لا أحد يستطيع المزايدة على دور وموقف مصر الشريف تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الأشقاء المشروعة سواء تاريخياً أو فى الحاضر، سواء فى الدعم السياسى والدبلوماسى والدعم الإنسانى اللامحدود، وهو ما تشهده القاهرة من زيارات ولقاءات واتصالات للرئيس السيسى للبحث عن حل وتهدئة ووقف لإطلاق النار وإدخال المساعدات، والدعوة لتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية لترسيخ استقرار وسلام الشرق الأوسط.. لذلك مهما روجوا من أكاذيب، وتشويه، لن يفلح الشيطان فى المساس بدور وموقف مصر الشريف تجاه الأشقاء.
لذلك فهناك حملة أكاذيب وتشويه ومزايدة تستهدف مصر يتبناها تحالف قوى الشر وأدواته، لكن الواقع وما به من شرف المواقف، وعمق الثوابت، أقوى من أى أكاذيب.
تساؤلات مهمة كثيرة تطرح نفسها فيما يتعلق بالموقف الأمريكى تجاه التصعيد والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة تكشف بوضوح مباركة ودعم واشنطن المطلق لحرب الإبادة التى تشنها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين، وأن ما يروج من وجود خلافات بين واشنطن وتل أبيب.. ما هو إلا حلقة من مسلسل توزيع وتقسيم الأدوار ربما لخداع الرأى العام الأمريكى المنقسم وبقوة، على العدوان الإسرائيلى على غزة والذى انعكس على تراجع شعبية الرئيس جو بايدن إلى مستويات تهدد نجاحه فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وفقاً لآخر استطلاعات الرأى، فالدعم الأمريكى لإسرائيل لم يتوقف وأيضاً غير مسبوق، والمساندة فى مجلس الأمن برفض التصويت على وقف إطلاق النار فى غزة، أو فى الأمم المتحدة، ووجود القوات الأمريكية سواء فى إسرائيل أو فى البحر الأحمر لحماية العدوان والوجود الإسرائيلى وترهيب القوى الأخرى المعادية لإسرائيل ومنعها من التدخل.
التساؤلات التى تفرض نفسها.. خاصة ونحن أمام حلقة ساخنة وجزء تصعيدى من المؤامرة، هل هذه اللعبة والسيناريو متفق عليه بين أمريكا وإسرائيل ودول أخرى، هل باركت واشنطن امتداد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة إلى رفح الفلسطينية التى بات يعيش فيها أكثر من مليون نازح فلسطينى قرب الحدود المصرية، فى إصرار شيطانى على غلق الطرق فى وجه الفلسطينيين وإجبارهم على الاندفاع نحو الحدود المصرية متوهمين بقدرتهم على تنفيذ مخطط التوطين، خاصة ان هذا التصعيد وتصديق جيش الاحتلال على تنفيذ عملية عسكرية فى رفح الفلسطينية عقب زيارة انتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى الذى كلما حل على المنطقة، نتوقع وجود كارثة جديدة ولماذا يعتمد جو بايدن تشويه الدور المصرى، وزعم افتراءات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة، وهو نفسه الذى وجه الشكر لمصر وقيادتها على الدور المصرى فى إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وأيضاً جهود التهدئة، ومحاولات وقف إطلاق النار، وبماذا نفسر هذا الانفصام، والانفصال عن الواقع، وهل حرج موقفه الانتخابى وتراجع شعبيته دفعه إلى هذه الأكاذيب المتعمدة، أم أنها جزء من اللعبة والمؤامرة التى تتبادل فيها واشنطن وتل أبيب الأدوار كما قلت من قبل؟
الحقيقة وإن كانت الأكاذيب والمزاعم الواهية التى يسوقها ويروجها الجانب الأمريكى لا تستحق، خاصة ونحن أمام واقع على الأرض يشهد بشرف الموقف المصرى، وشهادات عالمية على أرض الواقع من كبار المسئولين فى العالم الذين زاروا وتفقدوا الأوضاع على الأرض من أمام معبر رفح وفى حضور وسائل الإعلام العالمية، وقصف جيش الاحتلال لمعبر رفح من الجانب الفلسطينى 4 مرات، وإعلان وزراء حكومة إسرائيل المتطرفة بأن السماح بإدخال المساعدات، قد تصل إلى حركة حماس، وأيضاً تصريحاتهم فى نواياهم المريضة والخبيثة فى محاولة إبادة الفلسطينيين وأن ذلك يأتى فى إطار مسلسل الحصار والتجويع وتدمير المخابز ومحطات المياه والكهرباء واستهداف شاحنات المساعدات وقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف، وقتل الأطباء وأطقم التمريض، وقتل الأطفال والنساء والمدنيين وسرقة أعضاء الشهداء، والنبش فى قبورهم.. لذلك العالم يتابع أولاً بأول وعلى مدار الساعة حجم الإجرام الإسرائيلى وحرب الإبادة التى يمارسها وينفذها جيش الاحتلال فى مخالفات وانتهاكات صارخة لكل الاتفاقات والمواثيق الدولية، والقانون الإنسانى الدولى، لذلك من السهولة أن نتوقع كل هذه الأكاذيب والمزاعم والافتراءات.
تصريحات بايدن تثير الشكوك والريبة وتأتى فى توقيت بالغ الأهمية، فمن الواضح أننا أمام أدوار تمثيلية مرسومة بدقة، تهدف فى النهاية إلى تمكين إسرائيل من تنفيذ المؤامرة، من خلال إحداث التوازن بين الدعم المطلق لتل أبيب الذين يحاولون التخفيف منه الآن وإخفاءه وبين إطلاق يد جيش الاحتلال فى تنفيذ المخطط الشيطانى فى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، وتوطينهم على حساب الأراضى المصرية، خاصة ان من الغريب إصرار إسرائيل على التمادى والتصعيد بل والاستمرار فى حرب خسرتها مبكراً، ولم تحقق أى هدف منها بل كشفت عن حالة من الضعف والارتباك وسقوط الأسطورة المزعومة لجيش الاحتلال الذى ينزف بغزارة فى ضباطه وجنوده وآلياته ولم ينجح فى القضاء على المقاومة حتى مجرد إضعاف قدراتها العسكرية، فمازالت الصواريخ تخترق العمق الإسرائيلى، ولم يطلق سراح الرهائن والأسرى لدى المقاومة ولم تكمل أو تفرض سيطرتها على قطاع غزة، ولا تملك سوى قصف الأطفال والنساء والمدنيين والمستشفيات ومقار الأونروا، فمن الواضح فى ظل هذا الإصرار على استمرار العدوان أننا أمام أهداف غير معلنة، وليس مجرد القضاء على المقاومة أو الزعم بإزالة الخطر على إسرائيل، وهى فى ظنى أهداف متفق عليها بين إسرائيل وداعميها، تتعلق بأوهام إسرائيلية توسعية قديمة، وأهداف اقتصادية فى السطو ونهب مقدرات فلسطين على سواحل غزة، أو مشروعات أخرى طفت على السطح فى الأشهر القليلة، أو بدائل تضر بالدولة المصرية ومصالحها مثل قناة بن جوريون المزعومة، فنحن أمام محاولات صياغة جغرافية جديدة للمنطقة تساهم فى تنفيذها قوى أخرى تبدو معادية لمعسكر الأمريكان والإسرائيليين، لكنها فى الحقيقة فى أعلى درجات التنسيق وفى النهاية الهدف مصر، سعياً للتدمير والتشويه أو فرض الأمر الواقع وهو ما لم ولن يحدث خاصة ان مصر مازالت تحتفظ برباطة الجأش والصبر والحكمة، والهدوء وضبط الأعصاب لكنها وفى كل الأحوال لن تسمح بالمساس بأمنها القومى وثوابتها وخطوطها الحمراء.
هناك نقاط مهمة للغاية يجب التأكيد عليها فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلى على غزة وحرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال ضد سكان القطاع كالتالى:
أولاً: أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك أساسى لإسرائيل فى هذا العدوان وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين على كافة المستويات، وبجميع الأشكال والأساليب، سواء على مستوى الدعم المطلق مالياً وتسليحياً، وذخائر، وتواجد للقوات الأمريكية وأجهزة استخباراتها، وكذلك تواجد أساطيل أمريكا فى البحر وحاملة الطائرات إيزنهاور والمقاتلات والقاذفات، لم تكن على الإطلاق لحماية الملاحة بالبحر الأحمر بل لمساندة إسرائيل، وترهيب محاولات التدخل لصالح الفلسطينيين من قبل أطراف أخرى وكذلك الدعم السياسى المطلق فى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ورفض وقف إطلاق النار وغض البصر عن الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات أو التهدئة، وممارسة المراوغات والخداع فى إطار لعبة توزيع الأدوار لخداع الداخل الأمريكى، وما يؤكد ذلك وجود انشقاق وانقسام داخل الإدارة الأمريكية نفسها وكذلك المجتمع الأمريكى وشهدت المدن الأمريكية أضخم الاحتجاجات والمظاهرات الرافضة للسياسة الأمريكية الداعمة لجرائم إسرائيل فى حق الفلسطينيين.
ثانياً: الحقيقة أن معبر رفح شاهد عيان على الدور الشريف والموقف العظيم للدولة المصرية وقيادتها، فالكثير من زعماء العالم، وكبار مسئوليه والأمين العام للأمم المتحدة، ووزراء الخارجية، والسفراء، والوفود التى رافقت طائرات المساعدات الإنسانية.. بالإضافة إلى وسائل الإعلام العالمية المتواجدة فى المعبر، وزيارات كثيرة لوفود أجنبية تفقدت المعبر وشاهدوا على أرض الواقع صدق وشرف الدولة المصرية، وأن المعبر مفتوح على مدار الساعة، بل إن هناك من وجه من المسئولين الدوليين رسائل شديدة اللهجة لإسرائيل بسبب منعها لدخول المساعدات.. بالإضافة إلى استهدافها للمعبر بالقصف الجوى من الجانب الفلسطينى، وقدموا الشكر والإشادة للدور المصرى الإنسانى، وفى جميع الاتصالات الهاتفية واللقاءات والزيارات من كبار الزعماء والمسئولين فى العالم، أشادوا بالدور المصرى الإنسانى وجهود إدخال وإيصال وزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى جو بايدن ووزير خارجيته انتونى بلينكن.
ثالثاً: معبر رفح منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى لم يغلق من الجانب المصرى على الإطلاق إلا فى حالة واحدة فقط عندما رفضت مصر دخول وعبور الأجانب من معبر رفح إلا بعد دخول المساعدات إلى قطاع غزة واستقبالها للجرحى والمصابين الفلسطينيين لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية.. بالإضافة إلى أن مطار العريش كان ومازال يستقبل جميع المساعدات الواردة من دول العالم ونقلها إلى قطاع غزة للأشقاء الفلسطينيين.
رابعاً: تحولت القاهرة إلى خلية عمل وقبلة لزيارات واتصالات كبار الزعماء فى العالم والمسئولين، وتوالت اللقاءات والاتصالات التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل إيجاد حل وتهدئة وهدن سعياً لوقف إطلاق النار، والقتال والبحث عن حل مستدام للصراع الإسرائيلى الفلسطينى بما يحقق أمن واستقرار الشرق الأوسط والذى بات العالم على قناعة كاملة برؤية مصر فى هذا الإطار من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية، ودعت واستضافت مصر عقد قمة القاهرة للسلام، وشاركت فى القمة العربية بطرح رؤية شاملة وإطلاق تحذيرات قوية لتجنيب توسيع نطاق الصراع وتدخل أطراف أخرى وتحوله إلى حرب شاملة وأيضاً من المساس بالأمن القومى المصرى.. كل ذلك يعكس الجهود المتواصلة للدولة المصرية لدعم الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين والسعى لإنقاذهم من العدوان الإسرائيلى وحرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال والعمل على عدم تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، وهو ما أصبح مفهوماً راسخاً لدى المجتمع الدولى، كما أن مصر تحتل المرتبة الأولى بلا منافس فى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية بما يعادل 80٪ من إجمالى المساعدات التى دخلت قطاع غزة، فى الوقت الذى تفانت فيه الولايات المتحدة بدعم إسرائيل بالأسلحة والذخائر الفتاكة لحصد أرواح المدنيين الفلسطينيين والنساء والأطفال، وبكميات غير مسبوقة بل ورصد ميزانيات هائلة من مليارات الدولارات لدعم استمرار حرب الإبادة.. ناهيك عن دعم مطلق وأعمى فى مجلس الأمن يرفض المساس بإسرائيل وحرب الإبادة التى تشنها ضد الأطفال والنساء الفلسطينيين وترفض مجرد التفكير فى وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذى ترفضه المعارضة الأمريكية وأغلبية الشعب الأمريكى وجزء من الإدارة الأمريكية وهو ما تسبب بشكل واضح فى تراجع شعبية الرئيس جو بايدن وفرصه فى الانتخابات الرئاسية وهو ما بدا فى محاولات الالتفاف على الدعم واللجوء إلى مناورات لا تغير من الدعم المطلق للكيان سواء من خلال صناعة خلافات مزعومة أو الإيحاء بوجود توترات بين بايدن ونتنياهو وهذا غير صحيح ولكنه تحايل وخداع للرأى العام الأمريكى فى محاولة لتجميل وجه إدارة بايدن المأزوم بسبب ضغوط الانتخابات.
الحقيقة أن ما يمر به الرئيس الأمريكى من معاناة وأزمات صحية، وسقطات متكررة تتعلق بكفاءته الذهنية، وتركيزه العقلى يحتاج إلى وقفة، وهذا ما أكده عضو الكونجرس الجمهورى رونى جاكسون والذى عمل طبيباً فى البيت الأبيض فى وقت سابق أن الرئيس بايدن يحتاج إجراء فحوصات للاطمئنان على سلامته العقلية، بل ذهب جاكسون بعيداً عندما قال إن بايدن قد يستقيل بسبب ظروفه الصحية.. جاكسون الذى عمل طبيباً للرئيسين أوباما وترامب توقع المزيد من المعاناة الصحية للرئيس بايدن.
خامساً: محاولات تشويه الدور والموقف المصرى الشريف فى أغلب الأحوال متعمدة، لصالح الكيان الصهيونى أو ناتجة عن خلل صحى، وتوهمات عقلية وعدم اتزان، لكن الأمر يسير فى اتجاه حلقة جديدة من المؤامرة على مصر والضغط عليها فى ظل موقفها الثابت، ومبادئها الشريفة، ودورها العظيم فى الدفاع عن حقوق الأشقاء المشروعة، وأيضاً عدم التفريط أو التهاون فى حماية أمنها القومى، لكن ما هو موجود من حقائق على أرض الواقع سواء فى الدعم المطلق والأعمى لأمريكا من أجل أن تنفذ إسرائيل حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، وحتى تفرغ من إزالة الوجود الفلسطينى عن قطاع غزة، أو فيما يتعلق بالجهود المصرية المتواصلة سواء على الصعيد السياسى، واستقبالها للاتصالات واللقاءات والزيارات الدولية المرموقة سعياً إلى وقف العدوان الهمجى على غزة، وردع حكومة المتطرفين بقيادة نتنياهو الذى يعانى من أمراض نفسية وسياسية، وقرب انتهاء الفصل الأخير من مستقبله السياسى سواء ذهاباً إلى السجن، أو مغادرة المشهد تماماً مع انتهاء الحرب التى يحاول مستميتاً إطالتها من أجل مصلحته فقط فى ظل السقوط والفشل الذريع لإسرائيل تحت قيادته.
مصر هى التى ضغطت على بايدن وأجبرته على إجبار إسرائيل لإدخال المساعدات عبر معبر رفح إلى غزة، بعد أن رفضت خروج أى أجنبى من المعبر قبل إدخال المساعدات، فلم تسمح مصر فى موقف شامخ بخروج مزدوجى الجنسية من معبر رفح واشترطت العمل على دخول المساعدات قبل تحقيق ذلك وكان لها ما أرادت، بل إن ممارسات إسرائيل وأعوانها من الأمريكيين والغرب فى حصار وتجويع الفلسطينيين سواء بمنع دخول المساعدات، والعقاب الجماعى وتدمير محطات المياه، والكهرباء، والمخابز، وقصف المستشفيات وتدمير كل مقومات الحياة فى القطاع، هو مخطط إسرائيلى شيطانى لإجبار الفلسطينيين على النزوح إلى الجنوب حيث الحدود المصرية وترك أراضيهم ومنازلهم، رغبة من الكيان الصهيونى فى تنفيذ مخطط التوطين على حساب الأراضى المصرية فى سيناء.. وهو ما تصدت له مصر بقوة ورفضته بحسم وحزم، بل وحذرت وهددت من ذلك واعتبرته أمناً قومياً لا يمكن التفريط أو التهاون فيه، وهو ما ينذر بجر مصر إلى الحرب مع إسرائيل التى أكدت أن دخول المساعدات يعنى وصولها إلى حركة حماس وبالتالى رفض دخول المساعدات وهى التى حشدت المستوطنين من الإسرائيليين لمنع دخول الشاحنات، ولعل تصريحات بن غفير وزير الأمن الإسرائيلى وسيموترتيس وزير المالية الإسرائيلى المتطرفة تؤكد حقيقة الإجرام الإسرائيلى فى السعى لإبادة الشعب الفلسطينى وإزالة أى تواجد له فى غزة، بل والمطالبة بتحويل إلى غزة إلى مستوطنات إسرائيلية، كل ذلك يؤكد أننا أمام مؤامرة مكتملة الأركان والأطراف، سواء على القضية الفلسطينية أو تهديد الأمن القومى المصرى.
استهداف مصر بالضغوط والتشويه والحصار أمر طبيعى بسبب مواقفها وثوابتها الشريفة، كونها لم تفرط فى حقوق الأشقاء، ولم تفرط فى ثوابت أمنها القومى، وقدسية ترابها الوطنى وبالتالى فإن قوى الشر تضغط على مصر بتحريك آلة الكذب والشائعات والتشكيك والتشويه المتعمد، لكن اللص دائماً يترك أثراً، فقد تناسوا ونسوا أن موقف مصر رسمياً وشعبياً من القضية الفلسطينية لا يمكن لكائن من كان أن يزايد عليه فهى التى قدمت بسخاء، وامتزجت دماء أبنائها بدماء الأشقاء، وخاضت حروباً من أجل نصرة الحق الفلسطينى، وفى حاضرها لديها قائد عظيم، يولى اهتماماً غير مسبوق بالقضية الفلسطينية وحقوق الأشقاء المشروعة ينحاز لحقوق الشعب الفلسطينى ويطالب فى كافة المحافل الدولية والإقليمية بحقه فى إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية، ويقف بصلابة وشموخ ضد الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التى يرتكبها الكيان الصهيونى ضد الفلسطينيين، ويبذل جهوداً متواصلة لإنقاذ الشعب الشقيق وإدخال المساعدات الإنسانية لتخفيف حدة معاناته فى ظل المأساة والكارثة الإنسانية التى يتعرض لها جراء آلة الحرب والقتل الإسرائيلية المدعومة بلا حدود من الولايات المتحدة والغرب، لذلك لن تفلح الأكاذيب ومحاولات التشويه بسيف الواقع وبما به من حقائق ومواقف وثوابت شريفة أمضى من الباطل والكذب والتشويه.
تحيا مصر