أتمنى أن يستثمر حسام حسن الفرصة التى انتظرها لسنوات طويلة كى يتولى أعلى منصب كروى فى مصر وهو منصب المدير الفنى لمنتخب مصر.
والحقيقة أن حسام حسن يعتبر من أبرز نجوم الكرة المصرية الذين صنعوا أنفسهم بالجهد والعرق طوال مسيرته كلاعب وضع اسمه بجدارة ضمن القائمة المختصرة لأفضل 5 لاعبين فى تاريخ الكرة المصرية، ثم كمدرب تميز بكاريزما خاصة جعلت كل الأندية التى تولى تدريبها تحقق نتائج جيدة وإن لم تفز بألقاب وساهم فى إبراز أكثر من لاعب لم يتألق إلا فى وجوده.
ولكن هناك فارقاً كبيراً بين اللاعب والمدرب، لأن هناك العديد من النجوم العالميين تألقوا كلاعبين وفشلوا فشلا ذريعا كمدربين ونذكر منهم أولا مارادونا الذى كان من أفضل 3 لاعبين فى تاريخ الكرة ولكنه لم يحقق أى نجاح كمدرب، فيما ظهر بعض المدربين الأفذاذ الذين غيروا من تراث وخطط كرة القدم ولم يكونوا أصلا من لاعبى الكرة المميزين مثل جوزيه مورينيو الذى حقق ثورة تدريبية كبيرة رغم أنه لم يكن لاعباً من الأساس.
ولهذا على حسام حسن أن يفصل تماما بين حياته كلاعب سابق مازال حتى يومنا هذا هو الهداف التاريخى لمنتخب مصر وللكرة المصرية بشكل عام، وبين دوره كمدير فني.
وقد شاهدت كيف استقبلت الجماهير الإيفوارية حسام حسن أثناء حضوره حفل أساطير كرة القدم الأفريقية مع نخبة كبيرة من النجوم التاريخيين للقارة أمثال دروجبا وإيتو ووايا وغيرهم باعتباره من أيقونات الكرة المصرية وهو الأمر الذى يجب أن يستثمره حسام فى عمله الجديد مع المنتخب.
ولم أتحدث إلى أى شخص حول تولى حسام للمهمة الجديدة إلا وأبدى خشيته من إنفعالات حسام وتوأمه إبراهيم وخروجهما على قواعد الانضباط مما قد يكلف المنتخب بعض الأضرار ولكنى كنت أرد دائما بأن التوأم تخلصا كثيرا من هذه الصفة مع تدرج العمر والمهام التى تكلفا بها، وأعتقد أن حسام لن يضحى بكل تاريخه من أجل لحظة إنفعال أو خروج على النص.
أما نقطة التخوف الثانية فهى تصفية الحسابات التى يمكن أن ينتهجها التوأم مع بعض اللاعبين ولكنى أيضا نصحت حسام مرارا بألا يضع أى حسابات لدى إختيار القائمة فى شهر مارس القادم فى أول محك حقيقى له وأن يكون الإختيار للأفضل بكل شفافية ، وأن من يلعب يجب أن يكون الأفضل عطاء من البديل الجالس على الدكة أيا كان الفارق بين إسم وتاريخ اللاعبين كما فعل حسن شحاتة سابقا مع المنتخب عندما كان البقاء للأصلح.
كما أرى أن يضع أى مجلس إدارة لاتحاد كرة القدم حالى أو قادم فى عقد أى مدير فنى ضرورة وضع إستراتيجيته للمنافسة على كأس الأمم الأفريقية التى تقام أول نسخة منها العام القادم مباشرة فى المغرب لأنها أصبحت البطولة الأهم والأصعب للمنتخبات الأفريقية من تصفيات المونديال بعد زيادة عدد المنتخبات الأفريقية فى المونديال إلى 9 وثلث مقعد مما يجعل المشوار أسهل من البطولة القارية، على عكس ما كان يحدث سابقا من إعتبار التأهل لكأس العالم هو الهدف الأسمي.
وكما أكرر دائما يجب أن يقف الجميع الآن خلف منتخب مصر أيا كانت علاقتهم بحسام لأن المنتخب يحمل إسم الوطن!!!