حالة من الغضب والاستياء الشديد تسيطر على أهالي قرية ميت كنانة التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، وذلك بعد اكتشافهم أطنانًا من الكيماويات الخطرة منتهية الصلاحية، التي تم تهريبها من دولة ليبيا وتخزينها بمزرعة دواجن يمتلكها المواطن “ش. أ. أ” وشريكه “ر. م. س”.
قنبلة بيئية موقوتة
تحولت هذه الصفقة إلى مصدر خطر بيئي جسيم، خاصة وأن “أسود الكربون” لا يمكن التخلص منه إلا بالإعدام بطريقة آمنة وتحت إشراف من جهاز شؤون البيئة ووزارة الصحة. وعلى الرغم من أن هذه الكيماويات المخزنة تمثل قنبلة موقوتة تهدد مياه الشرب، والهواء، ومجاري الري والصرف الصحي، وكذلك المزروعات والمنتجات الزراعية التي تمتاز بها القرية، إلا أن أصحاب الصفقة لا يعنيهم سوى الربح السريع.

مواجهة الكارثة وإجراءات التحقيق
تقدم أحد المواطنين بشكوى للوحدة المحلية، التي تحركت على الفور لبحث الشكوى التي أكدت وجود مواد كيماوية خطرة ومجهولة المصدر بإحدى مزارع الدواجن. بدأت بعدها رحلة مواجهة هذه الصفقة المشبوهة.
أكدت المعاينة صدق الشكوى، وتم إخطار مديرية الصحة والأمن الصناعي ونقطة الشرطة، ليتحول الأمر إلى النيابة التي قررت غلق المزرعة والتحفظ على المضبوطات. تم بالفعل غلق المزرعة وتشميعها وسط إجراءات أمنية بحضور مندوب عن الشرطة، لكن الغلق كان إداريًا بموجب القرار رقم 423 لسنة 2024، وتم تعيين صاحب المزرعة حارسًا عليها في 25 يناير 2025.
إلا أن الأهالي لاحظوا تهريب كميات ضخمة ليلًا عن طريق شبابيك المزرعة، وقاموا بتصوير هذه الجريمة، حيث أن الغلق تم للباب الغربي وباب آخر بحري بتشميعهما، والتنبيه على صاحب المزرعة بعدم فض الشمع الأحمر، وأن المخزن تحت تصرف النيابة.
تحديات الجرد والتحقق
من جانبها، أرسلت النيابة خطابًا للوحدة المحلية لمعاينة المضبوطات وجردها. قامت الوحدة المحلية بالمعاينة لكنها لم تتمكن من جرد عبوات الكيماويات، حيث أن الكيماويات مجهولة المصدر ولها تأثير صحي سيء على الإنسان. أضافت الوحدة المحلية أنهم قاموا بتصوير المضبوطات لكنهم لم يقوموا بجردها، مما يفتح الباب أمام تهريب أكبر كميات ممكنة منها، على الرغم من كونها منتهية الصلاحية، إلا أنها قد تجد طريقها للأسواق.
الغريب أن محكمة شمال بنها طلبت من شركة الكهرباء الشهر الماضي الاستعلام عما إذا كانت المزرعة بها عداد كهرباء من عدمه. وقد أكدت شركة الكهرباء في خطاب موجه لمحكمة شمال بنها أنها لم تستدل على حسابات للمواطن “ر. م. س” أو نجله “و. ر. م”. كما أكد القسم الفني لرخص المحلات بالوحدة المحلية أن المزرعة ليس بها رخصة للاتجار أو تخزين المواد الكيماوية.
يتمنى الأهالي التخلص من هذا الكابوس الذي يسيطر على حياتهم في قرية ميت كنانة بالقليوبية.




