سياسة التجويع والحصار الكامل على غزة سلاح موجه ضد المدنيين
الأوضاع فى المنطقة كل يوم ليست على ما يرام بل تزداد سوءاً فالأحداث سريعة ومتلاحقة والمجتمع الدولى يعجز عن ايجاد حلول للمشكلات خاصة ما تعانيه المنطقة من الآلام قد اشتدت خلال هذه الفترة ونرى منذ أكثر من عام ونصف العام ما يحدث فى غزة والآن فى الضفة الغربية أيضاًَ كل شيء من أجل خلق ظروف تهدف إلى جعل غزة غير صالحة للحياة، فهى تستخدم سياسة التجويع والحصار الكامل على غزة كسلاح موجه ضد المدنيين بالقطاع، وأمعنت إسرائيل فى استخدام ذلك السلاح بإغلاقها كافة المعابر إلى غزة بشكل متعمد وتعسفي، مما حال دون دخول الغذاء والمياه الصالحة للشرب والوقود والامدادات الطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية، ويأتى ذلك فى ظل استئناف إسرائيل لعدوانها الوحشى على غزة بكافة الأسلحة الفتاكة والمدمرة، وبالتالى تدمير البنية التحتية والتعليمية والصحية.
إذا اتجهنا إلى لبنان وسوريا نجدها أيضاًَ فى نفس الإطار عدوان إسرائيلى على دول لها سيادة دون أن يتحرك المجتمع الدولي، فإسرائيل ما زالت تمارس عدوانها على لبنان وسوريا بل وتحتل 5 نقاط فى لبنان وتحتل أيضاًَ مناطق فى سوريا.
إذا ذهبنا إلى السودان نراه ممزقاً نظراً لما يشهده منذ عامين من أحداث وإراقة دماء أبنائه، وبالتالى فقد بات على السودانيين أنفسهم التوحد من أجل انهاء الحرب ووقف اطلاق النار، والحفاظ على وحدة واستقرار السودان، ومؤسساته الوطنية.
إذا انتقلنا إلى ليبيا فهناك ضرورة من أجل توصل الأطراف الليبية على التوافق وتعزيز مسار الحل الليبي/الليبي، واحترام مؤسسات الدولة، وبما يهدف للوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، وضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا فى مدى زمنى محدد، وبما يحفظ وحدة وسلامة واستقرار ليبيا.
إذا توجهنا إلى اليمن فهناك ضرورة لوحدة الدولة اليمنية ومؤسساتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وأهمية ما يمثله أمن واستقرار اليمن لتحقيق الأمن الإقليمى ومنطقة البحر الأحمر.
إذا انتقلنا للصومال فهناك ضرورة لتدعيم قدرات الدولة الصومالية ومؤسساتها الوطنية، لحفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
يمكن القول إن قضايا عديدة مرتبطة بالعدوان الإسرائيلى على غزة وبالتالى يمكن العمل من أجل تجنب كافة هذه الصراعات التى يمكن أن تتوسع خلال الفترة المقبلة لتشهد مناطق وأطرافاً أخرى جديدة وهو ما يهدد المنطقة، باشتعال الأوضاع مما عليه حالياً.
القمة العربية المقبلة التى سوف تستضيفها العراق 17 مايو الجارى مهمة للغاية وتعقد فى ظل ظروف غير عادية أو استثنائية، وبالتالى فيجب أن تخرج هذه القمة بقرارات تعبر عن قوة ووحدة الدول العربية فى ظل التحديات الراهنة والخطيرة التى يشهدها العالم وبصفة، خاصة المنطقة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وما يحدث فى غزة والضفة الغربية من عدوان إسرائيلى على المدنيين العزل من الأطفال والشيوخ والنساء من أجل العمل على خروجهم من أراضيهم أو نقلهم لأماكن أخرى وهو ما رفضته مصر من البداية رفضاً قاطعاً، كما رفضته الدول العربية، وبالتالى فإن القمة العربية القادمة نأمل أن تخرج بقرارات حاسمة لوضع حد للمأساة التى يعيشها الشعب الفلسطينى ومن أجل التأكيد على رفض تصفية القضية الفلسطينية والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبالتالى فقد أصبح هناك ضرورة للعمل المشترك وتوافق الرؤى فى المجالات السياسية والاقتصادية لوضع حلول لأزمات المنطقة العربية، كما أن هناك ضرورة للتفكير فى مشروعات واستثمارات جديدة عربية – عربية لتعزيز التعاون المشترك بين كافة الدول العربية هو أمر أصبح لا مفر منه الآن.