يقول اوتو فون بسمارك « كلما زادت قوتنا قلت احتماليات الحرب و لإننا أقوياء فلا نخجل من الدعوة للسلام، وقوتنا لحماية السلام وحراسة التنمية، فكل حروبنا التى خضناها كانت من اجل السلام وحماية الأرض والعرض، كما ان التهديد ليس سمة الأقوياء لكن التنبيه ضرورى والتحذير واجب والإنذار فرض، وفى مصر نتابع وعلى الهواء مباشرة هذا الكم الهائل من المؤامرات التى تخططها أجهزة قوى دولية كبرى وتنفذها أجهزة دول إقليمية، وهناك محاولات عديدة لتوريط مصر وجيشها فى نزاعات وصراعات وحروب تحت مظلة الامن القومى المصرى فى أطرافه القريبة، تابعنا هذه المحاولات فى ليبيا فجاء إنذار الرئيس السيسى وخطوطه الحمراء التى رسمها بمنتهى القوة لتمثل ردعا ومنعا لكل من كان يفكر فى جرجرة مصر إلى آتون معارك لا طائل منها فى أرض ليست ارضنا، وفى السودان جرى نفس الشئ تقريبا حيث ارتفعت الأصوات التى كانت تدعو مصر للدخول فى الصراع السودانى لادارته وتوجيهه صوب ما يمثل مصالح مصر، لكن ورغم الحماسة الشديدة التى سادت إلا ان حكمة القيادة كانت فصل الخطاب، وفى فلسطين ما زالت الأصوات ترتفع مطالبة الجيش المصرى بالانخراط فى حرب غزة ولا يدرى هؤلاء شيئا عن مصر ومكانتها ودورها ولا يتذكرون كم خاضت من الحروب من اجل فلسطين، نفس الأصوات تدعوا للدخول على خط باب المندب والدخول فى صراع مع الحوثيين، وكذلك جرى ذلك مع الجانب الإثيوبي، لكن الإدارة المصرية كانت وما زالت تتسم بالحكمة التى تحميها القوة، وفى نفس الوقت هناك أطراف لا تفهم إلا لغة القوة ومصر تجيد هذه اللغة تحدثا وكتابة وقولا وفعلا، أمس جاءت الصومال تستجير بمصر العروبة جراء الممارسات الإثيوبية الرخيصة فى محاولة التعدى على سيادة الصومال وتوقيع اتفاقات مع جهة انفصالية غير ذى صفة، فما كان من مصر وعلى لسان رئيسها إلا ان تقف بكل قوة داعمة وناصرة للحق الصومالى الذى يمثل فى الوقت نفسه جملة من جمل الامن القومى المصرى فى أطرافه المباشرة، وقف الرئيس السيسى ليوجه رسائله غير المشفرة إلى الجميع، وإلى أى دولة تفكر فى الاعتداء على ارض عربية وفقا لميثاق الجامعة واتفاقية الدفاع العربى المشترك، مصر ضد الاحتلال الاسرائيلى للأراضى العربية فى فلسطين ولبنان وسوريا واخيراً ضد التدخل الإثيوبى فى الداخل الصومالي، وكان القول الفصل للرئيس السيسى « لن نسمح لأحد بالمساس بالصومال الشقيق».
ومحدش يجرب مصر !! كان هذا بمثابة تحذير وإنذار ونصيحة لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى المصري.