انتهت الأربعاء الماضى فعاليات الدورة السابعة لقمة الدول الرقمية FDC والتى تعد أحد أبرز الفعاليات المتخصصة فى صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.. وعقدت هذا العام تحت شعار المنصة الإقليمية للصناعة الرقمية بحضور عدد كبير من المسئولين من القطاع الحكومى والخاص من دول الشرق الأوسط وأفريقيا والمملكة المتحدة.. وحضرت دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف رسمي، بمشاركة رفيعة المستوى من المجلس الأعلى للأمن السيبرانى وعدد من كبرى الشركات الإماراتية.
الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كعادته دائما يحرص على دعم الفعاليات والأنشطة البناءة والهادفة والجادة ولذلك حرص على افتتاح الحدث الإقليمى الأبرز فى ساحة التكنولوجيا والأمن الرقمى مؤكدا على أن انعقاد قمة FDC يأتى فى ظل الاتجاه العالمى المتزايد نحو الاعتماد على الحلول السيبرانية والمنظومات الرقمية، مشددا على أن تبنى التكنولوجيا بات ضرورة حتمية، وأن التخلف عنها، يعنى التخلف عن ركب الإنسانية بأكملها، مؤكدا على أهمية الانتباه للمخاطر المتنامية الناتجة عن الهجمات السيبرانية.
وحرصت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على استعراض رؤيتها الخاصة حول الاستخدام الأمثل للتكنولوجيات الحديثة التى تشهد تطورا مستمرا، مع ظهور التقنيات الحديثة بدءا من الذكاء الاصطناعى التوليدى إلى الحوسبة الكمية وسلاسل الكتل، وهذا الحرص يتزامن معه دراسة عميقة لأخطارها المحتملة، ومن فعاليات القمة أطلق الدكتور عمرو طلعت دعوة لكل المسئولين والمتخصصين فى تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبرانى وشدد على أهمية تضافر جهود جميع عناصر المنظومات الرقمية ليس فقط على المستوى الوطنى فحسب، ولكن على المستويين الإقليمى والدولى نظرا لأن التهديدات السيبرانية تتجاوز الحدود مما يجعل التعاون والتكاتف بين الدول العربية والأفريقية، ضرورة حتمية لحماية المجتمعات من الأخطار السيبرانية، مؤكدا على ضرورة استمرار الجهود المعنية بتطوير القدرات الرقمية وتحصين المنظومات السيبرانية.
فعاليات مهمة تضمنتها القمة حيث عقدت على هامشها العديد من الموائد المستديرة والجلسات النقاشية، ومشاركة أكثر من 75 متحدثاً دولياً، وتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون والمبادرات مع عدد من الدول العربية والجهات المصرية.. وهنا يجب الإشادة بفرق العمل فى «إم سى إس» شركة الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات الدولية والذين بذلوا حهودا مضنية فى تنظيم كل هذا العدد من الفعاليات والأنشطة وتوقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وعقود الشراكة مع منصات وشركات إماراتية وسعودية وأردنية وأوروبية وروسية وكلها تصب فى دعم الصناعات المصرية وزيادة صادراتنا الرقمية وتوظيف أكبر عدد من كوادرنا التكنولوجية المتميزة.. وهنا لا يفوتنى أن أوجه تحية خاصة لفريق الإعلام بقيادة الزميلة الإعلامية المبدعة إيناس الجبالى التى أدارت الفعاليات باحترافية عالية حازت احترام وتقدير الجميع ومعها الزميلة المجتهدة نيرة عيد والتى أضافت للحدث قيمة كبيرة شعرنا بها جميعا كصحفيبن وإعلاميين.
أما البطل الحقيقى للقمة فهو صاحب فكرتها ومؤسسها المهندس طارق شبكة وهو أحد خبرائنا الدوليين المتميزين والنابهين فى خدمات تكنولوجيا المعلومات والصناعات الرقمية وصاحب تجارب ناجحة محلية وإقليمية ويتمتع بعلاقات واسعة مع الخبراء والمستثمرين ورجال الصناعات التكنولوجية فى الشرق الأوسط وأفريقيا.. ومنذ إطلاقه الدورة الأولى للقمة الرقمية FDC قبل سبع سنوات والحدث يكبر وينمو ويحقق نجاحات واسعة من عام لآخر.. ويقول المهندس طارق شبكة إن القمة تنعقد هذا العام تحت شعار «المنصة الإقليمية للصناعة الرقمية» إيمانا بأن بناء المستقبل لا يكون إلا عبر شراكات إقليمية ودولية حقيقية، تُكمل فيها الخبرات بعضها البعض، وتتكامل فيها الطموحات مع الإمكانات، ويرى المهندس شبكة أن القمة توفر فى نسختها السابعة نموذجاً متكاملاً يتضمن خمسة محاور رئيسية هي: التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، والأمن السيبراني، وصناعة مراكز البيانات، وتكنولوجيا الأقمار الصناعية والفضاء، وإلى جانبهما محوران متخصصان هما: منتدى البحث المعنى بالتركيز على البحث العلمى لتعزيز دور العلم فى التنمية، وقمة النجوم لاكتشاف ودعم المواهب الناشئة وترسيخ مبادئ الابتكار.
والسؤال الآن: ماذا عن الدورة الثامنة للقمة الرقمية FDC.. أين ومتى تعقد فعالياتها.. وهل من مفاجآت قادمة فى هذا الملف؟ طرحت كل هذه التساؤلات على الصديق المبدع طارق شبكة فى ختام الدورة السابعة فابتسم ابتسامة ثقة وتفاؤل بالمستقبل ثم قال: قد تكون النسخة القادمة خارج القاهرة.. قلت له: هل تعنى إقامتها فى إحدى محافظات مصر؟ ابتسم ثانية وقال: وقد تكون خارج مصر.. ربما فى أبوظبى أو الرياض أو عاصمة عربية أخري.. ثم قال المهندس شبكة إننا نفكر بجدية فى الخروج من القاهرة وننطلق نحو الخليج العربى فى العام المقبل وقد ننتقل إلى عاصمة أفريقية فى العام التالى ثم إلى مدينة أوروبية فى العام الثالث وهكذا.. فالقمة لم تعد محلية أو عربية أو أفريقية فحسب بل تحولت إلى منصة عالمية ولابد أن تدور دورتها حول العالم بمشاركة إقليمية ودولية حقيقية وفاعلة.