كتبت الأسبوع الماضى عما كشفت عنه وثيقة بريطانية نشرها موقع BBC عن مشروع امريكى بريطانى عام 1942 لإنشاء «مشروع بديل لقناة السويس واقتطاع رفح والعريش من مصر من خلال مشروع أمريكى تقدم به رجل أعمال أمريكى يهودى صهيونى يدعى ويليام آل غوردن مالك شركة ويليام آل غوردن ومقرها نيويورك للحكومة البريطانية برئاسة تشرشل.
يكشف المشروع بوضوح عن النوايا البريطانية الامريكية لضرب الاقتصاد المصرى وقبل قيام ثورة 23 يوليو 1952 بـ 8 سنوات يعنى فى 1942 وقبل اعلان قيام اسرائيل بـ 6 أعوام.
المهم ان المشروع يهدف الى إنشاء قناة تمتد من العقبة إلى غزة فى فلسطين ولذلك سمى المشروع «قناة العقبة -غزة» ويكون ملكية خالصة لبريطانيا والولايات المتحدة ويتيح للندن تحويل تجارتها اليها من قناة السويس ويشمل:-
أولا: حفر قناة تبدأ من جنوب العقبة ببضعة كيلومترات على البحر الأحمر، ما يعنى اقتطاع جزء من شرقى شبه جزيرة سيناء، وتنتهى إلى غزة على البحر المتوسط ويبلغ طول القناة 177 كيلومترا، وعرضها 500 قدم، وعمقها 50 قدما ويستغرق حفرها 3 سنوات.
ثانيا: انشاء منطقة تنمية شرقى القناة فى فلسطين عرضها نحو 8.5 كيلومتر، وطولها 177 كيلومترا، بطول القناة وانشاء مناطق زراعية وصناعية وتجارية على امتداد القناة
ثالثا: انشاء منطقة تنمية غربى القناة تتسع لتشمل جزءًا من شمال وشمال غربى سيناء وتمتد فى داخل حدود سيناء على البحر المتوسط لتشمل رفح المصرية والعريش.
رابعا: خط سكة حديد ذو اتجاهين يحتضنان ضفتى القناة الجديدة.
خامسا: خط سكة حديد ثانٍ يبدأ من منتصف القناة الجديدة إلى نقطة الحدود المصرية ما بعد رفح حتى العريش.
سادسا: طريق أسمنتى وسط المنطقة الغربية، وفى منتصفها، يتفرع إلى فرعين الأول يتجه إلى غزة، والثانى إلى العريش.
ولم يقف الامر عند ديلسبس الامريكى عند هذا الحد بل اطلق الاسماء على بعض المدن حول القناة الجديدة مثل غزة الجديدة، بئر السبع الجديدة، العقبة، وينستون (رئيس الوزراء البريطاني) وفرانكلين (الرئيس الأمريكى فرانكلين رزوفلت).
والأسئله التى تدور فى الذهن الآن: لولا ثورة يوليو …هل بهذا المشروع كانت النية البريطانيه توحى بخروجها من مصررغم اعترافها باستقلال مصر الناقص فى تصريح 28 فبراير 1922.
الاجابة بالنفى ويؤكدها احتفاظها بسلطات تأمين المواصلات البريطانية فى مصر، والدفاع عن البلاد ضد أى اعتداء، وحماية الأقليات، وحماية المصالح الأجنبية على الأراضى المصرية.. يعنى احتلالا ووصاية وسيطرة.. والمهم ايضا ان رجل الأعمال الأمريكى تنبأ بأن المصريين سيصرون على استعادة قناة السويس، وأن مصر القوية سياسيا دائما ما سببت مشاكل لإنجلترا و تطمح إلى زيادة قوتها.
وهكذا وبعد 68 عاما من قرار عبد الناصر بتأميم قناة السويس يتأكد للجميع بشهادة بريطانية ومشروع امريكى ان التأميم لم يأت من فراغ، ولم يكن مغامرة كما يروج البعض وحتى الآن، وان العدوان الثلاثى من فرنسا وبريطانيا واسرائيل1956 وحرب يونيو 1967 ما هى إلا حلقات لضرب أى مشروع للنهضة والتقدم فى مصر.. ومازال المسلسل مستمرا وان تعددت اشكاله!!