.. قوى خفية وخيبة قويه، عنوان مختصر لتفاقم خلاف بين زوجين بسبب المعتقدات والعادات، الزوجة تحرص على غلق باب الحمام رغم خلوه والزوج يرفض باصرار، هى مبررها تجنب مرور العفاريت والشياطين الى داخل الشقة، وهو يضحك متعجبا من تعاملها مع الكائنات الخفية وكانها صراصير تعبر من الشقوق ولايتفاوض على ضرورات التهوية، عرضوا الامر على الاصدقاء فى جلسة عتاب وتحكيم، ضحك الجميع وتذكروا قضية خلع زوجة عن زوجها بسبب الشخير فى فيلم شهير، ونبتت بذور حوار عن معتقدات زمان واختلافها مابين مكان ومكان وحتى الآن.. من اشهرها الفأل السيئ الذى يحظر استخدام المكنسة اذا ما خرج احد اهل البيت مسافرا، يفسره القدماء بانه ازالة لاثرحبيب تثير تحالف قوى خفية تنشط لمنع عودة المسافر، ويعتبر برتوكولاً شعبياً للياقة تتسامى بالمحبة فوق تحديات نظافة البيئة، والقناعة هنا على المحك ما بين الفأل السيئ وألم الفقدان والنظافة اللى من الايمان
.. القوى الخفية طالت امنيات وسلوكيات عجيبة وفق معتقدات رسخت لدى مختلف الطبقات الاجتماعية
منها حشر ابرة خياطة فى مكنسة ووضعها اسفل مقعد ضيف غير مرغوب فيه سواء كان موجوداً بالفعل أو يتوقع قدومه!! ذلك مضحك ولكنها اسطورة رأيتها تتحقق فى اكثر من مناسبة وفى اكثر من مكان ريفى وحضرى على حد سواء قبل عقود.. لم اجد مبررا منطقيا يفسر الية هذا السلوك لتحقيق هدفه سوى انها قوى خفية..الزار ونحر الذبائح طقوس قديمة وشائعة لاستحضار قوى خفية للوقاية من الحسد وتحرير الارواح وجلب الحبيب وتزويج العوانس ورد المطلقات وعلاج العاقر وفك كل من ربطته اعمال سفلية عن طبيعته البشرية.. ثقب العروسة الورق مع حرق البخور وعين العفريت طالما كان قاسما مشتركا فى بيوت زمان ايام الجمع تحديدا والمراتب القطن طالعة تتشمس على الشبابيك والبلكونات .. صديق ريفى استرعى انتباهى معاتبا لترك السجادة منبسطة بعد الصلاة باعتبارها دعوة لجلوس الشياطين.. اعتقاد سائد ارفضه الا اذا كان بغرض الحفاظ على نظافة مواضع السجود فقط اما ان الشيطان يفضل الجلوس على السجادة الصغيرة عن سجاجيد المساجد المنبسطة ليل نهار فهذا لا منطق فيه ولا قرآن ولا سنه على حد علمى وادبى وقناعتي.. ورغم ذلك الاعتقاد سائد ومنطبع على سلوك وعادة تستدعى عتاب من يهملها.
.. تتطور بعض المعتقدات لتصبح ساخرة جدا وكوميدية للغاية وتظل نتاجا لثقافة المجتمع ورهن نقيصة التقليد الاعمي.
تتبع تطور طقوس الافراح دراسة جديرة بالتامل بعين خبير ترصد كيف تحولت مظاهر البهجة والتعبير عن الفرحة الى دقة زار ومدى ارتباط ذلك بزيادة معدلات الطلاق والاصابة بالصمم مدفوع الاجر بسماعات الدى جى العملاقة ولو كانت فى قاعات مغلقة على المعازيم المساكين الا انها فى النهاية اصوات عجيبة وخليط من روائح عطروطعام وحركات عشوائية يسمونها رقصا وكلها تتشابة مع طقوس استدعاء الارواح وحشد القوى الخفية.
.. استخدام التمائم والاحراز هو أيضا تطور بسخافة فى مظاهر عديدة.. أكثرها تخلفا هو وضع كتاب الله على تابلوهات السيارات اعتقادا ان ذلك يحمى ويصون ويستر ويلطف ويبارك.. لا يبدو ذلك مثاليا عندما يترك لهيب الشمس والرطوبة والاتربة اثارها على الورق.. التطورلا يجب ان يهمل الاصل والغرض من الكلمات المقدسة والامتناع عن معاملتها مثل طلاسم السحرة والمشعوذين لانها قواعد سلوك ومعاملات ومفاتيح للتقرب والتعبد لله عز وجل ولاجدوى من تحرى الحفظ والتجميل بالصناديق والبراويز والاحجبه دون العمل بمقتضى مضمونها.
.. ويبقى التساؤل المطروح متى وكيف نخطط وكم ننفق لتصحيح المعتقدات تطويرا للسلوك مقارنة بالانفاق على التطوير العقارى مثلا؟! رغم ان الأول تأثيره اعمق فى خراب البيوت!!