فى عام 1979 صدر القرار الوزارى بإنشاء مركز الأزهر لرعاية القلب وقد بدأ المركز فى بدايته يعمل بصورة علاجية تشخيصية فقط، ومنذ عام 2018 بدأ المركز يأخذ مسارا مميزا فى إجراء عمليات القسطرة.. ولم يأخذ المركز هذه الخطوة إلا بعد الاستعداد الكامل من خلال أحدث الأجهزة التى تمثل قفزة فى عالم طب القلوب.. د. على الأمين مدير مركز الأزهر التخصصى فى أمراض القلب أكد فى حواره مع الجمهورية أن مركز القلب يقوم بإجراء 1200 عملية قسطرة سنويا بنسبة نجاح 100٪ متفوقا على أعلى المراكز والمستشفيات الخاصة.. موضحًا أن المركز صاحب رسالة ولا يهدف إلى الربح حيث يؤمن بأن العلاج وتخفيف الآلام والمحافظة على حياة الإنسان أعظم رسالة يؤديها مركز الأزهر لعلاج القلب.
> هل إنشاء مركز تخصصى للقلب نتيجة وجود تقصير فى مستشفيات الجامعة؟
دعنى أجيب السؤال بسؤال وهل إنشاء مراكز متخصصة فى باقى الجامعات دليل على فشل المنظومة الرئيسية أم أنها دعم لتلك المنظومة لاستقبال المزيد من الحالات التى توصف بأنها على شفا الموت، إننا نعمل فى منظومة مؤسسية تتكامل ولا تتنافر، وشهادتى فى حق مستشفيات الأزهر الجامعية قد تكون من قبيل التحيز لكن لو سألت الناس الذين يأتون من أقاصى محافظات الجمهورية لأدركت مدى العناية الطبية والرعاية الفائقة التى يتمتع بها المواطنون فى مستشفيات الأزهر، كما أن المركز استطاع منذ تأسيسه تقديم علاج فاعل فى أمراض القلب لكل المصريين دون تفرقة بين أحد، درجة أننا نقوم بإجراء عمليات قسطرة للبسطاء لو جرت فى مستشفيات خاصة لتكلفت مبالغ باهظة، وهناك جراحات قلب معقدة نقوم بعملها بنسبة نجاح 100٪ ولا نسعى للظهور الإعلامى أو إحداث ضجة على وسائل التواصل الاجتماعى لأننا نؤمن بأننا أصحاب رسالة وهدفنا خدمة المجتمع، لذلك فإننى أؤكد أن جميع مؤسسات الأزهر تعمل فى صورة متكاملة، ندعم القوافل التى ترسلها الجامعة فى القرى والنجوع للكشف على المرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلينا، ونستقبل من يستعصى حالها على العلاج ويحتاج تدخلا جراحيا.
> هل قلوب المصريين فى خطر؟
قلوب المصريين فى أعلى مراتب الخطورة وهذا ليس كلامى بل إحصائيات دقيقة من منظمة الصحة العالمية تؤكد أن نسبة وفيات المصريين سنويًا نتيجة الإصابة بأمراض القلب تبلغ 48٪ ورغم أن النسبة كبيرة جدًا، وتشكل خطورة كبيرة، ولكنه متوقع بسبب أساليب التغذية والعادات الخاطئة التى نمارسها فى حياتنا اليومية، وتؤدى إلى تلف شرايين القلب التى تعتبر أسرع الطرق المؤدية إلى الوفاة، ولا بديل عن تصحيح التغذية وهذا لا يعنى تناول أطعمة باهظة الثمن بل أطعمتنا العادية بحيث يجب أن تكون الخضروات طبقا رئيسيا على المائدة، وأن نمنع الأبناء عن تناول «أطعمة»التيك اواي» التى تسبب السمنة ومنها ننتقل إلى مرحلة أمراض القلب، كذلك يجب على المواطنين ممارسة رياضة المشى بصورة يومية وهذا لا يستلزم أن يكون الشخص مشتركا فى نادٍ رياضى بل يمكن المشى فى الطريق التى تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وكذلك من المخاطر التى يقع فيها المصريون الإفراط فى تناول السكريات لأنها تتحول إلى كوليسترول، وهذه المخاطر التى ترتفع وتيرتها بين المواطنين جعلت وزارة الصحة تطلق حملة التى أطلقتها وزارة الصحة لإطلاق حملة «قلبك أمانة» بهدف الاكتشاف المبكر لأمراض القلب ورفع مستوى الوعى حول صحة القلب والأوعية الدموية.
كيف يستشعر الإنسان أنه مصاب بأمراض القلب؟
إذا استشعر أى إنسان حدوث آلام بالصدر أثناء المجهود أو آلام بالفك أو الذراع اليسري، أو شعر بوجود آلام بالمعدة على هيئة قيء لاتصالها بالقلب، فعليه عدم الانتظار والإسراع إلى طبيب قلب ليقوم بتشخيص الحالة، وهناك أمر أود التنبيه عليه أن تلك الأعراض يذهب بها المريض إلى طبيب باطنة، وإذا لم يكن الطبيب محترفا فإنه يقوم بتشخيص تلك الأعراض بأنها التهاب معدة، مما يؤدى الى حدوث جلطة أو وفاة، فالتشخيص الصحيح يساعد فى إنقاذ حياة المريض.
هل جراحات القلب فى مصر حققت تقدما مقارنة بالسابق؟
رغم المخاطر التى تحدثت عنها فى نسبة وفيات القلب إلا أننا تقدمنا كثيرا فى مجال جراحات القلب، ولولا هذا التقدم لارتفعت نسبة الوفيات إلى حد مخيف، لأننا نعانى من الثقافة الرافضة للنصيحة والمتمردة على التعليمات، فحينما نقول للشخص عليك بممارسة الرياضة يظن أننا نعيش فى برج عاجى رغم أننا بسطاء نعيش وسط الناس ونتعرض لما يتعرضون له فى حياتهم اليومية، لكن الفرق بين المثقف وغيره أن الشخص المثقف يدرك أنه مؤتمن على صحته وأن المخاطرة بحياته رفاهية لا يملكها، ورغم المخاطر والتحذيرات نجد المواطنين يسرفون فى التدخين وفى تناول الأطعمة الغنية بالمواد المؤدية إلى السمنة، ويتكاسلون عن المشي، بينما فى الغرب نجدهم حريصون على العادات الصحية فى السلوك والطعام، ولهذا فإن نسبة وفيات القلب عندنا مرتفعة مقارنة بما عندهم، لكن هذا لا يمنع أننا وصلنا إلى مستويات متقدمة فى علاج وجراحات القلب وهذا نتيجة العناية بالبحث العلمى واستقدام أحدث أجهزة عالمية سواء فى الجامعات أو المراكز الطبية المتخصصة فى جراحات القلب ولا ننسى العنصر البشرى الذى يعتبر هو رأس الحربة فى أى نجاحات يمكن تحقيقها فى مختلف المجالات حيث يمكننا القول إن مصر بها متخصصون على أعلى مستوى من الإمكانيات لديهم خبرات يقدمونها فى المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية تتضمن الجديد فى علاج أمراض القلب المزمنة والمتأخرة.
كيف حقق مركز جراحات القلب بجامعة الأزهر معادلة التميز؟
التميز ليس عبارات فضفاضة هدفها دغدغة المشاعر وإنما نتائج ملموسة وحقائق مشهودة، لذلك فإننا بدأنا بتحقيق مراحل المعادلة من خلال العنصر البشرى المميز والعنصر التكنولوجى المتقدم، لذلك فإن المركز يملك أجهزة تعادل ما تملكه المراكز العالمية، حيث يوجد لدينا أجهزة فحوصات قلب وجهاز قسطرة قلب تشخيصية وعلاج أمراض الشرايين التاجية والعيوب الخلقية بالقلب، كما يوجد بالمركز أجهزة الفحوصات غير النافذة لتشخيص أمراض القلب مثل جهاز فوق الصوتية ثنائى الأبعاد وثلاثى ورباعى الأبعاد، وأجهزة رسم القلب بالمجهود، وأجهزة رسم القلب مدة 48 ساعة و 72 ساعة وجهاز قياس الدم المتنقل، وجميع الأجهزة الخاصة بفحوصات القلب الحديثة وفقا للمواصفات العالمية وفق أعلى المستويات، ويعمل على هذه الأجهزة فريق متخصص ومتميز من الأطباء والفنيين على أعلى درجة من الكفاءة والتميز.
الكوادر الطبية والفنية أساس النجاح فى أى عمل علاجي.. فهل يمكننا القول إنكم تملكون كفاءات؟
بالفعل نملك كفاءات متميزة وهذا ثابت من تقارير الكفاءة والتميز التى يحصل عليها المركز من لجان الجودة بوزارة الصحة فالمركز لا يتأخر عن إقامة دورات تدريبية مستمرة للأطباء والفنيين من أجل التعرف على كل جديد فى جراحات أمراض القلب ومواكبة التقدم العلمى فى ظل الثورة المعلوماتية إضافة إلى مشاركة الأساتذة فى المؤتمرات المحلية والعربية والدولية المتخصصة فى علاج وتشخيص أمراض القلب للاطلاع على المستحدثات فى تخصص جراحات أمراض القلب، والعنصر الأهم فى العملية التدريبية هم الفنيون الذين يتعاملون مع الأجهزة ورعاية المرضى ، وأستطيع الجزم بأن العالين فى المركز يملكون كفاءات يتفوقون بها على أى مستشفى متخصص أو خاصة فى علاج القلب.