المواقف الثابتة والشريفة والواضحة والمحددة تصفع الأكاذيب و«التخاريف».. فالعطاء والأرقام تكشف بجلاء الحقيقة.. ومعبر رفح يفضح مزاعم الشيطان.. فالمعبر من الاتجاه الفلسطيني تعرض للقصف 4 مرات و80٪ من حجم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مصرية.. فلا أحد يستطيع المزايدة علي دور مصر وشرف مواقفها.. يكفيها أيضاً انها تصدت لمخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين قسرياً و(هذا لن يحدث) أو التوطين.. لاءات ثلاث.. تمثل خطوطاً حمراء.
من الواضح أننا أمام إصرار إسرائيلى- يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته – على التصعيد فى غزة والمقامرة بأمن واستقرار الشرق الأوسط وإشعال المنطقة.. والذهاب بها إلى أتون حرب شاملة.. وهو ما استشعرته وأدركته الإدارة الأمريكية.. حيث أكد الرئيس جو بايدن خطورة الموقف.. وأن الرد العسكرى الإسرائيلى فى قطاع غزة تجاوز الحد وان الولايات المتحدة مع الشركاء الدوليين تعمل على هدنة تضع حداً للقتال وتتيح إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة.
الحقيقة نحن الآن على شفا الخطر فى ظل المجازر التى ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلى.. والمأساة الإنسانية التى يعانى منها الفلسطينيون والتى وصلت إلى أبشع صورة.. وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى وحكومته عن الاستعداد للهجوم على رفح الفلسطينية التى يعيش فيها ما يقرب من المليون ونصف المليون فلسطينى نزحوا إليها بسبب بشاعة الجرائم والمجازر والقصف الإسرائيلى بل وبتعليمات من جيش الاحتلال وهو ما يشكل خطراً داهماً على حياة الفلسطينيين وأيضاً يجسد تهديداً مباشراً للحدود المصرية وإصرار الاحتلال الصهيونى على المضى قدماً نحو تهجير الفلسطينيين واجبارهم على النزوح إلى الحدود المصرية.. توهماً بتحقيق مخطط التوطين على حساب سيناء.. وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع وحاسم.. وأكدت للجميع انه خط أحمر.. وأمن قومى لا يمكن تجاوزه ولا يمكن التفريط فيه أو التهاون فى حمايته.
الموقف المصرى الشريف منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى فى أكتوبر الماضى كان واضحاً ومحدداً.. بأنه لا تصفية للقضية الفلسطينية.. ولا تهجير قسرياً للفلسطينيين خارج أراضيهم.. ولا توطين للفلسطينيين على حساب الأراضى المصرية.. وفى سيناء.. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن ذلك لم ولن يحدث على الإطلاق.
جاء بيان رئاسة الجمهورية المصرية بالأمس شديد الوضوح.. متفقا ومتسقاً مع تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن بالأمس حول الأوضاع فى قطاع غزة.. مؤكداً على توافق المواقف واستمرار العمل المشترك لوقف إطلاق النار وإنفاذ الهدن الإنسانية وادخال المساعدات بالكميات والسرعة اللازمة لإغاثة أهالى القطاع ورفض التهجير القسرى إضافة إلى التوافق التام بين البلدين فى ضوء الشراكة الإستراتيجية بينهما بشأن العمل على إرساء وترسيخ السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.
الحقيقة ان موقف مصر تجاه التصعيد الإسرائيلى فى قطاع غزة كان ومازال واضحاً ومحدداً وشريفاً على كافة المستويات سواء فى الرؤية المصرية للحل والتحذير من ان استمرار العدوان يؤدى إلى توسيع نطاق الصراع وتدخل أطراف أخرى.. وهو ما ينذر بنشوب حرب شاملة.. بالإضافة إلى دعوتها للتفاوض والتهدئة ووقف إطلاق النار والمضى قدماً تجاه حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية وبذلت مصر جهوداً متواصلة ومواقف شامخة وشريفة من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء فى قطاع غزة تخفيفا من حدة معاناتهم الإنسانية كالتالي:
أولاً: ان معبر رفح كان ومازال مفتوحاً على مصراعيه منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى.. ولم يغلق ولو للحظة واحدة.. وبذلت مصر جهوداً وقدمت مواقف شريفة وشامخة على مرأى ومسمع من العالم.. حيث منعت خروج الأجانب من المعبر إلا بعد دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وأيضاً الجرحى والمصابين الفلسطينيين.. وحشد المساعدات الإنسانية والإغاثية سواء من مصر التى تستحوذ على نسبة 80٪ من حجم هذه المساعدات أو المساعدات من دول العالم.. واستقبلها مطار العريش الذى يعمل على مدار الساعة أو ميناء العريش.. فى ظل تعنت إسرائيلى واستهداف للمعبر من الناحية الفلسطينية مرات ومرات.. والتباطؤ والتأخير والإصرار على عدم ادخال المساعدات الإنسانية.. لذلك بذلت مصر جهوداً وضغوطاً متواصلة واتصالات مكثفة مع دول العالم.. لإدخال المساعدات الإنسانية وزيادتها سواء المساعدات الغذائية أو الدواء أو الوقود وقدمت مصر ملحمة حقيقية فى هذا الإطار وساهمت بما يزيد على 80٪ من حجم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.. وطالبت دائماً خلال اللقاءات والاتصالات والزيارات مع قادة الدول بإدخال المساعدات بالقدر والحجم الملائم والمناسب لأعداد الفلسطينيين وبما يتسق مع حجم الكارثة والمعاناة الإنسانية فى القطاع.
لم يجد الجميع مبرراً للأكاذيب الإسرائيلية حول معبر رفح رغم قيام جيش الاحتلال الصهيونى بقصف معبر رفح من الجانب الفلسطينى 4 مرات.. وقيامها بإعاقة دخول المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى حرب الإبادة والتجويع والحصار وتدمير المستشفيات والمخابز ومدارس «الأونروا» ومحطات المياه والكهرباء وقتل الأطفال والنساء وهو ما أكدته وعبرت عنه محكمة العدل الدولية التى ذهب إليها الجانب الصهيونى مجبراً ليواصل أكاذيبه السافرة فهو لا يخجل من الكذب لأنه أدمنه ولا يعرف إلا غيره.
ثانياً: مصر بذلت جهوداً خلاقة ومتواصلة على صعيد التهدئة والسعى لوقف إطلاق النار والتصعيد الإسرائيلى الذى جاوز الحدود والمدى.. حيث تحولت القاهرة لقبلة ومركز للاتصالات الدولية واللقاءات والزيارات المكثفة من كبار قادة العالم.. دون استثناء سعياً للاستماع إلى رؤية مصر حول سبل التهدئة ووقف خطورة استمرار التصعيد.. من توسيع لنطاق ودائرة الحرب وهو ما نلمسه الآن فى فتح واشتعال جبهات لبنان واليمن والعراق وسوريا.. وبات العالم على قناعة برؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى بأهمية وحتمية- استعادة مسار مفاوضات السلام وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو ٧٦٩١ عاصمتها القدس الشرقية.. حتى إن بعض الدول مثل إسبانيا وبريطانيا وفرنسا أكدت أنها ربما تعترف بالدولة الفلسطينية دون انتظار للمفاوضات.. وبات العالم على قناعة أيضاً بأن إسرائيل تلعب بالنار.. وتشعل وتؤجج الشرق الأوسط.. والعالم.. وتفاقم من أزماته ومعاناته.. واستضافت مصر قمة القاهرة للسلام.. ووضعت رؤيتها أمام العالم.. وحذرت من مغبة استمرار العدوان والتصعيد.. وهو ما التفتت إليه الدول الكبرى.. وتجلت فى تصريحات الرئيس جو بايدن الذى أكد أن الرد والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة تجاوز الحدود وأكد أهمية العمل لوقف القتال وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
العالم بسبب إسرائيل بات على شفا الاشتعال فى ظل هذه الحكومة المتسلطة.. والانتهازية التى لا تسعى فقط إلا لمصالحها وتأمين وجودها وخشية وقف الحرب لتعرضها للمحاسبة والتحقيق والسجن.. وأصبح الشرق الأوسط على مقربة من الانفجار بسبب ممارسات دولة الاحتلال.. بل إن الداخل الأمريكى والغربى بات منقسماً ورافضاً المضى فى دعم العدوان الإسرائيلى.. سواء بالمال أو السلاح.. لأن مصالح أمريكا والغرب باتت فى خطر حقيقى.. بل ومستقبل قادته على الصعيد الداخلى أصبح فى تراجع بسبب الدعم المطلق والأعمى لإسرائيل.
إسرائيل لا تعرف الخجل.. وتروج الأكاذيب رغم أن الواقع يدحض أفعالها.. فكبار المسئولين فى العالم زاروا معبر رفح وشاهدوا على أرض الواقع ما يحدث من عدوان وصلف إسرائيلى فى إصرار جيش الاحتلال على عدم إدخال المساعدات.. فأعضاء الكونجرس الأمريكى ورئيسا وزراء بلجيكا وإسبانيا والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش.. والمدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية.. وسفراء العالم وقادة الوفود والإعلام الدولى بكافة وسائله شاهدوا على أرض الواقع الاعتداءات الإسرائيلية.. وأن معبر رفح مفتوح على مصراعيه ورغم ذلك تصر إسرائيل التى صرح وزراء حكومتها الفاشية بأنهم عازمون على تطهير غزة من الفلسطينيين فى حرب إبادة مكتملة الأركان ومصرون على ترويج الأكاذيب.. فرغم قيام جيش الاحتلال بقصف معبر رفح من الجانب الفلسطينى ٤ مرات.. وقيام مصر بإعادة تأهيله على الفور وإجراء التعديلات الفنية اللازمة بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة إلا أنها مازالت تصر على الكذب والخداع.. فمصر التى قامت بتسهيل وتنسيق زيارات كبار المسئولين الدوليين والأمميين لمعبر رفح ليتفقدوا ويشاهدوا على أرض الواقع الجهود المصرية الهائلة التى تقوم بها السلطات المصرية فى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع إلا أن إسرائيل لا تخجل أيضاً.. جهود مصر ومواقفها الشريفة لاينكرها إلا جاحد وكاذب ومجرم.. لكنها أبداً لم ولن تتخلى عن دورها الذى يقف حجر عثرة أمام قوى الشر فى مواصلة الإبادة والكذب والخداع وإشعال المنطقة.. لذلك فإن موقف مصر الثابت كان وسيظل متمسكاً ومصمماً على وقف إطلاق النار فى قطاع غزة فى أسرع وقت ممكن لحماية المدنيين الذين يتعرضون لمعاناة إنسانية كارثية هى الأسوأ لا يتصورها عقل بشر.. وانقاذاً لهم من القصف المتواصل الذى لا يعرف الرحمة أو التفرقة.. بل يحصد أرواح المدنيين والأطفال والنساء حيث وصل عدد الشهداء إلى ما يقارب 28 ألف شهيد و70 ألف مصاب وجريح فى وحشية يندى لها جبين الإنسانية.
مصر لن تتخلى عن دورها ورسالتها وثوابتها بل تؤكد على استمرارها فى قيادة وتنظيم وحشد وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع بأكبر كمية ممكنة.. بل وتحث جميع الأطراف المعنية على التعاون والتنسيق وتقديم التسهيلات اللازمة لإدخال المساعدات بالشكل المطلوب والمنشود.
الحقيقة ان موقف مصر تجاه العدوان والتصعيد الإسرائيلى فى قطاع غزة والمعاناة الإنسانية التى يعيشها أهالى القطاع.. موقف شريف وفريد واستثنائى وهو الموقف الأقوى الذى كان ومازال واضحاً ومحدداً سواء فى رفض تصفية القضية الفلسطينية وهو الراعى والداعم التاريخى للحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين ورفض قاطع لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم وتؤكد مصر ان أى محاولات أو مساع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ستبوء بالفشل.. وأيضاً رفض حاسم وجازم لمحاولات التوطين على حساب الأراضى والأمن القومى المصرى.. وهو ما تحاول دولة الاحتلال الصهيونية تنفيذه من خلال نواياها فى مد العدوان على رفح الفلسطينية وما يمثله ذلك من جريمة من شأنها مضاعفة الكارثة الإنسانية وان أضغاث الأحلام الصهيونية لن تتحقق وما تسعى إليه لن يحدث على الإطلاق.
لا شك ان العالم على دراية واطلاع ومعرفة بالموقف المصرى الشريف.. وما تبذله القاهرة من جهود متواصلة من أجل انقاذ المنطقة والشرق الأوسط والعالم من الانفجار والذهاب إلى حرب شاملة من خلال جهودها المتواصلة والعمل على التهدئة والوقف السريع لإطلاق النار وانفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة بالقدر الكافى.. وانقاذهم من القصف المتواصل والقتل الممنهج على يد جيش الاحتلال.. والحفاظ على القضية الفلسطينية والحيلولة دون تهجيرهم قسرياً واجهاض المخططات الصهيونية بسبب حكومة نتنياهو الذى يريد إنقاذ رقبته ومستقبله السياسى والخروج الآمن دون عقاب أو حتى سجن.. لذلك يتجه نحو مزيد من التصعيد والاشتعال.. فاستمرار العدوان فى نظره هو الضمانة الأساسية لبقاء الحكومة التى تغامر بالمنطقة بل بوجود ومستقبل إسرائيل التى باتت فى حالة انقسام غير مسبوق وتعانى على يد نتنياهو من الفشل الذريع.. على كافة الأصعدة.. فلم يحقق جيش الاحتلال أى هدف يذكر من عملياته سواء القضاء على المقاومة أو إطلاق سراح الرهائن أو السيطرة على الأرض أو تحقيق الأمن لإسرائيل.
لا أحد يستطيع المزايدة على دور مصر ومواقفها الشريفة وثوابتها الراسخة فقد بذلت جهوداً على مدار 4 أشهر من بدء العدوان الإسرائيلى على كافة الأصعدة والمستويات السياسية والإنسانية.. فقد تحولت ومازالت القاهرة إلى خلية عمل من زيارات ولقاءات واتصالات سعياً للتهدئة والحل ومساعدة الأشقاء أو على مستوى إحباط المخطط الصهيونى لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين والتوطين على حساب مصر والأردن وعلى مستوى المساعدات الإنسانية والإغاثية ومعبر رفح يقف شامخاً وشاهداً على شرف وعطاء الدولة المصرية بسخاء وشرف.
ما تحلم به إسرائيل لم ولن يحدث ورهاناتها على التهجير القسرى لن تحدث لأنها أضعف من القدرة على تحقيق ذلك فى ظل وجود دولة عظيمة قوية وقادرة تقودها قيادة وطنية شريفة ومخلصة.. قالت كلمتها.. لن يحدث.
تحيا مصر