موقف نبيل للشعب المصرى ليس جديدا عليه فمنذ بدأت الحرب الضروس على أهلنا فى قطاع غزة تحملت «تحيا مصر» مسئولياتها فى تزويد القطاع بالقوافل الانسانية من الطعام والشراب والأدوية وضرورات المعيشة قال لى صديق يعمل سائقا ويشارك فى هذه القوافل أن مئات القوافل يوميا وبصفة منتظمة جملة ما تحمله من مصر.
وفى جوجر و كفر الجنينة ونشا ومدينة نبروه انصهرت هذه القوافل تحت راية بيت الزكاة والصدقات المصرى الذى يشرف عليه فضيلة الامام الأكبر الدكتور / احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.. المصريون كعهدهم دائما عند الملمات ودأبهم مع الخير سارعوا وتسابقوا فى ضرب المثل للوقوف بجانب أهلنا فى قطاع غزة من خلال الشاحنات التى حملت تبرعات الأهالى . الفقراء والأغنياء ساهموا الأطفال كانوا فى المقدمة تبرعوا بحصيلة مدخراتهم فى مظهر مألوف وراق.
المصريون من كل الأطياف والأعمار ضربوا المثل والنموذج الحى فى التآخى والمؤازرة مع أهلنا المنكوبين والذين يتعرضون لحرب ابادة جماعية وغطرسة صهيونية وتراجع العدالة الدولية . فى تقديرى أن ما قامت تحيا مصر وبيت الزكاة والصدقات المصرى وغيرهم سيكون نموذجا فى العطاء.
وقد حكى لى أبناء قرية بدين مركز المنصورة عن حجم العطاء من فتيات القرية وأطفالها فقد تبرعو بالحلى وبمدخراتهم القليلة وقد مكنهن ذلك من ارسال أكثر من قافلة فى أيام معدودات وماحدث سيدفع قرى أخرى فى كل المحافظات الى التسابق والمسارعة والمشاركة فى قوافل الخير.
ولا ننكر ابدا الدور الملموس للجمعية الشرعية الرئيسية وفروعها فى المحافظات ورجالهم فى القرى والنجوع فقد أبلوا بلاء حسنا وقدموا أروع الأمثلة فى العطاء من خلال القوافل التى لا تتوقف وقد بلغ ماقدموه ما يقرب من ثلاثمائة مليون جنيه . الشعب المصرى يعرف قدره ويعرف أن المسئولية الملقاة على عاتقه كبيرة ويدرك حجم العبء الذى يجب أن نتحمله فكانت تبرعاتهم التى لا تتوقف وما يقومون به من عمل انسانى يرسم الصورة المضيئة لموقف المصريين تجاه كل الأشقاء فى الأفراح والأتراح والمؤكد أنه سيعود على الجميع بالنفع فى الدنيا والأخرة..
ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته. طوبى لمن تبرع وطوبى لمن تحملوا المسئولية ومازالوا وطوبى لكل من مهد الطريق أمام قوافل الخير لأهلنا فى قطاع غزة.