صناعة الطيران المدنى كانت على موعد الأسبوع الماضى مع عقد الجمعية العمومية رقم 56 لشركات الطيران الأفريقية بالقاهرة بمشاركة حوالى 500 عضو من رؤساء شركات ورؤساء القطاعات التجارية بمختلف شركات الطيران الأفريقية.. إلى جانب ولى ولش مدير عام الاتحاد الدولى للنقل الجوى «الاياتا».. وكامل العوضى نائب رئيس الاياتا لأفريقيا والشرق الاوسط والذى حرصت «الجمهورية» على إجراء هذا الحوار معه للوقوف على آخر ما وصل إليه قطاع الطيران المدنى فى مصر وأفريقيا ورؤية الاياتا لما يحتاجه هذا القطاع المهم خلال السنوات القادمة لتحقيق أعلى مستوى من الخدمة للركاب والمسافرين وفيما يلى نص الحوار..
>> الجمهورية : كيف تساعد الاياتا وزارة الطيران المدنى فى النهوض بمستوى الخدمة فى المطارات المصرية؟
> ان الاياتا دائما تكون على الحياد على الرغم من ان لدينا افضل الطرق التطبيقية..
ولكننا نضع فى المرتبة الاولى دائما ان تطبق شركات الطيران وشركات الخدمات الارضية والمطارات أعلى معايير السلامة والامان.. وان تظل تتقدم فى تطبيق أعلى المعايير عاما بعد عام.. واذا رأينا ان مستوى الخدمة ليس على المستوى المطلوب فإننا نتدخل حتى نساعد الشركات أو المطارات.. ونقدم النصح ونساعد فى وضع الخطط.. وقد جلسنا مع المسئولين فى مصر أكثر من جلسة تم تخصيصها لتحقيق حوكمة المطارات.. وشرحنا اكثر من موضوع.. ولا شك ان هناك تقدما كبيرا وملحوظا وواضحا.. خاصة مع الاستمرار فى التفكير فى اصلاح الاخطاء..
>> الجمهورية : هل ترى ضرورة لتولى شركات عالمية ادارة المطارات المصرية؟..
> الاياتا ليست مع أو ضد هذا أو ذاك.. وهناك دول لا ننصح فيها بتولى شركات إدارة عالمية.. وهناك دول ننصح بذلك.. وهذا الامر يحتاج دراسة عميقة ويحتاج لوقت طويل لاتخاذ القرار السليم.. وهناك بنود كثيرة تتضمنها الدراسات المختلفة لنخرج بما يحتاج إليه كل مطار.. وهل تعطى المطار بأكمله لشركة إدارة.. أم تحتاج لشركة تطبق الحوكمة.. أو تحتاج شركة اشراف فقط.. وهناك العديد من النماذج لفكرة الإدارة.. وكما قلت فإن كل مطار يختلف عن الآخر.. ولذلك لا يوجد نموذج واحد يمكن تطبيقه.. وقد قمنا بشرح الانظمة المختلفة لقيادات وزارة الطيران المدنى واظهرنا مميزات وعيوب كل نظام.. والاخطاء التى ظهرت من كل نظام والمميزات أيضا.. ولكن فى النهاية القرار فى يد الحكومة المصرية صاحبة السيادة على مطاراتها..
>> الجمهورية : هل لمست رغبة القيادة الحالية للطيران المدنى فى تحقيق سهولة ويسر فى إنهاء إجراءات السفر مع تطبيق أعلى معايير السلامه والامان؟..
> القيادة الحالية لوزارة الطيران المدنى تتفهم الامور وراغبة فى تقديم الجديد.. وتشغيل المطارات أمر مكلف للغاية فلابد ان تعمل ادارة المطارات على تغطية التكاليف أولا.. وتحقيق أرباح.. وكل هذا يأتى مع العمل على تحسين الأداء وتحسين مستوى الخدمة..
>> الجمهورية : كيف ترى مستقبل قطاع الطيران المدنى فى مصر؟..
> فى تقديرى ان مصر تسير على الطريق الصحيح من ناحية تحقيق نمو فى الإيرادات ونمو فى حجم حركة الركاب.. وهناك تحسن فى الإيرادات وتحسن فى الاداء يترواح ما بين 6 الى 9 ٪ سنويا.. وهو أمر جيد.. خاصة ان معدل النمو العالمى يترواح ما بين 3 الى 5 ٪.. وهو ما يشير إلى ان مصر صاحبة أداء مميز فى هذا المجال..
>> الجمهورية : وماذا ينقص المطارات المصرية ؟ ..
> الجواب فى كلمتين المزيد من تحسين مستوى الخدمة من قبل شركات الطيران والمطارات..ولابد ان نستفيد من تجارب الدول المجاورة وكيف تعمل على تميز مطاراتها.. وتسهيل الإجراءات.. وان نضع مستهدفا لتحسين الخدمة وعندما نصل اليه نضع مستهدفا آخر..
>> الجمهورية :وما النصائح التى تقدمها لتحقيق مستوى افضل فى الخدمة؟
؟ اننى انصح دائما بوضع خطط تدريبية مختلفة يكون هدفها هو تحسين مستوى الخدمة المقدمة للراكب.
>> الجمهورية : اذا انتقلنا لشركات الطيران العربية والخليجية هل من المتوقع ان تحصل على نسبة اكبر من سوق الطيران العالمى فى المستقبل؟
– اذا نظرنا لهذه الشركات فى تسعينيات القرن الماضي.. وأين هى الآن.. فمن المؤكد ان حصتهم من سوق الطيران العالمى فى زيادة مستمرة.. وكل المؤشرات تشير إلى استمرار هذا الزيادة السنوية خاصة مع زيادة حجم أساطيلها.
>> الجمهورية : لو عدنا للحديث عن الاياتا فدائما ما كنا نرى مشروعات جديدة تقدمها الاياتا سنويا لتحقيق ميزة اضافية لقطاع الطيران.. فما هو مشروع الاياتا الجديد؟
> هناك اكثر من مشروع منها مشروع خاص باستهلاك الوقود.. وقد قدمت لمصر للطيران النصح ان تكون من أولى الشركات التى تنضم لهذا البرنامج .. وهو يعتمد على الحصول على البيانات الخاصة باستهلاك الوقود مباشرة من الطائرة .. ليقاس بها أداء الشركات لتخفيض استهلاك الوقود.. مع تقديم الاياتا للنصح اللازم.. ويؤدى الى توفير استهلاك الوقود وإلى تقليل الانبعاثات الكربونية.. وهذا المشروع سيساعد شركات الطيران فى توفير ملايين الدولارات وتحسين الاداء بشكل عام.
>> الجمهورية : هل هناك تطور فى مجال السلامة بين شركات الطيران الافريقية؟
> اذا تحدثنا عن السلامة فى شركات الطيران الأفريقية فهناك العديد من المشاكل فى هذا المجال.. وإذا كانت الإحصاءات العالمية تسجل اقل من حادث لكل مليون رحلة طيران.. فإن النسبة فى أفريقيا ٦ حوادث لكل مليون رحلة، وهى نسبة مرتفعة.. وهذا لابد له من علاج.. ولذلك فنحن منذ منتصف العام الماضى «2023» ونحن نركز على تحسين وتعديل اللوائح وقوانين سلطات الطيران المدنى فى العديد من الدول الأفريقية.. وكذلك تحسين مستوى التحكم الجوى وإدارة الطائرات.. مع العمل على تحسين مستوى الطرق الجوية لتقليل الانبعاثات وتخفيض استهلاك الوقود وتحسين مستوى السلامة الجوية.. وكذلك تحسين عائدات شركات الطيران الأفريقية.. وهو ما سيتحقق مع نهاية هذا العام حيث تشير الإحصاءات إلى تحقيق شركات الطيران الأفريقية إلى ربحية تصل إلى حوالى ١،١ مليار دولار.. بواقع 90 سنتا لكل راكب.. فى حين ان معدل الربح العالمى يصل الى 6.5 دولار للراكب.. وتصل أربـاح شركات الطيران الخليجية إلى 16 دولارا للراكب.. وهذا ناتج عن ارتفاع مبيعات هذه الشركات على الدرجة الاولى ودرجة رجال الاعمال.. وتحقق مصر للطيران ربحية تتراوح ما بين 10 و11 دولارا للراكب.. وهى نسبة اعلى بكثير من العديد مما تحققه شركات طيران عديدة حول العالم.
>> الجمهورية : تشهد اسعار تذاكر الطيران الداخلية والدولية ارتفاعا مستمرا فما السر وراء هذا الارتفاع؟ ..
> اذا نظرنا لآخر عشر سنوات فإن أرباح شركات الطيران ثابتة.. وهو ما يعنى ان تكاليف التشغيل فى زيادة مستمرة نتيجة عوامل كثيرة فى مقدمتها الضرائب والرسوم التى تفرضها الحكومات أو تضيفها.. وهى ضرائب كثيرة.. وفى كثير من الاحيان فإننا ننصح الحكومات بعدم زيادة الضرائب لان ذلك سيعود بالخسائر على قطاع الطيران وسيقلل من فرص زيادة أعداد الركاب.. إلى جانب انك عندما تفرض رسوما جديدة فلابد ان تكون هناك خدمة جديدة وهذا لا يحدث..
>> الجمهورية : هل تطبق شركات صيانة الطيران فى افريقيا المعايير العالمية فى السلامة والجودة؟
> هذا الامر يترواح من دولة لأخري.. وشركة مصر للطيران للصيانة والاعمال الفنية أفضل شركة لصيانة الطائرات فى أفريقيا.. وقطاع صيانة الطائرات فى أفريقيا هو أحد اهم المشروعات التى تعمل عليها الاياتا منذ سنوات ومازلنا مستمرين لتحقيق أعلى معدلات السلامة والأمان من خلال دفع الشركات للحصول على الاعتمادات المختلفة «الأيوزا والايزاجوا».. وهما اهم برامج التفتيش والتدقيق المطلوبين..
>> الجمهورية : ما مستقبل شركات الطيران منخفض التكاليف وهل من المتوقع ان يزداد عدد هذه الشركات فى المستقبل؟..
– حاليا حوالى 20 ٪ من شركات الطيران أعضاء الاياتا شركات طيران منخفض التكاليف.. ومن المتوقع ان تزداد النسبة فى المستقبل.
>> الجمهورية : هل ترى انه فى المستقبل سيتم تعديل نموذج الطيران المنخفض التكاليف من حيث المساحة بين المقاعد.. أو الخدمة على الطائرات أو الحقائب المسموح بها؟..
– مع بداية ظهور هذه النوعية من الشركات تولد تخوف لدى شركات الطيران العادية من استحواذ هذه الشركات على حجم كبير من السوق مما يؤثر على تشغيلها.. ولكن هذا لم يحدث وظلت هذه الشركات على تشغيلها بل كثير من الشركات ضاعفت حجم تشغيلها.. كل الأمر انه اتيحت الفرصة للسفر لشريحة أكبر من المواطنين من خلال هذه الاسعار المنخفضة.. والطيران المنخفض التكاليف فتح السوق أمام عدد أكبر من الركاب.. وأصبح الاختيار للراكب أكثر.. وهو ما ساهم أيضا فى توفير اكثر من رحلة من نقطة إلى أخرى يوميا بأسعار مختلفة وعلى أكثر من شركة طيران..
>> الجمهورية : ما رسالة الاياتا للشركات الأعضاء مع نهاية عام واستقبال عام جديد؟
>أحسنتم العمل وقدمتم خدمات افضل للركاب.. ونأمل ان يكون الأداء العام القادم أفضل من العام الجاري..
>> الجمهورية : مع استمرار الحرب فى غزة وامتدادها الى لبنان هل ترى ان حركة الطيران بالمنطقة تأثرت ام لا.. وهل استمرار الحرب سيؤثر على الحركة فى العام الجديد؟..
> أرى ان الصدمة الاولى للحرب تلاشت.. وبدأت الحياة تعود من جديد إلى طبيعتها رغم استمرار الحرب.. ونرى ان الحركة السياحية إلى مصر بدأت فى العودة إلى طبيعتها.. ولكن هذه الحرب تسببت فى زيادة تكاليف الطيران.. لاغلاق العديد من الاجواء أمام حركة الطيران.. مع وجود خطورة فى بعض الاحيان.. واذا نظرنا لشركنا مثل الخطوط الأردنية فإن تكلفة التشغيل ارتفعت بشكل كبير مع زيادة زمن الرحلات لتغيير المسارات الجوية والبحث عن مسارات آمنة.. مع انخفاض كبير فى أعداد الركاب وشبه توقف لحركة السياحة.. وكذلك مصر التى تعرضت لمشاكل عديدة منذ بداية أزمة الكورونا وبعدها الحرب الروسية- الأوكرانية وأخيرا حرب غزة.. وكل هذا أثر على الاقتصاد المصرى بالسلب.. ولكن الحمد لله الصدمة خفت وبدأت الحركة تعود لطبيعتها من جديد.. وأتوقع ان يتحقق تحسناً أفضل العام القادم ان شاء الله.