مازالت المعارك مشتعلة فى الشرق الأوسط خصوصاً فى غزة ولبنان تهدد العالم بحرب عالمية ثالثة إذا لم تتدخل الدول الكبرى لوضع نهاية لهذا الدمارالذى لم تشهده المنطقة من قبل، ولــذا دعــت السعودية، لعقد «قمة متــابعة عــربية إسلامية مشـــــتركة» يـــوم 11 نوفمبر الجاري، لبحث استمرارالعدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية ولبنان، والتطورات الراهنة فى المنطقة، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلى جهود الوساطة المصرية الأمريكية القطرية لإنهاء القتال وإنقاذ غزة من مصير مظلم ولبنان من الانهيار، إذ جاءت دعوة المملكة امتداداً للقمـة التى استضافتها الرياض، فى 11 نوفمبر 2023، وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واستكمالاً للجهود المبذولة من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولى العهد رئيس مجلس الوزراء، بالتنسيق مع قادة الدول العربية والإسلامية، لأن تقوم الدول العربية والإسلامية بدورها فى الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول والرئيس لإسرائيل فى حرب الإبادة للشعب الفلسطينى الشقيق، وشددت السعودية على متابعتها لتطورات المنطقة، ومواصلة العدوان الإسرائيلى الآثم على الأراضى الفلسطينية، واتساعه ليشمل لبنان، مجددّة إدانتها واستنكارها لاستمرار الجرائم والانتهاكات تجاه الشعبين الفلسطينى الذى يتعرض للإبادة من خلال التدمير المتعمد والمنهجى واللبنانى الذى فقد أمنه واستقراره نتيجة العدوان.
وجاءت الدعوة لعقد القمة بالتزامن مع إطلاق السعودية أعمال مؤتمر دولى فى الرياض حول إقامة الدولة الفلسطينية، ويعتبرالاجتماع الأول للتحالف العالمى لتنفيذ «حل الدولتين»، الذى أطلقته المملكة بهدف ممارسة الضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية، وشارك دبلوماسيون ومبعوثون من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية لتقديم جدول زمنى محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وحل الدولتين على طريق السلام الدائم والشامل فى الشرق الأوسط، بهدف تعزيز حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، ويأتى ذلك فى ظل الانتخابات الأمريكية التى انطلقت أمس واليوم ويعلن رئيس أمريكا القادم ترامب أم هاريس إذ اتخذ ترامب شعاراً جديداً لحملته وهو»يصلح الأمور»، فى إشارة إلى أن منافسته هاريس تفسد الأمور وهو يصلحها، ما يعنى أنه حريص على النصر مهما كان الثمن.
وأقول لكم، إن نتائج هذه الانتخابات باتت فاصلة فى تحديد مستقبل الشرق الأوسط وأن قراراستمرار هذه الحرب أو نهايتها سيتم وفقاً للمصالح الإستراتيجية الأمريكية التى تحددها السياسة الخارجية وتعكس رؤية «الدولة العميقة» فى الولايات المتحدة وتالياً فهى لن تعبر بالضرورة عن رأى الرئيس المنتخب الذى وصل إلى البيت الأبيض، بعد أن تغيرت السياسية الأمريكية تجاة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة من «ملء الفراغ» التى تبناها الرئيس الأمريكى دوايت أيزنهاور (1953 – 1961)،عقب تأميم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قناة السويس، إلى سياسية «الشرق الأوسط الكبير»، واقترح البحث تغيير جذرى فى طريقة تعامل الغربع هذه المنطقة من خلال تقسيمها لدويلات صغيرة وفق تغييرحدود الدول على أساس الديانة والعرق واللغة ومعايير أخري، لكن هذا المشروع توقف بعد فشل أحداث ما أطلق عليه «الربيع العربي» فى غالبية الدول العربية، وتبنت الولايات المتحدة بعدها سياسة الشرق الأوسط الجديد وظهر ذلك فى خرائط نتانياهو، ولذا حان الوقت لتلاحم الدول العربية والإسلامية جميعاً للضغط على أمريكا وحلفاؤها لوقف هذه الحروب وقبول إسرائيل بحل الدولتين.