٪40من الإصابات.. وقعت فى مراكز إيواء الأمم المتحدة والمستشفيات
انتهى فريق محققى البعثة المشتركة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومركز الميزان لحقوق الإنسان بفلسطين المحتلة،من جولته الأولى فى مناطق شمالى سيناء لتوثيق شهادات جرحى العدوان الإسرائيلى فى غزة الذين يتلقون العلاج فى المستشفيات المصرية. وضم الفريق فى جولة شمال سيناء محمود قنديل، عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، رئيسا للبعثة ومحمد راضي، المدير التنفيذى للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، عضو البعثة محمد عبدالله، الباحث بمركز الميزان لحقوق الإنسان بفلسطين المحتلة، عضو البعثة وأحمد رضا طلبة، مدير الوحدة القانونية بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان، عضو البعثة ورافق الفريق كل من: علاء شلبي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، عضو البعثة و عصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان بفلسطين المحتلة، عضو البعثة.
تفقدت البعثة كلاً من منفذ رفح الحدودي، والمركز اللوجيستى لعمليات الإغاثة التابع لجمعية الهلال الأحمر المصرى بالعريش فى سياق فحص القيود المفروضة على تدفق المساعدات المنقذة للحياة إلى المنكوبين فى قطاع غزة والتى تشكل واحدة من أخطر جرائم العدوان الإسرائيلى الجارف ضد المدنيين المحميين فى القطاع وتؤكد القصد الجنائى للاحتلال فى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
كما تفقدت البعثة آليات نقل الجرحى من القطاع وتوزيعهم بين مستشفيات شمالى سيناء الثلاثة الرئيسية، ومنهجية تحويلهم بعد تلقى الرعاية اللازمة إلى ١١١ مستشفى مصريا آخر غربى قناة السويس، ونقل بعضهم إلى الخارج (نحو 900 جريح ومريض)، وخاصة إلى الإمارات وتركيا وقطر – على التتابع. وتفقدت البعثة أحوال نحو 110 جريحى ومريضى فلسطينيين فى مستشفيات العريش العام، وبئر العبد، الشيخ زويد العام، إضافة إلى مستشفى الشيخ زويد الامتدادى الذى أنشأته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية فى بضعة أيام وزودته بغرف عمليات جراحية وعناية مركزة وأحدث أجهزة فحص الأشعات، ووثقت إفادات عشرات الحالات من الجرحى نتيجة العدوان لأهميتها فى إعداد تقرير عام مرحلى مطلع الشهر المقبل، فضلا عن أهميتها فى التكامل مع التحقيقات الميدانية داخل قطاع غزة لإعداد توثيق جنائى يمهد لملاحقة جنائية دولية – تتوفر مقوماتها – لمجرمى الحرب الإسرائيليين.
أشار التقرير الى ملاحظات عامة أولية: أولا: الجرحى والمرضى يتواجد فى مستشفيات شمالى سيناء أكثر بقليل من 100 جريح ومريض، وتتغير أعدادهم بين ساعة وأخرى فى ظل التدفقات المتتابعة من معبر رفح بالتوازى مع التحويل المتتابع لمن استقر وضعه الصحى إلى المستشفيات فى المحافظات المصرية الأخرى (نحو ألف جريح ومريض)، بالإضافة إلى سفر مجموعات منهم لتلقى العلاج فى الخارج، وخروج بعضهم (نحو 900) إلى ملاذات مؤقتة (شقق سكنية) خصصتها سلطات شمال سيناء لإيواء من استقرت حالاتهم (ومرافقيهم) وتوفير ما يحتاجونه من متابعة طبية دورية وأدوية دون إقامة فى المستشفيات.
وقد وقعت 40 بالمائة من الإصابات فى مراكز إيواء يفترض أنها آمنة، وفى مقدمتها مقارا الأمم المتحدة ومنشآت تابعة للأمم المتحدة وترفع رايتها وتم تزويد سلطات الاحتلال بإحداثياتها.
وحول منع تدفق المساعدات المنقذة للحياة لاحظ الفريق أن ما لايقل عن ألف شاحنة مقدمة من المجتمع المصرى على طريق القاهرة – الإسماعيلية بانتظار العبور إلى شبه جزيرة سيناء، وعدة مئات من الشاحنات تتحرك بالفعل من القنطرة شرق إلى العريش، ونحو ألف شاحنة «مساعدات مصرية ودولية» تنتظر دورها فى محيط المركز اللوجيستى التابع للهلال الأحمر المصرى فى العريش والذى يستقبل المساعدات المصرية وكذا المساعدات الأجنبية جوا وبحرا عبر مطار وميناء العريش، كما رصد الفريق أكثر من ألف شاحنة تمتد لعدة كيلومترات تصطف دون حراك عند معبر رفح بانتظار الاذن لها بالتحرك.
وتبين أن الدورة الزمنية لعبور الشاحنة تستغرق نحو 15 يوما بدلا من الدورة التقليدية والتى أقصاها خمسة أيام، وهو ما يرفع تكلفة الشاحنة لأكثر من ضعف قيمة المساعدات، كما يضاعف نسبة المساهمة المصرية فى تجهيز وإعادة تجهيز ونقل وإيصال المساعدات إلى نحو 70٪ من قيمة كل شاحنة تصل إلى القطاع. وتفقد الفريق الشاحنات التى جرى ردها بالكامل بعد رفض دخولها إثر تفتيشها من جانب الاحتلال فى مركز نيتسانا (50 كيلو من معبر رفح) أو فى معبر كرم أبو سالم (الأكثر بعدا من معبر رفح)، بدعوى أنها تتضمن سلعاً محظورة، ومن بين السلع المحظورة المساعدات الأكثر احتياجا للسكان، ومنها مثلا أنابيب الأوكسجين وثلاجات حفظ الدواء وخيام مأوى ذات قدرة على توليد الطاقة أو أشياء تتضمن مكونات حديدية أو خشبية بدعوى أنها ثنائية الاستخدام. واطلع الفريق على العمل فى المركز اللوجيستي، وعبر النقاشات مع الطواقم والجولة التفقدية، تبين للبعثة وجود أحد المخازن بمساحة ألف متر والذى يحتوى المساعدات التى تم رفضها من الاحتلال الاسرائيلي، ويعاد تفكيك المساعدات وجمعها وتغليفها بعد أن أفسدت سلطات الاحتلال التغليف اثناء التفتيش المتعسف المقصود به إفساد المساعدات. و يشرع الفريق فى تفريغ المعلومات واستمارات التوثيق وتوثيق الفيديو، واستخلاص المعلومات والتحقق منها مطلع الاسبوع الجاري، كما سيواصل مهمته منتصف الأسبوع بلقاء الجرحى فى مستشفيات القاهرة والمحافظات المصرية الأخرى وتوثيق شهاداتهم.