فى تصعيد جديد وسعت قوات الاحتلال من عملياتها العسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية حيث توغلت الدبابات وتجاوزت شارع صلاح الدين شرق المحافظة. كما دخلت دبابات أخرى فى شارع جورج بحى السلام وسط قصف مدفعيّ شمل الحى اضافة لحى البرازيل ومنطقة التنور التى تحيط بمشفى النجار وخربة العدس التى دمر فيها الاحتلال مقر الهلال الأحمر الفلسطيني.
ووسعت دبابات وطائرات الاحتلال دائرة القصف لتطال وسط المدينة بما يشمل دوار العودة ومخيم الشابورة ومخيم يبنا واللذين يضمان الكثافة السكانية الأعلي.
يأتى هذا بينما نقلت شبكة «سى إن إن» عن مسئولين أمريكيين، إن إدارة الرئيس جو بايدن ترى أن إسرائيل حشدت ما يكفى من الجنود على أطراف مدينة رفح الفلسطينية فى جنوب قطاع غزة لشن عملية واسعة النطاق، خلال الأيام المقبلة.
وقال المسئولون الأمريكيون: «لسنا متأكدين ما إذا كانت إسرائيل اتخذت قرارًا نهائيًا بشن هجوم واسع النطاق على رفح الفلسطينية فى الأيام المقبلة». وحذر أحد المسئولين من أن إسرائيل لم تتخذ الاستعدادات المناسبة، لإجلاء أكثر من مليون نازح من سكان غزة يقيمون حاليًا فى رفح الفلسطينية.
وأضاف المسئولون: «إذا واصلت إسرائيل عملية برية واسعة النطاق فى رفح، فإن ذلك سيكون مخالفًا للتحذيرات التى أطلقتها الولايات المتحدة، منذ أشهر، للتخلى عن هجوم واسع النطاق على المدينة المكتظة بالسكان».
على صعيد متصل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة إن الهجوم الإسرائيلى على القطاع منذ السابع من أكتوبر أسفر حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 35173 فلسطينيا وإصابة 79061 آخرين. وذكرت فى بيان أن 82 فلسطينيا قتلوا وأصيب 234 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأعلنت مصادر طبية فى القطاع، استشهاد أكثر من 40 فلسطينيًا بينهم أطفال، وإصابة العشرات، بعد قصف الاحتلال لمنزل مكون من ثلاثة طوابق جنوب مخيم النصيرات وسط القطاع. كما شن الطيران الحربى الإسرائيلي، غارة على منزل فى أرض بكر غرب مدينة غزة، وقصفت مدفعية الاحتلال مدينة بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة، ولفتت المصادر إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 7 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها المستشفيات 57 شهيدًا و82 إصابة.
من جانبه أكد رئيس الوزراء القطري، أن مفاوضات الهدنة فى قطاع غزة وصلت الى طريق مسدود بسبب عمليات الاحتلال فى مدينة رفح الفلسطينية
قال رئيس الوزراء القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن محادثات وقف إطلاق النار فى غزة وصلت لطريق مسدود.
فى المقابل، وصف القيادى فى حركة «حماس» عزت الرشق تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو حول استسلام الحركة بـ»السخيفة وأنها للاستهلاك المحلى وتعكس وضعه المأزوم بعد 221 يوما على بدء الحرب».
وقال الرشق «توضح التصريحات مستوى الخوف من حالة ارتفاع وتيرة الدعم لقضية شعبنا ومشروعية حقوقه حول العالم، وتكشف مجددا انهزامه التاريخى أمام صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا التى تسطر يوميا ملاحم بطولية على أرض غزة، فى كل محاور الاشتباك».
من جانبها، قالت «هيومن رايتس ووتش» إن إسرائيل شنت 8 ضربات على الأقل استهدفت قوافل ومبانى إغاثية فى غزة منذ أكتوبر، رغم أن المنظمات قدمت إحداثيات مواقعها للسلطات الإسرائيلية لضمان حمايتها. وأشارت إلى ارتفاع حصيلة ضحايا الفريق الإغاثى الدولى فى غزة إلى 7 قتلي.
وذكرت المنظمة أن إحدى الهجمات فى 18 يناير 2024 أصابت ثلاثة أشخاص كانوا يقيمون فى مضافة مشتركة تابعة لمنظمتى إغاثة، ومن المرجح أنها نفذت باستخدام ذخيرة أمريكية الصنع. وقالت المنظمات التى تأثرت مبانيها وموظفوها إنه على حد علمها، لم تكن هناك أهداف عسكرية فى المنطقة وقت الهجوم.
كما أوضحت المنظمة أن قطاع غزة لا يوجد فيه مكان آمن يذهب إليه الناس، وطالبت المجتمع الدولى بالتحرك لمنع وقوع مزيد من الفظائع.
بدورها، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن الوضع فى مدينة رفح حرج والإمدادات الحيوية تنخفض بشكل خطير خاصة الإمدادات الطبية التى أصبحت على وشك النفاد. وقالت المنظمة إن نقص الوقود يؤثر على المولدات وتوزيع المياه النظيفة.
رفح الفلسطينية خاوية
على صعيد آخر، أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بأن نحو 450 ألف شخص نزحوا قسرا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة منذ صدور أمر الإخلاء الإسرائيلى الأول فى السادس من الشهر الجاري.
وقالت فى بيان لها ، إن «المواطنين يواجهون إرهاقا مستمرا، وجوعا، وخوفا، وشوارع مدينة رفح باتت خالية، بينما تواصل العائلات فرارها بحثا عن الأمان».
وأشارت إلى أن «عمليات القصف وأوامر الإخلاء الأخرى فى شمال غزة أدت إلى مزيد من النزوح والخوف لدى آلاف العائلات». وأضافت الوكالة أنه «لا يوجد مكان للذهاب إليه، وأنه لا أمان بدون وقف إطلاق النار».
وأكدت أن «تقييد وصول المساعدات الإنسانية مسألة حياة أو موت بالنسبة للناس فى قطاع غزة، الذين يعانون بالفعل جراء القصف المستمر وانعدام الأمن الغذائي».وشددت «الأونروا» على «الحاجة الفورية والعاجلة لممر آمن للمساعدات الإنسانية وللعاملين فيها».