تنتظر الرئيس المنتخب دونالد ترامب فى ولايته الثانية التى تبدأ فى شهر يناير المقبل ملفات دولية عديدة تبدأ بعلاقته مع الناتو وحلفائه الغربيين ولا تنتهى فى اشتباكه مع روسيا والصين والخصوم العالميين.
على الجانب الآخر من المحيط ووسط حالة من القلق الذى لف العديد من الدول الأوروبية المشاركة فى حلف شمال الأطلنطي، من فوز ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أكد أمين عام الناتو، مارك روته، أنه يتطلع إلى الجلوس مع ترامب.
قال عند وصوله للمشاركة فى قمة المجموعة السياسية الأوروبية التى تضم حوالى أربعين من قادة الدول فى بودابست «أتطلع إلى الجلوس مع الرئيس الأمريكى المنتخب ورؤية كيف سنضمن بشكل جماعى مواجهة التحديات، ومن بينها التهديد الروسى والكورى الشمالي.
هذا الحديث يؤكد القلق من ترامب وكما يقول الأدميرال البحرى الأمريكى المتقاعد جيمس ستافريديس فإن الشروط التى قد يضعها دونالد ترامب أمام دول «الناتو» قد تؤدى إلى انهيار الحلف، أو خروج الولايات المتحدة منه.
أضاف أن مطالبة ترامب دول الحلف بزيادة الإنفاق الدفاعى يمكن أن تؤدى إلى انهيار الحلف أو رفض الأوروبيين لشروطه ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب من الحلف فى نهاية المطاف.
قال: «قد لا تكون هذه الأيام الأخيرة لحلف شمال الأطلنطي، لكنها ستكون على الأرجح فترة حرجة حيث يتكيف حلفاؤنا الأوروبيون مع واقع الإدارة الجديدة والمتشككة فى واشنطن».وتابع: «يمكنكم أن تكونوا على يقين من أن تكون أحد الطلبات الأولى من واشنطن زيادة الإنفاق الدفاعى الأوروبى والكندى إلى ما لا يقل عن 2.5 ٪ من الناتج المحلى الإجمالي، وربما 3 ٪.
إلى ذلك، يشكل ملف الحرب الروسية الأوكرانية، إحدى القضايا التى تعكر صفو العلاقات بين الجانبين، لاسيما أن ترامب كان أكد مرارا فى السابق أنه قادر على إنهاء هذا الصراع المستمر منذ 2022، بسرعة.
كما ألمح إلى أن فى جعبته خطة للسلام بين كييف وموسكو، بينما كشف نائبه جى دى فانس ملامح تلك الخطة التى نصت على تعهد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى الناتو، ما يرسل بوادر طمأنة إلى الروس.
كذلك يتخوف العديد من الدول الأوروبية الأعضاء فى حلف الأطلنطي، أن يوقف ترامب إمداد أوكرانيا بالأسلحة، بعد أن انتقد سابقا إغداق بلاده للأموال على الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الذى وصفه أكثر من مرة بـ «أفضل بائع»، حيث تنتهى كل زيارة له بالحصول على «مساعدات بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة».
فى موسكو، نفى المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف، أمس مزاعم وسائل إعلام غربية بأن «الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، هنأ دونالد ترامب «عبر معارفه» بفوزه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.وقال بيسكوف فى تعليق لوسائل إعلام، إنها معلومات غير موثوقة».ولكن أفاد الكرملين فى بيانه،أنه لا يستبعد إمكانية تواصل بوتين وترامب قبل التنصيب.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن موسكو مستعدة لإجراء حوار صادق مع الولايات المتحدة، إذا قُدِمت مثل هذه المبادرة من قبل واشنطن بعد انتخاب ترامب.
فى إطار إجابته على سؤال عما إذا كان من المقرر إجراء اتصالات مع ممثلى الإدارة الأمريكية الجديدة، قال بمؤتمر صحفي، أمس، فى ختام زيارة عمل إلى كازاخستان: «لم نتخل مطلقا عن الاتصال بأى شخص. الرئيس «الروسى فلاديمير» بوتين، يؤكد موقفنا هذا فى كل مرة تتم فيها مناقشة هذه القضية، الحديث دائما أفضل من العزلة عن بعضنا بعضا».
على صعيد آخر، دعا الرئيس الصينى شى جين بينج الرئيس الأمريكى المنتخب فى معرض تهنئته بالفوز إلى إدارة الخلافات بين بكين وواشنطن بـ»الطريقة المناسبة»، وتعزيز الحوار بينهما.
أوضحت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، أن شى جين بينج بعث برقية تهنئة إلى ترامب على انتخابه رئيسا جديدا للولايات المتحدة، أعرب خلالها أن يتبادل البلدان الاحترام ويتعايشا سلميا ويتعاونا بما يعود بالنفع عليهما.
كان ترامب قد شدد من لهجة التصعيد تجاه بكين خلال خطاباته الانتخابية، إذ وصف الصين فى بعض الأحيان بأنها تهديد، وأثار فكرة فرض رسوم جمركية بنسبة 60 ٪ على جميع الواردات الصينية.