و«المصرى فى الصف الأول».. والشهر العقارى حيرنا..؟!
الموقف المصرى صلبًا قويًا عاكسًا لكل معانى الشرف والكرامة
قالت صحيفة «النيويورك تايمز» إن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول السيطرة على قطاع غزة أصابت المسئولين فى إدارته بالصدمة بما فى ذلك البنتاجون والخارجية الأمريكية وأعتبروها «فكرة خيالية»..!!
ولأنها كانت فعلاً فكرة خيالية وبنيت على معلومات مغلوطة أو من جانب واحد.. فإن العالم لم يتقبلها ولم يناقشها كثيرًا وعارضها منذ البداية وهو الأمر الذى دفع الرئيس الأمريكى ترامب أن يعود للتصريح بالقول بإنه «لا داعى للعجلة».. و»لسنا فى عجلة من أمرنا بشأن ذلك».
والحمد لله أن الرئيس الأمريكى قد اقتنع بأنه لا داعى للعجلة فى أمور مصيرية لا يمكن التنبؤ بعواقبها وتأثيراتها وانعكاساتها وقد تكون سببًا فى دمار أكبر من النوايا التى قد تكون فى ظاهرها إنسانية..!
والمؤكد أن ترامب قد استمع إلى من حوله بعد تصريحاته التى أصابت العالم بالذهول.. ومن المؤكد أن هناك من نصحوه بالتمهل وأن يستمع أولاً إلى كافة وجهات النظر.. ومن المؤكد كذلك أن الحوار الهاديء والعقلانى هو الأفضل فى هذه الأزمات.
> > >
وإذا كانت الأفكار حول غزة خيالية وغير قابلة للتطبيق فإن الموقف المشرف لمصر قيادة وشعبًا كان أيضا خياليًا ورفع قاماتنا لتلامس السحاب فخرًا واعتزازًا وحبًا لهذا الوطن.
فقد كان الموقف المصرى صلبًا قويًا عاكسًا لكل معانى الشرف والكرامة.. رافضًا لكل الإغراءات والمساومات التى تتعلق بالأرض وبأمن مصر القومى وباستقرارها.. كان رئيس مصر على القمة واثق الخطى وهو يرفض ويقاوم كل الضغوط ويعلنها حازمة لا مساس بالأرض ولا تفريط فى المباديء والثوابت.
وكان شعب مصر.. حتى أولئك الذين لم يتوقفوا من قبل من خارج مصر فى التحريض على بلادهم.. كلهم فى الأزمات نسوا كل شيء إلا الدفاع عن الوطن.. الجميع فى اصطفاف وطنى يبرز معدن وقيمة الإنسان المصري.. الجميع انتفضوا للدفاع عن مصر ولمساندة قائدها فى صموده وكبريائه الوطني.. كان موقفًا مشرفًا.. موقفًا بطوليًا.. كنا على استعداد لكل الاحتمالات وكنا على العهد صادقين.. ونموت نموت ويحيا الوطن.
> > >
ونعود إلى حواراتنا اليومية وقضايانا التى هى ملح الطعام.. ونتحدث عن الجدال الدائر على مواقع التواصل الاجتماعى حول الفنان أحمد حلمى والذى داعب أحد أصدقائه كان جالسًا فى الصف الأول فى مسرحية يقدمها الفنان فى دولة عربية قائلاً: «مصرى وقاعد فى الصف الأول.. أكيد معزوم»..!
ورغم أن العبارة لم يكن مقصودًا منها الاهانة أو التقليل من قيمة المصريين ومكانتهم إلا أن السوشيال ميديا انتفضت على أحمد حلمى انتفاضًا وتجريحًا لأنه أهان بذلك المصريين وقلل من قيمتهم.
وقد أخطأ حلمى فى تعليقه العفوى غير المقصود.. وهو درس لكل فنان وكل المشاهير بأن يدركوا أن عليهم انتقاء واختيار كلماتهم بعناية فهناك من يرصد كل كلمة وكل حركة وهناك من ينتظر الهفوات والأخطاء ليتصيدها ويعيش عليها.. وهناك من يتلذذ بتدمير الآخرين دون أن تأخذه بهم رحمة أو شفقة أو أعذار..! وحلمى وقع فى المحظور بعد أن انضم إلى مدرسة شيرين عبدالوهاب عندما تتحدث.. وما أسوأها من مدرسة..!
> > >
ونذهب إلى واحدة من القضايا التى تزداد مع الأيام تعقيدًا رغم أن القوانين التى أصدرتها الدولة بالغة الوضوح ولا تحتاج إلى كل هذه الإجراءات التى تدخل فى إطار التسهيلات بينما فى حقيقتها تمثل مزيدًا من الإجراءات البيروقراطية التى لا فكاك منها.
وأتحدث فى ذلك عن الشهر العقارى وإجراءاته البالغة التعقيد والغموض من أجل تسجيل الوحدات السكنية للمواطنين.. فمصلحة الشهر العقارى أصدرت مؤخرًا تعديلات جديدة بهدف التسهيل على المواطنين تؤكد فيها أنها تكتفى بالعقد الابتدائى عند التسجيل واشتراط حيازة العقار وصورة لرخصة المكان ومعالمه الهندسية..!
وتقول المصلحة إن الأمور سهلة جدًا.. ومبسطة جدًا.. ولكن المصلحة تقف عاجزة عن الرد على آلاف المواطنين الذين ليس فى مقدورهم تسجيل وحداتهم رغم امتلاكهم العقد الابتدائى وحيازتهم الهادئة المستقرة لهذه الوحدات لعشرات السنين..! والسبب فى ذلك أن الشركات العقارية التى أقامت الوحدات السكنية والكومبوندات لديها مشاكل مع أجهزة المدن ولم تقم بتسجيل الأرض التى أقيمت عليها مشروعاتهم..! وبدلاً من أن يتم محاسبة هذه الشركات أو انذارها لتوفيق اوضاعها فإن مصلحة الشهر العقارى تختار الحل الأسهل وهو عدم التسجيل.. وهو ما يعنى أن الذين اشتروا وحداتهم السكنية من شركات معروفة ليس فى مقدورهم التسجيل فى حين أن من استولى على أرض بوضع اليد وقام بالبناء عليها فى مقدوره التسجيل وبسهولة..!! فزورة.. وستظل معقدة رغم عشرات من قرارات التيسير والتعديل..!
> > >
وآه.. آه من ايناس الدغيدى عندما تتحدث عن الدين والنار والدنيا وبيوت الدعارة.. آه من المخرجة ايناس حين تتقمص دور المصلح الاجتماعى كأن تقول مثلاً فى برنامج تليفزيونى مؤخرًا.. «المساكنة حلال طالما الناس عارفة».. يعنى عادي.. كل اثنين بيحبوا بعض يعيشوا مع بعض بدون زواج.. ويقولوا الناس عارفة.. وكده يبقى حلال..!!
ويا ست ايناس.. لك مطلق الحرية أن تعيشى حياتك كما تريدين وأن لا تؤمنى بالنار ولا بالثواب والعقاب فى الآخرة.. ولكن حرية الرأى لا تعنى «التخاريف» علنا..!! وارحمونا شوية يرحمكم الله..!!
> > >
وأتابع بعضًا من مباريات كرة القدم.. ولا يستوقفنى إلا مشهد هذا المدير الفنى لأحد فرق المقدمة فى الدورى المصري.. الرجل لا يتوقف طوال التسعين دقيقة عن الاحتجاج والاعتراض والقفز والتنطيط منذ بداية المباراة لنهايتها.. مدرب «بزمبلك» ومستفز.. و»أراجوز»..!
وأعظم درس تعلمته فى الحياة.. اتق شر من أحسنت إليه.. وهو درس نتعلمه جميعًا.. ولكننا لا نستوعبه وندفع ثمن تجاهله الكثير والكثير.. اتق شر من أحسنت إليه..!
> > >
وأخيرًا:
الهزيمة للشجعان.. الجبناء لا يخوضون المعارك.
> > >
والذكريات التى لا تموت.. تميت.
> > >
وهناك ذكريات يرفض الإنسان حتى أن يعترف بها لنفسه.
> > >
ويقفل باب تنفتح عشرة أبواب، من ظن بالله خيرًا ما خاب ظنه.