انتهت بطولة كأس الأمم الأفريقية فى كوت ديفوار ولكن بعد أن أسست فيلما للدراما سيظل طويلا فى الذاكرة لبطولة غيرت كل موازين القوى فى القارة وأعلنت نهاية عصر النجومية المطلقة وبدء عصر جديد من التفوق للعب الجماعى وروح الفريق، ثم أكدت الطوفان القادم من دول المستوى الثالث فى أفريقيا ومن ثم تعقد الأمور فى تصفيات كأس العالم الجارية الآن والتى تستأنف بالجولتين الثالثة والرابعة فى يونيو القادم.
ولكن فى النهاية منحت البطولة اللقب لأحد القوى التقليدية كوت ديفوار بالرغم من كل المفاجآت التى أحاطت بها.
ونستعرض فى نقاط أهم معالم بطولة كأس الأمم فى نسختها رقم 34 فى كوت ديفوار.
1- أفلام الدراما
من البداية للنهاية أعلنت كأس الأمم أنها بطولة الدراما والأحداث الساخنة المتقلبة بداية من إنتصارات لمنتخبات صغيرة ليس لها أى تاريخ على المستوى الأفريقى على منتخبات متمرسة وكلها سبق لها الفوز بكأس الأمم.
وبدأت الدراما مبكرا بتعادل مصر مع موزمبيق 2-2 بعد أن كانت خاسرة حتى الوقت بدل الضائع وتعادل آخر لنيجيريا التى وصلت بعد ذلك للنهائى مع غينيا الإستوائية 1-1، ثم إزدادت الأحداث سخونة بتعادل الجزائر مع أنجولا 1-1 قبل أن تزداد فداحة بخسارة تونس أمام ناميبيا 0-1.
وإزدادت الدراما فى الجولات التالية لدورى المجموعات بخسارة الجزائر أمام موريتانيا التى تمكنت من تحقيق أول إنتصار فى تاريخ مشاركاتها الأفريقية والوصول لأول مرة أيضا للأدوار الإقصائية مقابل مغادرة الجزائر للبطولة دون أن تحقق اى انتصار وبعدها غادرت تونس أيضا دون أن تحقق اى إنتصار مقابل تأهل لناميبيا لأول مرة فى تاريخها، وغادرت غانا العريقة أيضا البطولة دون إنتصار.
وواصلت الدراما مسيرتها بتأهل منتخبات غينيا الإستوائية والرأس الأخضر والسنغال وأنجولا ومالى فى صدارة مجموعاتها على حساب كل القوى التقليدية.
وفى الأدوار الإقصائية تواصلت الأحداث الدرامية بتأهل كوت ديفوار على حساب السنغال حامل اللقب والتى أنهت الدور الأول بالعلامة الكاملة ثم واصلت المسيرة بإقصاء مالى أحد أقوى المنتخبات، فيما اقصت الكونغو الديمقراطية منتخب مصر ومن بعدها غينيا وواصلت جنوب أفريقيا غيرالمرشحة طريقها نحو البرونزية، فيما خرجت المغرب رابع المونديال الأخير من دور الـ 16
ولكن مع النهاية إستجابت البطولة للمنطق وصعدت قوتين تقليديتين للنهائى نيجيريا وكوت ديفوار سبق لهما الحصول على اللقب حتى حققت الأخيرة لقبها الثالث
2- تغيير موازين القوي
أعادت البطولة ترتيب موازين القوى فى القارة ولم يعد هناك فارق بين منتخب كبير وصغير وأى نتيجة من صدام الكبار والصغار أصبحت متوقعة.
وبعد أن كانت السيادة لفترة كبيرة لمنتخبات الشمال على مستوى الأندية والمنتخبات، تراجعت تلك السيادة أمام منتخب السنغال الرهيب والذى خرج هو الآخر لتختلط كل الأوراق
3- إنتهاء عصر النجومية
أكدت البطولة إنتهاء عصر النجومية الفردية امام تطور اللعب الجماعى لكل المنتخبات، فلم يعد هناك وجود مؤثر لكل من إختارتهم الصحف والمواقع العالمية ليكونوا فى قائمة المرشحين للتألق امثال محمد صلاح ورياض محرز ومحمد قدوس وحكيم زياش وسفيان بوفال وغيرهم وأصبحت الغلبة للمنتخبات التى تعتمد على اللعب الجماعى على حساب من يعتمد على النجوم.
4- تفوق العناصر البدنية
طبقا لما هو معروف دائما عن تفوق المنتخبات القادمة من وسط القارة فى كل العناصر البدنية، فإن هذا التفوق البدنى أصبح له الكلمة العليا لأن المنتخبات التى إمتلكت التفوق البدنى هى من أكملت مسيرتها للنهاية وبخاصة فرق المربع كوت ديفوار ونيجيريا والكونغو الديموقراطية وجنوب أفريقيا.
5. طوفان الصغار ينتظر تصفيات المونديال
عندما أجريت قرعة كأس العالم إعتقد الجميع ان فرص المنتخبات العملاقة مثل مصر وتونس والجزائر والمغرب والسنغال والكاميرون مؤكدة للوصول لكأس العالم من مجموعاتها وبخاصة بعد إرتفاع مقاعد أفريقيا إلى 9 مقاعد وثلث، ولكن بعد نتائج هذه البطولة وذوبان الفوارق بين كل المنتخبات لم يعد هناك شيء مضمون، والمفاجآت التى حدثت فعليا فى الجولتين الأولى والثانية واردة وربما يتأهل أحد الصغار للمونديال.