اتصور ان أى اتحاد كروى فى العالم لا بد ان يدرس أى ظواهر تجتاح ملاعبه وتمثل خطورة أو خللاً فى النظام الاحترافى الذى وافق على تطبيقه طبقًا لقوانين ولوائح الفيفا المعمول بها.. والموضوع بخصوص النظام الاحترافى المصرى الذى مالت كفته بشكل غريب لصالح التعاقد مع لاعبين من مختلف الجنسيات 29 دولةحتى بلغ عددهم فى ملاعبنا حوالى 102 لاعب والغالبية العظمى من أفريقيا بخلاف الفرنسى انتونى موديست اللاعب الأوروبى الوحيد فى الدورى المصرى حاليًا!!
فى المقابل نكتشف ان إجمالى عدد المحترفين المصريين فى الخارج لا يتجاوز الــ 35 لاعبًا فى أوروبا وتركيا والملاعب العربية وأكثر من 15 أو عشرين لاعبًا فى أندية درجة تانية وثالثة فى أوروبا يعنى كفة الميزان الاحترافى بمفهومه الطبيعى فيها خلل واضح ولصالح استقدام الاجانب من أكثر من 29 دولة من ضمنهم دول الشمال الأفريقى ليبيا وتونس والمغرب والجزائر التى لا يوجد بها محترف مصرى واحد!!
للاسف الشديد تلك الظاهرة لم تجد أى اهتمام لبحثها من جانب مسئولى اتحاد الكرة أو لجانه الفنية بعدما تم فتح باب الاحتراف «على الغارب» كما نقول فى امثالنا والصفقات «بختك يا أبو بخيت» الطريف ان معظم صفقات الأندية الكبيرة والتى تكلفها مبالغ طائلة تكون «نصف لبده أو مضروبة» فى الوقت الذى تتعاقد فيه اندية أخرى مع لاعبين أفارقة مغمورين وباسعار متواضعة ونكتشف من خلال المنافسات انها صفقات رابحة!!
المهم لم يدر بخلد أى مسئول من مجلس الجبلاية ان هذا الطوفان الاحترافى الأفريقى يضرب قواعد واساسيات اللعبة الشعبية على مستوى فرق الناشئين بل ويؤثر على المنتخبين الأول والأولمبى بصورة خطيرة واظن ان درس كوت ديفوار مازال فى الاذهان مع احترامى لكل نجومنا الدوليين والمحترفين.. والسؤال الذى يفرض نفسه هل فتح بوابة الاحتراف على البحرى فى صالح احداث الطفرة والنهضة الكروية المرجوة أم تقنينه والحد منه هو الأفضل؟!
اتحدى لو كان هذا الاتحاد فكر ولو للحظة فى تنظيم ندوات أو دراسات أو حتى مؤتمرات لتقييم نظامنا الكروى الاحترافى وما له وما عليه وتوجيه الدعوة بحضوربعض الخبراء من اساطير اللعبة لدينا ومندوبى الاندية ووكلاء اللاعبين والسماسرة لمعرفة الخلل فى تسويق لاعبى مصر والسبب وراء احجام معظم أندية القارة فى التعاقد مع لاعبين مصريين كما يحدث مع الافارقة فى ملاعب الكرة المصرية.. رغم اننا ما زلنا نتربع على قمة وعرش الكرة الأفريقية والمفروض ان يزداد عدد المحترفين من نجومنا فى أفريقيا وآسيا وأوروبا خاصة بعد التكلفة الخيالية لأى صفقات على مستوى الافارقة وليس كما كان فى السبعينيات والثمانينيات كان الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمقاولون يتعاقدون مع نجوم افارقة بمبالغ متواضعة جدًا وليس بالارقام الفلكية التى تحدث الآن!!
النظام الاحترافى لدينا مشوه وبدون أى دراسات ويحتاج بالفعل لخبراء وهنا المشكلة لان هذا النظام الاحترافى يتطلب إدارات احترافية للتنفيذ وليس مجموعة من الهواة!!
بالطبع اذا استمر الحال على ما هو عليه ستكون هناك خطورة بالغة على قطاعات الناشئين التى تكلف الاندية الملايين لاعداد النجوم الصاعدة فى مختلف المراكز كما كان يحدث فى العقود الماضية وتعجز عن القيام بمهمتها لتفريخ النجوم الصاعدة!!
لن نستطيع غلق بوابة الاحتراف طبقًا لقوانين الفيفا.. ولكن من الممكن تخفيض عدد الاجانب فى كل ناد، كما كان يحدث من قبل حرصًا على مستقبل الكرة المصرية اذا وضعنا فى اعتبارنا ان معظم الاندية حاليًا ترفع شعار شراء النجم.. ولا تربيته!!