الالتزام والانضباط.. سمات يكتسبها الفرد المقاتل بمجرد انضمامه للقوات المسلحة
«الجمهورية» ترافق طلاب جامعتى «قناة السويس والصينية» فى زيارة قيادة «المظلات»
قوات المظلات المصرية منذ نشأتها وهى تمتاز بالدقة البالغة فى تنفيذ أهدافها خلف خطوط العدو ، وتأدية مهامها بشجاعة وإقدام حتى صنفت بين نظرائها من جيوش العالم فى مرتبة متقدمة عالمياً متفوقة على العديد من دول أجنبية كبرى ربما تكون إمكانياتها أعلى ، إلا أن القوات المسلحة تتمتع بميزة فريدة ، وهى أنها تمتلك خير أجناد الأرض، خاصة فى ظل بذل جهود يومية شاقة تهدف لتأهيلهم وتدريبهم حتى يستطيعوا أن يؤدوا مهامهم المكلفين بها على أكمل وجه ممكن.
نظمت القوات المسلحة زيارة لعدد من طلبة جامعتى «قناة السويس والصينية» إلى قيادة قوات المظلات فى إطار حرص القوات المسلحة على التواصل المستمر مع المؤسسات التعليمية بالدولة لتنمية قيم الولاء والانتماء لدى الأجيال الجديدة من شباب مصر.
تضمنت الزيارة عرضا تقديميا عن نشأة وتطور قوات المظلات، أعقبها المرور على بعض الأنشطة التدريبية للمقاتلين بميدان التدريب على الاقتحام الجوى ومحاكى التدريب على السقوط الحر بعمود الهواء، بالإضافة إلى مشاهدة أنشطة القفز الحر ومعدات الدلتا بمهبط قوات المظلات، والتى أظهرت مدى الكفاءة العالية والحرفية فى تنفيذ كافة المهام.
ويعد سلاح المظلات المصرى من أعرق الوحدات على مستوى العالم، حيث نشأت فكرة «المظلات» عام 1933، وظهرت الحاجة إليها خلال الحرب العالمية الثانية بعد عملية الإنزال الشهيرة «نورماندي» على سواحل أوروبا، وهذا ما دفع القوات المسلحة المصرية إلى إنشاء هذه الوحدات فقامت بإرسال أول وفد لتلقى التدريبات فى بريطانيا عام 1951، ليتم بعدها إنشاء مدرسة للمظلات ، لتصبح مصر أول دولة فى المنطقة العربية والشرق الأوسط تمتلك قوات مظلات.
وشعار رجال «المظلات» هو «الإيمان – جهاد – فداء»، هذا هو شعار الرجال الذى يحملونه دائماً فى قلوبهم مع تنفيذ مهامهم المكلفين بها بمهارة عالية دائماً ما عرفت عنهم ، وتعد قوات المظلات من أهم الوحدات فى صفوف قواتنا المسلحة، فبداخلها لا يوجد أى مجال للخطأ، وعلى كل مقاتل أن يؤدى مهامه على الوجه الأمثل بدقة بالغة للوصول للهدف المنشود من العملية، خاصةً أن تلك القوات فريدة التجهيزات، وتعمل خلف خطوط العدو.
اللياقة البدنية
ويمثل فرد المظلات أحد أهم ركائز التطوير داخل وحدات القوات المسلحة وهو ما يتطلب اختياره طبقاً لمواصفات طبية ونفسية محددة تتناسب مع مهامه القتالية المتعددة وإعداده بدنياً لتحقيق الثقة بالنفس والقدرة على التحمل وإكسابه مختلف عناصر اللياقة البدنية التى تمكنه من أداء مهامه بكفاءة تامة.
وكل سلاح داخل القوات المسلحة له معدات وإمكانيات يعتمد عليها، إلا المظلات، فسلاحها الأول هو الفرد المقاتل ، الذى يحرص قادة القوات المسلحة على تأهيله بكل الوسائل، ففرد المظلات يقوم بمهام لا ينفذها غيره، ومهمته تقارب المستحيل، ولا بد أن يكون كل فرد مجهزاً بشكل علمى تدريبى بشكل جيد من أجل تنفيذ المهام التى توكل إليه.
ويتم تدريب ضباط وضباط الصف والجنود على أحدث المعدات الموجودة داخل وحدات المظلات، مثل المعدات «دلتا»، وهى إحدى وسائل الانتقال لتنفيذ المهام المهمة، كما يتم تدريبهم على عدد من المعدات الأخرى استعداداً لتنفيذ أى مهمة توكل إليهم لحماية الأمن القومي، كما تمتلك قوات المظلات كتائب للعمليات الخاصة، تضم عدداً من الأبطال تتوفر لديهم لياقة بدنية خاصة وتدريبية، يتم اختيارهم بعناية.
وتتعدد مهام «المظلات» سواء الاستعداد للحرب فى أى وقت أو تدريبات يتم إقامتها خلال فترة السلم، سنوياً وفق خطة القوات المسلحة للتدريبات، والتى تتم مع الدول العربية والأجنبية، لتبادل الخبرات وتعزيز أواصر الصداقة مع الدول، والاطلاع على مستوى الأساليب الجديدة عالمياً.
تطوير ميادين التدريب
«الجمهورية» قامت بجولة مع طلاب الجامعات داخل «مدرسة المظلات»، وعاشت مع رجالها يوماً من التدريبات، والقفز المظلي، والتى كشفت عن وجود أعلى معدلات من التميز فى اللياقة البدنية، والذهنية، والنفسية، حتى مرحلة القفز لعناصر وأفراد وحدات المظلات والتى تم تدريب الفرد على مهام القفز، من خلال أحدث المعدات التى تحقق له التدرج فى التدريب والتعود على الظروف التى يواجهها الفرد سواء أثناء تعلقه بالفضاء أو الهبوط والقدرة على التحكم فى المظلة واتخاذ القرار السليم فى التوقيت الصحيح، وذلك إلى جانب تطوير مهمات ومعدات القفز من مختلف الارتفاعات وتطوير ميادين التدريب وتجهيزها بمساعدات التدريب الحديثة التى تحقق لها مستوى متقدماً فى تدريب الوحدات، بالإضافة إلى التطوير فى الأسلحة ومعدات القتال خفيفة الحركة والتى تتناسب مع طبيعة مهام قوات المظلات.
الموانع الطبيعية
وتتنوع وسائل إعداد وتدريب الفرد المقاتل داخل وحدات المظلات من خلال الأنشطة والمهارات الأساسية للمجندين حديثى الالتحاق بوحدات المظلات، وإعدادهم بدنياً ونفسياً على التكتيكات الصغرى والمهارة فى الميدان وكيفية استغلال طبيعة الأرض، ورفع معدلات الكفاءة العضلية والعصبية لمقاتلى المظلات، وزيادة قدرتهم على التغلب على الموانع الطبيعية والصناعية والصعود والانزلاق فى ميدان الجبال وتسلق الجدران والقفز من طائرة هيكلية والقيام بالنزول السريع وتنفيذ أعمال القتال وصولاً لأعلى مستويات الكفاءة والتدريب القتالي.
الاقتحام الجوى
ميدان الاقتحام الجوى وهو أحد أهم ميادين التدريب بقوات المظلات حيث يتم فيه التدريب من خلال ثلاث مراحل أساسية الأولى ويتم فيها التركيز على الارتقاء بمستوى اللياقة البدنية للفرد المقاتل ، وتشمل المرحلة الثانية التدريب على أنواع وأساليب التسلق والاقتحام للمنشآت بواسطة العديد من الأجهزة المتطورة يعد أهمها محاكى الطائرة المروحية «الجاكوب» ، والمرحلة الثالثة هى تدريب أطقم القتال على التحركات وتنفيذ الرمايات غير النمطية داخل ميدان الغرف المغلقة والمدينة السكنية.
عمود الهواء
وانتقلنا الى غرفة عمود الهواء الجديدة أحد الأجهزة المتطورة التى تستخدم فى تدريب وتأهيل عناصر القفز الحر، وتساعد على تقليل المدة الزمنية اللازمة لتدريبهم على مهارات الاتزان والسباحة الجوية والتشابكات فى مرحلة السقوط الحر، كما توفر التكلفة المادية للطلعات الجوية التى كانت تخصص لتدريب وتأهيل القافزين.
وتمتلك قوات المظلات نوعين من عمود الهواء أحدهما المفتوح والذى يسع لتدريب من 4-5 أفراد فى توقيت متزامن، وعمود الهواء الجديد المغلق والذى يسع لتدريب من 8-10 أفراد فى توقيت واحد، كما أنه يعد مقصداً للعديد من عناصر قوات المظلات من الدول الصديقة والشقيقة التى لا تمتلك تلك الإمكانية المتطورة.
وقدم يوسف محمد فوزى الفرقة الثالثة كلية التربية جامعة قناة السويس الشكر للقوات المسلحة على تنفيذ تلك الزيارات التى تسهم فى التعرف على القدرات القتالية التى يتمتع بها رجال جيشهم العظيم، مؤكدا رغبته فى تحقيق حلم وشرف الانتماء إلى القوات المسلحة فى المستقبل.
احترافية عالية
ويرى أحمد عبد الدايم الفرقة الثالثة كلية التربية جامعة قناة السويس أن تدريبات قوات المظلات اثبتت انهم يتمتعون باحترافية عالية من خلال اتباعهم أرقى معايير التدريب والتأهيل، وان قواتهم جاهزة لتنفيذ أى مهام والدفاع عن أرض الوطن.
أكدت إسراء حمدى الفرقة الثانية كلية الطب البيطرى بالجامعة المصرية – الصينية ان مشاهدة الأنشطة التدريبية والاطلاع على مهارات الجنود فى قوات المظلات، جعلتنى ادرك أن الولاء للوطن ليس مجرد كلمات تكتب ولكن التزام دائم فى ميادين التدريب والعمل.
وتقول الشيماء الشربينى الفرقة الرابعة بكلية الصيدلة وتكنولوجيا الدواء بالجامعة الصينية انها كانت متحمسة جدا لهذا اليوم حيث بدأنا باستقبال حافل من الفرقة الموسيقية العسكرية حيث انه لأول مرة أتعرف على مهام قوات المظلات وعندما شاهدت تدريبهم المكثف ذهلت من النظام وطريقة عرض المعلومات ورأينا أحدث أجهزة للتدريب على القفز ونتمنى من القوات المسلحة استمرار هذه الزيارات لزيادة الوعى لدى الشباب.
نظمتها قيادة الدفاع الشعبى والشئون المعنوية
وفد من الإعلاميين وطلبة الجامعات فى ضيافة «المظلات»
استقبلت قيادة قوات المظلات وفداً يضم عدداً من الإعلاميين وطلبة الجامعات، وذلك فى إطار الدور التوعوى الذى تقوم به قيادة قوات الدفاع الشعبى والعسكرى وإدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة للارتقاء بمستوى الوعى المجتمعى واطلاع مختلف فئات الشعب على ما تمتلكه القوات المسلحة من إمكانات وقدرات تمكنها من الدفاع عن أمن الوطن وصون مقدساته.
بدأت الزيارة بكلمة اللواء أ.ح أحمد زكى أحمد قائد قوات المظلات رحب خلالها بالحضور، كما أشار إلى الجهود التى يبذلها رجال قوات المظلات للوصول إلى أعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي.
وتضمنت الزيارة المرور على معرض لطائرات «الدلتا» ونماذج من المظلات المستخدمة خلال تنفيذ مختلف المهام، كما شاهد الوفد عدداً من الأنشطة التخصصية ذات الطابع الاحترافى التى ينفذها رجال المظلات عكست المستوى الراقى للقوات الخاصة طبقاً لطبيعة المهام التى يكلفون بها.
وتابع الوفد عدداً من الأنشطة التدريبية التى يقوم بها رجال المظلات بميدان الاقتحام الجوى المزود بأحدث وسائل التدريب التى تسهم فى الارتقاء بمعدلات الأداءالقتالى للقوات.
وفى ختام الزيارة أعرب الوفد عن اعتزازه وتقديره بتلك الزيارة التى أتاحت لهم مشاهدة جانب من الأنشطة التدريبية لقوات المظلات وما يبذلونه من جهود للحفاظ على أعلى معدلات الجاهزية القتالية مما بعث فى نفوسهم رسائل الطمأنينة بما تمتلكه القوات الخاصة من كفاءة قتالية تمكنها من الحفاظ على أمن الوطن واستقراره تحت مختلف الظروف وذلك ضمن منظومة العمل المتكاملة للقوات المسلحة.