عجيب أمر المسئولين عن الرياضة فى مصر.
الشارع الرياضى يتصور أن الآفة الكبرى فى كرة القدم كونها اللعبة الشعبية الأولى وكل الأضواء مسلطة عليها.
لكن عندما تغوص فى بقية اللعبات الأخرى سواء الفردية منها أو الجماعية حدث بلا حرج.
فى البداية ستجد هناك قاسماً مشتركاً يغلف التردى الموجود والتراجع فى المستويات الفنية.. هذا القاسم يتعلق بالضعف الشديد فى التنظيم والإدارة أى أنك تجد العمل الإدارى يخلو من الاحترافية وبالتالى يتسبب فى الضرر الشديد بالجوانب الفنية كون أغلب المتواجدين على الساحة فى الجوانب الإدارية لا يفقهون ألف باء فى هذا العمل!!
وهنا تكثر شكوى المدربين بداية من طلب تأجيل بعض المباريات المحلية لصالح مشاركة مهمة خارجية للمنتخب الوطنى لأن المسئولين ولنأخذ اتحاد الكرة مثالا يفصلون التأجيلات على مقاس مشاركة الكبيرين الأهلى والزمالك الخارجية قبل المنتخب الوطني!!
ناهيك عن التسبب فى عجز مدربى المنتخبات فى وضع برامج الإعداد بشكل دقيق لأنه يواجه حرباً شعواء لأجل تنفيذها.
والأمر الآخر الذى يؤكد سطوة الأندية ونفوذها رفض الأهلى مشاركة محمد عبدالمنعم وإمام عاشور مع المنتخب الأولمبي!!
وهنا كان يجب أن يتدخل اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة بشكل قوى وحاسم لأن المنتخب فوق الأندية والمشاركات الخارجية فوق المحلية والأوليمبياد أهم من الدورى.
ورغم ذلك كان منتخبا القدم واليد أقرب لتحقيق ميدالية لولا الإجهاد الذى نال من اللاعبين فى الأمتار الأخيرة.
وعندما يتحدث الشارع الرياضى عن الأسباب الحقيقية التى أدت إلى فشل بعض اللاعبين فى تحقيق ميدالية أو حتى مراكز متقدمة تجد المنظرين يخرجون علينا بأسباب واهية لتبرأة ساحاتهم ومن أتوا بهم سواء فى العمل الإدارى أو الفنى.
وبما أن أغلبهم يهددون اللاعبين بعدم الحديث عن أسباب الإخفاقات نرى اللاعبين وحدهم يتجرعون مرارة الهزيمة لأنهم سيحاربون ويمنعون من ممارسة رياضتهم بشكل أو بآخر ولنا عظة فى وفاة المرحوم أحمد رفعت!!
معروف عنا سواء فى علوم التنظيم والإدارة أو الجوانب الفنية أننا لا نتابع التطور المتلاحق الذى يشهده العالم فى هذه العلوم.
وبالتالى تصبح المحصلة الطبيعية التراجع ووجود فجوة بين ما وصل إليه العالم المتقدم وما نحن عليه.
وبالتالى تصبح عملية التأهيل المستمر لكل عناصر المنظومة شيئاً مهماً على رأس الأولويات يصاحبها التقييم المستمر وعملية الحساب والثواب والعقاب وإبعاد كل من يتخلف عن التطوير بعيدا عن المحاباة.
وسيظل الشارع الرياضى فى حالة ترقب للتقارير النهائية لمشاركة بعثتنا فى الأولمبياد والتى أرى ما حققته أقل بكثير من مستوى الطموحات بل وحتى ما وعد به المسئولون من ميداليات قبل السفر إلى باريس.
فلا يصح أن تحقق أكبر بعثة مصرية تشارك فى الأولمبياد ثلاث ميداليات أكرمنا بهم الله حفاظاً لماء الوجه وما بذله الجندى وسارة وأحمد السيد من مجهودات مضنية سوف تساعد على احتفاظ البعض بمناصبهم التى لا يستحقون التواجد بها!!
والله من وراء القصد.