بدون شك سيكون فوز الزمالك ببطولة كأس مصر نقطة انطلاق جديدة فى وقت تراجعت فيه أسهم القلعة البيضاء فى موسم كان الكثير من عشاق الزمالك يطلقون عليه الموسم الأسود ولكنه تحول إلى موسم أبيض بعد تحقيق لقب ثان على حساب بيراميدز يضاف إلى لقبه الأفريقى فى مطلع الموسم وهو السوبر الأفريقي.
والحقيقة أن فوز الزمالك بالكأس جاء فى توقيت مناسب جداً للحفاط على أحد قطبى الكرة المصرية من الانحدار إلى منطقة أخرى بسبب سوء إدارته ويفتح صفحة جديدة مع الجماهير العاشقة للكيان والتى كانت تستحق لإخلاصها هذا اللقب. كما أنه يمنح الإدارة نفساً جديداً لإصلاح الأخطاء الكارثية التى وقعوا فيها هذا الموسم قبل انطلاق الموسم الجديد.
وقبل أن أخوض فى تفاصيل فوز الزمالك، يجب هنا أن أذكر أننى ضد كل من يشكك فى هذا الفوز بدعوى أن بيراميدز قد تهاون فى المباراة من أجل فوز الزمالك باللقب لأن بيراميدز كان يهدف لإنجاز تاريخى بالفوز بثلاثية الدورى والكأس ودورى أبطال أفريقيا ومن المستحيل أن يتهاون فريق فى إنجاز تاريخى قد لا يتكرر بعد أن حقق اللقب الأفريقي.
كما أن بيراميدز كان خارجا لتوه من مشوار صعب توجه بالفوز بدورى أبطال أفريقيا، وقواعد كرة القدم دائما تؤكد أن أى فريق يحقق لقباً كبيراً مثل اللقب الأفريقى الأول لابد وأن يمر ببعض الهبوط بسبب الإجهاد والشد العصبى القوي.
ومن يتهم مصطفى فتحى بالتهاون فى ركلة الترجيح وبخاصة أنها الثالثة على التوالى أمام فريقه السابق عليه أن يشاهد الجهد الكبير الذى بذله اللاعب خلال المباراة وكم المراوغات التى قام بها والتى أعادتها كاميرات التليفزيون تواليا خلال توقف المباراة.
كما قلت فى نفس المكان قبل المباراة أن بيراميدز يملك تشكيلة أفضل على المستوى الفني، ولكن الزمالك يملك إمكانيات كبيرة أخرى ترشحه وهما عاملا الجمهور الكبير وغير الموجود لفريق بيراميدز، وعنصر هام آخر وهو الروح القتالية للحصول على لقب ينقذ الفريق فى هذا الموسم الصعب وهو ما تحقق فى النهاية للزمالك ليس بأنه جاء بركلات الترجيح، وإنما كان الزمالك أفضل وأكثر حرصا على الفوز بعد إدراكه التعادل وطوال الوقت الإضافي.
ويجب هنا أن نشيد بالمدير الفنى أيمن الرمادى الذى جاء فى ظروف قاسية للغاية وتمكن من تحقيق الفوز فى آخر مباراتين فى الدورى ثم حقق لقب الكأس عندما قام بتقسيم المباراة، وكانت البداية بالتحفظ الدفاعى أمام فريق يملك إمكانيات فنية ممتازة ثم تحويل الطريقة مع التغييرات إلى هجومية بحتة فى الربع الأخير ونجاحه فى إدراك التعادل.
النقطة الإيجابية الثانية هى أنه غير أسلوب وطريقة لعب الفريق من 3-5-2 التى لعب بها المدير الفنى السابق بيسيرو إلى 4-4-2 وهى طريقة أعادت الزمالك لبناء الهجمات من الخلف.
وثالثا استطاع الرمادى أن يعتمد فى هجومه على اختراقات العمق وبخاصة بعد أن أجل الدفع بهدافه الخطير ناصر منسى إلى الشوط الثاني، وهى الثغرة التى جاء منها أغلب الأهداف التى هزت شباك بيراميدز هذا الموسم.
بقى أن نذكر أن خطأ بيراميدز فى المباراة كان فى عدم استغلال الفترة التى أعقبت هدف التقدم عن طريق أحمد عاطف قطة بتسجيل أهداف أخرى تقتل المباراة وخسر فى النهاية بركلات الترجيح التى خسر بها بنفس السيناريو آخر 3 مباريات أمام الزمالك فى 3 بطولات مختلفة.