مراقبون: المنافسة شرسة.. وفشل «هيلارى» خير دليل
ترامب: ضعيفة.. وبلا شعبية
بعد الإعلان عن تراجع الرئيس الامريكي جو بايدن عن مواصلة حملته الانتخابية في سباق علي الرئاسة الامريكية للمرة الثانية فوجئ الناخب الامريكي باختيار بايدن لنائبته كامالا هاريس للترشح بدلاً منه امام نظيره الجمهوري دونالد ترامب الذي يحلم بالعودة إلي البيت الابيض ثانية فهل ستنجح كامالا في كبح جماح ترامب والوصول إلي سدة الحكم لتكون أول سيدة تحكم الولايات المتحدة الامريكية في سابقة هي الاولي في تاريخ امريكا وهل ستنجح فيما فشلت فيه سالفتها السابقة هيلاري كلينتون أمام اوباما قبل ثماني سنوات.
يقول المراقبون إن مهمة كامالا صعبة.. لانه يتحتم عليها التجهيز بكل ما اوتيت من قوة لتلك الانتخابات.. فهي قبل أقل من اربعة اشهر من موعد الانتخابات وجدت نفسها في موقف صعب رغم انها لطالما حلمت وسعت لهذا المنصب الرفيع في نوفمبر القادم.. وكانت تردد دائماً اثناء حملة بايدن انها سعيدة وفخورة لكونها نائبة بايدن.
وبحسب استطلاع رأي.. فإن 51 ٪ من الامريكيين لا يؤيدون هاريس.. ربما لدوافع التفرقة واصولها اللاتينية أهمها.. فلم يعتد الامريكيون الدفع بامرأة كي تكون رئيساً للبلاد والدليل فشل هيلاري زوجة الرئيس الامريكي الاسبق كلينتون في الفوز بالرئاسة امام الرئيس الاسبق اوباما.. بينما ايد 37 ٪ ترشحها للمنافسة امام ترامب بسبب انه المندفع والطامح وصاحب اقتحام الكونجرس والممارسات اللامسئولة اثناء احتلال بعض مؤيديه له.
بينما يري بعض المحللين ان كامالا.. خيار واضح وتحظي بشعبية متزايدة داخل الحزب الديمقراطي الذي تنتمي إليه وانها جديرة بأن تحل محل بايدن الذي ربما فقد القدرة الصحية لكبر سنه وباتت الامور تختلط عليه ولم يتذكر الكثير من الاحداث والاسماء وبدأ يتصرف بعفوية خاصة تجاه النساء.. حيث لوحظ ميله الغريب إلي شم شعرالنساء بالاضافة إلي رؤيته وهو يصافح الهواء.. فقد كشف «فيديو» لقناة السي إن إن انه اثناء حفل لجمع التبرعات للرئيس بايدن في لوس انجلوس الشهر الماضي.. لاحظ الحضور ان بايدن ليس هو بايدن الذي عرفوه وان انطباعاتهم بدأ عليها القلق من مصير بايدن ليس في الانتخابات فحسب وانما صحته الشخصية المعتلة بشكل ملحوظ.
في حين قالت هاريس خلال تجمع انتخابي بولاية ويسكونسن، انها ستعمل علي توحيد الديمقراطيين وانها تعرف ترامب وامثاله جيداً وانه يريد العودة بالولايات المتحدة الامريكية إلي الوراء وانه متهم بمجموعة جرائم وقالت: افتخر بأن سجلي مشرف وناصع بعكس ترامب، ويكفي انني حصلت علي دعم لا محدود من حزبي الديمقراطي بواقع 44٪ في استطلاع اجرته رويترز للناخبين وهذا يعني ان النسبة مرشحة للزيادة المرات المقبلة، ورغم ذلك فقد قلل الجمهوريون من شأن هذه النسبة واكدوا انهم سيبذلون قصاري جهودهم لمساندة مرشحهم ترامب، خاصة وان هاريس لم تخضع للاختبار وتحمل مخاطر كبيرة تجعلها غير قادرة علي ان تصبح رئيسة لأمريكا.
كما هاجمت هاريس في تجمع بولاية ويسكونسن ترامب وسلطت الضوء علي سجلها كمدعية عامة وسجله الجنائي، مشيرة إلي انها تعاملت مع الجناة من كل الانواع.. لذا اعرف جيداً من يكون ترامب، رغم ان استطلاع «أون يوينت بوليتكس» و»سوشال ريسبرس» اشار إلي ان 51 ٪ من المستطلعين يفضلون ترامب، بينما حصلت هاريس علي 43 ٪ في حين ان 6 ٪ لم يعربوا عن ثقتهم في أي من المرشحين.
ولان نسبة الـ 6 ٪ ربما تزداد فقد اعاد بعض المحللين إلي الاذهان المرشحة هيلاري كلينتون.. وكيف انها ادت اداء جيداً امام باراك اوباما.. وتساءل البعش: لما لم تكن هيلاري البديل الافضل عن هاريس المغمورة وترامب المتهور؟! فهي تمتلك سيرة ذاتية وعمقاً من الخبرة التي اكتسبتها خلال عملها كوزيرة للخارجية وكعضو بمجلس الشيوخ بالاضافة إلي كونها كانت زوجة الرئيس كلينتون السيدة الاولى وكذلك كمحامية وهذا لا يقدر بثمن ويرفع من رصيدها ويؤهلها لأن تترشح للرئاسة، وأكد الراغبون من الناخبين في دفع هيلاري للترشح انهم نادمون علي عدم دعم هيلاري امام اوباما 2016 في فترة ترشحه لولاية ثانية نجح فيها ليس لانه كان الافضل كما يدعي البعض من الناخبين وانما لكونها امرأة والمجتمع الامريكي رغم انه منفتح ويمارس كافة الحريات مازال ذكورياً.
ووفقاً لاستطلاع رأي اعقاب مناظرة بايدن الكارثية مع ترامب فإن كلينتون هي المفضلة بالفعل لاسقاط ترامب بنسبة 43 ٪ مقابل 41 ٪ وان جمع التبرعات لها لا يشكل تحدياً لانها خلال حملتها الانتخابية آنذاك جمعت الملايين من اموال الحملة ولجان العمل السياسي، ولكن كان للبعض رأي آخر وهو استحالة تحقيق ذلك فالوقت لن يسعف هيلاري وان دفع بايدن وحزبه الديمقراطي للنائبة هاريس فوت الفرصة علي هيلاري والتي يعتقد انها لم تكن تفكر في ذلك ربما لكبر سنها أو لأنها انزوت تحت الاضواء.. ولم يعد يتذكرها احد وإلا فكان الديمقراطيون قد فكروا فيها قبل هاريس ذات لاتينيه أسيوية فهي لجدة من الهند الاسيوية وجد من جامايكا.
وفي تقرير لصحيفة «بولبتيكو» الامريكية.. اكد ان هاريس لم يتم اختيارها جزافاً فالحزب الديمقراطي.. لن يجازف بتاريخه السياسي امام منافسه اللدود الجمهوري.. وليس بالسذاجة لان يدفع بها امام ترامب الذي يجيد التسويق لنفسه.. وقال التقرير إن كامالا التي علي اعتاب الستين من العمر ابنة باحثة في السرطان من الهند ودونالد هاريس الخبير الاقتصادى من جامايكا وانها التحقت بكلية الحقوق في ولاية سان فرانسيسكو وانها انضمت إلي مكتب المدعي العام لمقاطعة «ألاميدا» في ولاية «اوكلاند» كمساعد للمدعي العام في التركيز علي الجرائم الجنسية بالاضافة إلي انها اول سيناتور امريكي من اصل هندي وانها امضت عقدين من الزمان في الحياة العامة في انجاز قوائم طويلة من الاعمال كما انها أي هاريس ترشحت للانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2020 وجذبت الاهتمام عام 2019 وعام 2020 اختارها بايدن نائبة له، وهذا لم يأت من فراغ فهي التي دعت إلي اصلاح الرعاية الصحية وإلي طريقة لحصول المهاجرين غير المسجلين علي الجنسية وقانون حظر الاسلحة الهجومية وإلي اصلاح الضريبة التصاعدية.
وفي تصريحات لشبكة نيوز ماكس اتهم ترامب هاريس بأنها دمرت مدينة سان فرانسيسكو وانها اسوأ نائبة لأسوأ رئيس امريكي، ورغم ذلك فانه سيقوم بمناظرة هاريس مرة واحدة علي الاقل قبل الانتخابات، لترد عليه هاريس بقولها: هل تظن انك سقطت من شجرة جوز الهند؟ في اشارة إلي انه يتجاهل الماضي والافعال السابقة.. ليعلق بعض المراقبين علي ذلك بأن عبارة «شجرة جوز الهند» اصبحت رمزاً لداعمي هارس وهو رمز يتماشي بشكل جيد مع الشباب الامريكي الذي اظهرت لقطات سابقة لها وهي ترقص بشكل مرح مع مجموعة من الشباب الذي تراهن عليه ربما ومنه بعض المحللين السياسيين بأن هذا الرهان قد يجعل هاريس الاكثرحظاً.
كما اكد بعض المحللين انه كلما زاد التودد لليهود واظهار الولاء شبه الكامل لاسرائيل كانت فرص الوصول إلي البيت الابيض اسهل ومفروشاً بالورد بغض النظر عن كون المرشح ترامب الارعن والعجوز ممن يحلم بعرش امريكا او كونه سيدة سمراء.. قد تكون اول من يحكم البيت الابيض وتكون سابقة في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية.