النقل التليفزيونى بدلا من المدرجات التى تبدو خاوية مع تركز الجماهير خلف المرميين.
أما المشكلة الثانية وهى تراجع الأندية الشعبية فهى قضية تناولناها فى الحلقة الثالثة من النصائح التى قدمناها لاتحاد الكرة حول إعادة الأندية الشعبية وربما بعدها ستزيد جماهير التى أصبحنا نفتقدها.
هل يبدأ اتحاد الكرة الطريق الصحيح نحو إعادة الجماهير… أفلح إن صدق!!