مثلما استغل الأمويون مقتل عثمان بن عفان لمحاربة على بن أبى طالب ورفعوا ” قميص عثمان ” فى حروبهم ببلاد الشام لتأجيج المشاعر الدينية والسيطرة على العامة والدهماء، يحدث الآن نفس السيناريو، حيث يرفع الكثيرون “قميص غزة” لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة مكتوبة بدماء الأبرياء، ايران وتوابعها فى لبنان وسوريا والعراق واليمن أو من رفعوا ” قميص غزة ” فى وجه الغرب والأمريكان مهددين بزلزلة الأرض من تحت اسرائيل نصرة للقضية الفلسطينية، لكن الواقع والحقيقة المجردة أن ايران استغلت القضية الفلسطينية والأحداث فى غزة لإعادة المياه إلى مجاريها مع امريكا وفتح مسارات المفاوضات حول الاتفاق النووى الإيرانى مجددا، كانت ورقة غزة هى الرابحة ايرانيا فأحسن الملالى استخدامها على الوجه النموذجي، تحرك الحوثيون فى مضيق باب المندب ورفعوا قميص غزة مجددا كما رفعه الأمويون من قبل، ولعل حزب الله فى لبنان وسوريا والعراق الشيء نفسه، لكن أخطر من رفع “قميص غزة” ولطخوه بدم كذب لتحقيق أهداف سياسية وانتخابية هم الإخوان المسلمون، خرج هؤلاء وأتباعهم ليقودوا مظاهرات فى كل العواصم المتواجدين فيها رافعين شعارات مضللة تهدف الى إشاعة الفوضى فى بلدانهم وضرب الدولة الوطنية استعداداً للانقضاض على السلطة ولم تكن غزة او فلسطين إلا فرصة لعودة تلك الهتافات مع رفع “قميص غزة” لدغدغة مشاعر الجماهير الغاضبة مما يجرى فى فلسطين، مكان الكارثة فى غزة حيث بحور الدماء الفلسطينية لكن الصراخ باسمها فى بلاد فارس وتوابعها العربية، تجارة سياسية رخيصة بدماء الفلسطينيون تقوم بها طهران مع أذرعها العربية، وكذلك التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان، وهنا نطرح تساؤلاتنا اليومية، ماذا فعل الإخوان وداعش والقاعدة والسلفية الجهادية و بوكو حرام والتوحيد والجهاد وجبهة النصرة وانصار بيت المقدس وكتائب الأقصى وكافة تلك الجماعات التى قدمت نفسها للعامة على أنها وجدت من أجل تحرير الأقصى والانتقام من اسرائيل؟ هل سمعنا عن عملية نوعية واحدة قد حدثت لتحقيق هذا الهدف المعلن؟ ولماذا كانت كل عملياتهم تحدث فقط على أراضى الدول الإسلامية؟ لماذا لم نسمع عن انضمام اى من هذه التنظيمات الى أهالينا فى غزة؟ وأين ايران وتوابعها مما جرى ويجرى فى فلسطين منذ سبعة عقود ويزيد؟ هل هناك دولة من دول ما يسمى بالمواجهة شنت حربا ضد اسرائيل لتحرير الأرض العربية او الإسلامية؟ التاريخ يحمل لنا الكثير من القصص التى تحكى قصص “حكايات التهديد” الإيرانى والتركى والاخوانى لإسرائيل، لكن دولة واحدة هى من حاربت وعبرت وحررت و صنعت السلام وهى مصر دون مزايدات، دولة واحدة هى التى وقفت بجانب الأشقاء الفلسطينيين دون مزايدات وهى مصر الكبيرة، ليلة امس تابعنا تلك الضربات الإيرانية الكرتونية “المتفق عليها” ضد اسرائيل ، تمثيلية ركيكة وسيناريو باهت ومسرحية هزلية، فايران التى تسوق نفسها مدافعة عن الحق الفلسطينى الذى تخوض من اجله المعارك ضد اسرائيل لم تتحرك لاستشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وإنما تحركت “صوريا” للانتقام من اسرائيل التى نسفت قنصليتها فى دمشق وقتلت قادتها فى الحرس الثوري، لكن الاغبياء والحمقى ينظرون إلى ما جرى على انه تحرك إيرانى لنصرة فلسطين، لكن الحقيقة تتوه دوما وسط ضجيج يصنعه هؤلاء المسيطرون على أهل “الحماقة“.