قبل سنوات كان أى حوار مع محافظ شمال سيناء يجب أن يبدأ وينتهى بالأمن والحرب على الإرهاب، لكنه الآن يبدأ وينتهى بالتنمية والمشروعات والبناء والفارق هو نجاح الدولة فى القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى شمال سيناء وتحويلها من منطقة حرب إلى أرض تعمير.. بفضل تضحيات رجال الجيش والشرطة.
فى هذا الحوار يكشف اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء الكثير من تفاصيل البناء والتنمية التى تجرى على أرض الفيروز مؤكدا إن القيادة السياسية تعطى سيناء اهتمامًا خاصًا ونفذت على أرضها ملحمة بناء وتعمير تكلفتها حتى الآن 700 مليار جنيه.
و المشروعات التى نفذت فى الـ «10» سنوات الأخيرة فى شمال سيناء «عملاقة» وأعادت الحياة واهتمت بالتنمية البشرية وتوطين المجتمعات الجديدة.
اللواء مجاور يصف عودة القطارات على خط «الإسماعيلية – الفردان» بأنها عبور جديد والتأكيد على مضى خطة التنمية والتكامل مع المشروعات الصناعية والتعدينية وميناء العريش البحرى وهو نافذة للصادرات المصرية وهذا نص ما دار معه من هذا الحوار.
> فى محافظة شمال سيناء ما أهم الملفات التى بدأت بها عملك وتركز عليها فى الفترة الحالية ؟
>> أعمل على ملفين أحدهما الاقتصاد، لأنه يلعب دوراً كبيراً فى التنمية وزيادة الدخل القومي، فالمحور الاقتصادى يقوم على توفير البنية الأساسية التى ساعدت كثيرا خلال فترة الحرب على غزة ، من خلال ميناء العريش البحري، ومطار العريش الدولى علاوة على وجود محاور طرق متميزة ،والبدء فى تشغيل قطار السكة الحديد الذى وصل إلى مدينة بئر العبد والثانى هو ملف النهوض بالتنمية البشرية.
> عودة قطار «الإسماعيلية – بئر العبد»..حدث كبير احتفلت به مصر كلها.. ماذا يمثل هذا المشروع؟
>> تشغيل قطار السكة الحديد نعتبره عبورًا جديدًا، حيث تم بدء التشغيل لمحطة قطار بئر العبد، وهناك خطة متكاملة للوصول إلى مدينة العريش، استكمالا لمشروع خط السكك الحديدية بسيناء ضمن مشروعات التنمية المستهدفة لتلك المنطقة الواعدة، ويمثل هذا الخط شريانا حيويا وعاملا مساعدا فى التنمية العمرانية ونجاح الأنشطة الصناعية والتجارية باعتباره وسيلة مواصلات ونقلاً آمنًا ورخيصًا، ويربط مسار السكة الحديد ممر العريش طابا اللوجستي الذى تنفذه وزارة النقل المصرية، وربط ميناء العريش البحرى بميناء طابا من خلال خط سكة حديد، ويبدأ من ميناء العريش البحرى حتى منفذ طابا البري، ويربط بينهما خط سكك حديد العريش / طابا وهو امتداد لخط الفردان / بئر العبد / العريش، مرورا بمنطقة الصناعات الثقيلة فى وسط سيناء، وتعمل على تنفيذه وزارة النقل بكافة أجهزتها.
> نتحدث دائمًا عن ميناء العريش.. ما هى تفاصيل عملية تطويره؟
>> مشروع تطوير ميناء العريش البحرى تنفذه الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، بمواجهة 3 كيلو مترات على شاطئ البحر المتوسط ، ليصبح ميناءً كبيرًا يجذب مراكب الشحن وخلافه، والمخطط للميناء ان يكون ضمن الموانئ التى سيتم من خلالها تصدير المنتجات واستيراد السلع من مختلف دول العالم خلال المرحلة المقبلة.. ووجود الميناء ساعد كثيرا فى استقبال اكثر من 20 سفينة مساعدات إلى الأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة بخلاف المستشفيات العائمة من عدة دول عربية وأجنبية.
> وماذا عن مشاركة القطاع الخاص فى هذا المحور الاقتصادي؟
>> هناك حوافز كبيرة للمستثمرين الجادين فى جميع المجالات ومنها منطقة بئر العبد الصناعية، وأيضاً الدفع بمزيد من التيسيرات للمزارعين بوسط سيناء لتصبح سلة الغذاء لمصر ونجاح ملف الاقتصاد يعتمد على مثلث رأسه الحكومة ويساعده القطاع الخاص والمجتمع المدنى الذى يحتاج الى دفعة قوية ليكون له دور مؤثر فى هذا المجال .
> وهناك اهتمام حكومى خاص بدعم المناطق الصناعية.. ماذا يحدث فى شمال سيناء فى هذا الملف؟
>> لدينا منطقة صناعية كبرى ببئر العبد ولتشجيع المستثمرين أصدر الرئيس السيسى قرارا بأن توزع هذه الاراضى بالمجان على كل من يرغب فى إقامة مصنع ويكون جادا وبالفعل تم توزيع الاراضى بالمجان على المستثمرين وهى مرفقة بالكامل ولدينا المجمع الصناعى بمدينة العريش ، ويضم 48 ورشة مجهزة بمختلف الأدوات والمعدات، للعمل فى مختلف الأنشطة الحرفية المتنوعة، من بينها النجارة، والألوميتال، والكريتال، وتعبئة المواد الغذائية، والصناعات البلاستيكية، وكبس الخراطيم، وغير ذلك من الصناعات الحرفية، وهدفنا من دعم المناطق الصناعية دعم الاقتصاد وتوفير فرص عمل.
وهنا اؤكد ان خطط التنمية تسير بشكل طبيعى فى كافة القطاعات ويتم متابعتها بشكل دورى وزيارة الوزراء الأخيرة اعطت لسيناء مدلولاً كبيراً للتأكيد على أننا مستمرون فى ملحمة البناء والتعمير ، حيث قامت الدولة بضخ استثمارات وإقامة مشروعات تنموية ضخمة بقيمة 700 مليار جنيه.. وهذا يدل على اهتمام الدولة بالتنمية والتعمير على أرض شمال سيناء فى عهد الرئيس السيسى من خلال دعم وتطوير المرافق الخدمية وإقامة العديد من المشروعات فى نطاق المحافظة، معظمها مرافق خدمية ومشروعات بنية تحتية من كبارى وأنفاق وطرق وكهرباء ومياه وغيرها.
>تبقى المشروعات الزراعية فى شمال سيناءجزء مهم من خطة التنمية ، كيف يتم التعامل معها؟
>> الزراعة أحد دعائم التنمية على أرض سيناء،وهى محور مهم ليس للدولة فقط، بل لأهالى سيناء أنفسهم و الدولة وضعت التنمية الزراعية بسيناء على رأس أولوياتها وضمن استراتيجياتها من خلال التوسع الأفقى بزيادة الرقعة الزراعية للأراضى المزروعة للنحو المستهدف للتنمية فى شمال ووسط سيناء بحوالى 456 ألف فدان، وأناشد المزارعين العمل بجد واجتهاد لتحويل سيناء من اللون الأصفر الى الأخضر ، سيناء عانت خلال السنوات الماضية من عدة حروب، والدولة قامت ومازالت تقوم بالتنمية والتعمير . لتعوض أهلها عن معاناة عقود، وهناك جدية فعلاً فى هذا الاتجاه
وهناك اهتمام كبير بزراعة أشجار الزيتون فى إطار المشروع القومى لزراعة100مليون شجرة، الذى دعا اليه الرئيس السيسي، ولدينا زيادة فى المساحات الزراعية بأشجار الزيتون من جانب الأهالى فى قرى سيناء، لان زيت الزيتون ثروة كبيرة وأغلى من برميل البترول ومصدر دخل متميز لللزراعين، فأرض سيناء تتميز بالخير دائمًا.
> وما هى التحركات فى ملف الثروة السمكية؟
>> انتاج المزارع السمكية التى أقيمت فى التجمعات الزراعية فى 11منطقة بمركزى الحسنة ونخل، تغطى حاليا احتياجات المحافظة فى فترة حظر الصيد ببحيرة البردويل، ومحافظة شمال سيناء تمتلك العديد من المقومات والثروات ومن بينها الثروة السمكية، وقد تم نشر نظام المزارع السمكية فى التجمعات الزراعية بمنطقة وسط سيناء، تحت إشراف جهاز حماية وتنمية البحيرات، ضمن الأنشطة الاقتصادية التى تمثل دخلاً أساسيًا للمواطنين.
«التجمعات التنموية»
> القيادة السياسية تولى ملف التنمية البشرية أولوية خاصة.. ما هى تحركاتكم فى هذا الاتجاه؟
>> الدولة قامت بتنفيذ مشروعات تنموية كبرى على ارض سيناء ، منها إقامة 18 تجمعا تنمويا بينها 11 تجمعا بشمال سيناء ومستهدف منها تحقيق الاستقرار المعيشى لـ «2122» أسرة داخل مجمع متكامل سكنى وزراعى وخدمات صحية وتعليمية وتجارية بالإضافة الى الرقعة الزراعية المخصصة لكل منتفع والبالغة 5أفدنة بها شبكات رى وآبار ، حيث تضم أراضى زراعية مجهزة ومنزلا وديوانا ومسجدا ومدرسة تعليم أساسى وساحة رياضية ومرافق خدمية وإنتاجية مختلفة وكل منتفع يحصل على منزل على مساحة 175 م وتوزيع خمسة افدنة زراعية للاهتمام بالزراعة بهذه المنطقة .
> هناك مجتمع متكامل فى رفح الجديدة.. ماذا يتم فى الوقت الحالي؟
>> هدفنا أن نوفر حياة تليق بأبناء سيناء، وتلبى احتياجاتهم وتناسب هويتهم، وقد تم الإعلان عن أسماء الفائزين بالوحدات السكنية فى مدينة رفح الجديدة، بعدما عادت المصالح الحكومية تمهيدا لتسليم الوحدات السكنية للمواطنين، فقرار عودة المصالح الحكومية لرفح يعنى إعادة مظاهر عودة الحياة الطبيعية بمحافظة شمال سيناء، وترسيخا للاستقرار المجتمعي، والقرار أثار فرحة غامرة من جميع أبناء محافظة شمال سيناء ويؤكد انتهاء الإرهاب وتأكيد سيادة الدولة المصرية، وانتظام العمل فى مجلس مدينة رفح وعدد من الإدارات الخدمية بالمدينة.
وأيضا تصديق الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصناعة والنقل على رفع كفاءة الطريق الدولى الساحلى بشمال سيناء يدعم ركائز التنمية، وقيام المحافظة بالتعاون مع الجهات المعنية بإصلاح الحفر التى فى الطريق ومنع مرور سيارات الملح بمنطقة مزار لمنع الحوادث.