مصر صامدة وواضحة فى موقفها الرافض لتوطين سكان غزة وتمسكها بموقفها الثابت، ورفضها لأى مقترح لتخصيص أرض لسكان قطاع غزة وتمسكها بعدم إخراج الفلسطينيين من أراضيهم أو توطينهم فى أى مكان آخر.. وتؤكد مصر دائماً على ضرورة أن تكون أى حلول للأزمة تضمن بقاء سكان قطاع غزة داخل أراضيهم، ولم ترفض مصر التعاون مع أى طرف طالما ينتهى إلى إعطاء الفلسطينيين حقوقهم .. بل وأكدت مصر استعدادها الكامل للتعاون مع الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب من أجل التوصل لسلام شامل وعادل فى المنطقة، من خلال التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية تراعى حقوق شعوب المنطقة.
مصر لم تتوقف عند رفض التهجير ونقل الفلسطينيين قسرا من أراضيهم بل كشفت عن اعتزامها طرح تصور متكامل لإعادة إعمار غزة وبصورة تضمن بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه، وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهذا الشعب.. وكشف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، عن أن هناك تخطيطاً ودراسات تتم لإعداد التصور بشأن إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين.. وماؤكد على هذه الحقيقة وجود طابور طويل من المعدات الثقيلة خارج معبر رفح وتنتظر الإشارة بدخولها إلى غزة لبدء عملية إعادة الإعمار ونتوقع حدوث ذلك قريباً جداً.. فمع شاحنات المساعدات الغذائية التى تدخل القطاع يومياً ستدخل تلك المعدات أيضاً لدعم إعمار غزة وإعادة الحياة إليها من جديد.
أوضح رئيس وزراء مصر أن إعادة الإعمار ليس جديداً ولا مستحدثا تتم إعادة الإعمار والأهالى متواجدان دون تهجيرهم.. وأكد مدبولى على ثبات الموقف المصرى بالرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين، موضحاًَ أن مصر استقبلت وعاجلت الآلاف من المصابين الفلسطينيين.. وقال إن مصر تتابع على مدار الساعة مستجدات القضية الفلسطينية.. وتحدث مدبولى عن القمة العربية المرتقبة التى تستضيفها القاهرة قبل نهاية الشهر الجارى ولفت إلى أهمية إعلان مصر استضافة قمة عربية طارئة فى هذا التوقيت المهم والفارق فى تاريخ الأمة العربية لبحث التطورات المُستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية واتخاذ قرارات شجاعة سيتوقف أمامها التاريخ طويلاً.
شددت مصر على أن أى رؤية لحل القضية الفلسطينية ينبغى أن تأخذ فى الاعتبار تجنب تعريض مكتسبات السلام فى المنطقة للخطر، بالتوازى مع السعى لاحتواء والتعامل مع مسببات وجذور الصراع من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأرض الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتعايش المشترك بين شعوب المنطقة.
قمة القاهرة الطارئة اختبار قوى لإرادة الأمة العربية فى مواجهة التحديات العصيبة التى تهدد مستقبلها ووجودها وتتطلع الشعوب العربية إلى موقف عربى قوى موحد ضد المخاطر الجسيمة التى تواجه الأمة وأن يطرح القادة والزعماء العرب رؤية واحدة موحدة حيال القضية الفلسطينية وكيفية اقناع المجتمع الدولى بضرورة تحقيق السلام الشامل والعادل فى الشرق الأوسط وفى القلب منه اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» يؤكد على أهمية تنسيق الجهود والمواقف العربية، لاعتماد رؤية السلام العربية فى القمة العربية الطارئة القادمة، مثمنا أهمية الجهود المبذولة فى التحالف العالمى لتنفيذ حل الدولتين والحصول على المزيد من الاعترافات الدولية لدولة فلسطين، وعقد المؤتمر الدولى للسلام منتصف هذا العام، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا.
حيا الرئيس الفلسطيني، المواقف الأخوية الشجاعة لمصر والسعودية والأردن والدول الشقيقة والصديقة كافة، التى رفضت مشاريع تهجير الفلسطينيين وضم أراضيهم، وأكدت أنه لا سلام ولا استقرار إلا بتجسيد الدولة الفلسطينية، والإصرار على الوقف التام للحرب، والبدء الفورى بإغاثة الفلسطينيين، وتولى دولة فلسطين مسئوليتها فى قطاع غزة، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وفقا لخطة فلسطينية مصرية عربية بدعم دولي، تهدف إلى إعادة الإعمار فى ظل وجود شعبنا على أرضه.. وجدد الرئيس الفلسطينى التأكيد على تمسك شعبنا بالبقاء على أرضه فى كل من غزة والضفة والقدس، وأن فلسطين ليست للبيع.
لم تختلف حركة حماس كثيراً عن موقف السلطة الفلسطينية وكأن أزمة تهجير الفلسطينيين قد وحدت الموقف الفلسطينى وجمعتهم بعد فراق وخلاف طويل وثمنت الحركة مواقف مصر والأردن الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني، والتأكيد أن هناك خطة عربية لـ إعمار غزة دون تهجير أهلها.
أما العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى فقد لعبت الابواق المشبوهة دوراً قذراً فى تحريف تصريحاته خلال لقائه الأخير مع ترامب فى البيت الأبيض .. وقد اعترفت كبريات الصحف الأمريكية والعالمية بهذه الحقيقة وأكدت على الموقف الثابت للأردن والملك عبدالله الرافض تماماً لفكرة تهجير الشعب الفلسطينى أو نقل سكان غزة قسرا إلى البلدان المجاورة.. وقالت الصحافة العالمية إن ملك الأردن يقود الأمور بدبلوماسية عالية، وقالت إن الملك أكد أنه سيعمل للمصلحة الأردنية وهى الرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين أو حل قضية فلسطين على حساب الأردن.
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق قمة الإنقاذ ووحدة الصف العربى والتى تستضيفها القاهرة وهذا قدر مصر دائماً بوصفها الشقيقة الكبرى والتى تحملت مسئولياتها العربية على مدار تاريخها وبصفة خاصة القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.