قالت الخارجية السودانية إن قيادة الدولة طرحت خارطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب واستئناف العملية السياسية الشاملة، مشيرة إلى أن خارطة الطريق تتضمن إطلاق حوار وطنى شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية.
وأضافت الخارجية السودانية فى بيان لها أن خارطة الطريق تشمل أيضا تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب. كما تشمل إجراء التعديلات اللازمة فى الوثيقة الدستورية وإجازتها من القوى الوطنية والمجتمعية، مشددة على أن وضع السلاح وإخلاء الأعيان المدنية شرط إجراء أى محادثات مع ميليشيا الدعم السريع.
وشددت الخارجية على عدم قبول الدعوة لوقف إطلاق النار ما لم ترفع ميليشيا الدعم السريع الحصار عن الفاشر، موضحة أن خارطة الطريق تمثل توافقا وطنيا لإرساء السلام والاستقرار فى البلاد واستكمال مهام الانتقال.
على صعيد الأوضاع الميدانية، واصل الجيش السوداني، قصف مواقع تمركز ميليشيا الدعم السريع أمس فى أحياء شرق الخرطوم، مدفوعا بغطاء من الطائرات المسيرة، وهو ما مكنه من التمدد بشكل كبير، واستعادة السيطرة على «قطاع رئيسي» فى العاصمة.
وقصف الجيش مواقع الدعم السريع، بالمسيرات فى أحياء شرق الخرطوم فجرا، فى ظل استمرار الهجوم الذى شنه منذ بضعة أسابيع لبسط سيطرته على كامل العاصمة. وتمدد بشكل كبير فى أحياء شرق النيل، شرقى العاصمة، وأشارت مصادر، إلى أنه بسط سيطرته على بلدات عدة، منها «عد بابكر» و»الوادى الأخضر»، فضلا عن سيطرته على أجزاء واسعة من حى «كافوري»، شمال شرقى الخرطوم بحري.
والتحم الجيش السوداني، الجمعة الماضى مع القوات الموجودة بمعسكر خطاب فى الجزء الشمالى الشرقى من محلية شرق النيل بشمال شرقى الخرطوم، فى حين واصل الجيش تقدمه باتجاه العاصمة، وكشف المصدر، أن الهدف من هذا الالتحام هو الربط بين عدد من قواته القادمة من خارج الخرطوم مع الأخرى داخل الولاية.
فيما أكدت مصادر محلية أن قوات الجيش تخوض معارك على تخوم منطقة «جياد» الصناعية التى تبعد حوالى 40 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم.
وفى الفاشر، أعلن الجيش إحراز تقدم كبير فى مختلف المحاور بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور فى غرب البلاد. فقد أكدت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر أنها تقدمت فى مختلف المحاور، مشيرة إلى «هروب عناصر الدعم السريع».
كما أشارت إلى أن «سلاح الجو نفذ خلال الأيام الماضية أربع غارات جوية، استهدفت أوكار الدعم السريع مع رصد ومتابعة تحركاتهم بكل المحاور، حيث تمكنت من تحقيق أهدافا ناجحة».
فى سياق متصل، تمكنت القوات المسلحة السودانية، من التصدى لهجوم، بالطائرات المسيرات على مدينة الدبة بالولاية الشمالية للمرة الثالثة على التوالي.
ومن جهته، أكد المدير التنفيذى لمحلية الدبة محمد صابر محمد أحمد، أن جميع المسيرات تصدت لها الدفاعات الأرضية وتم إسقاطها بدون خسائر فى الأرواح أو الممتلكات، وقال إن القوات المسلحة وكل القوات المساندة لها مُستعدة لصد أى هجوم على الدبة، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
ومن جانبها ، كشفت قيادة الفرقة العاشرة مشاة بمروي، أن عناصر الدعم السريع استهدفت المنشآت الحيوية والمواقع العسكرية بقطاع الدبة بعدد من المسيرات وتصدت لها المضادات الأرضية بنجاح دون خسائر فى الأرواح أو الممتلكات.
وفى وقت سابق أسقطت المضادات الأرضية للجيش السودانى بمدينة الدبة 10 مسيرات انتحارية، هاجمت المدينة مساء الخميس وفجر الجمعة. وزادت وتيرة هجمات قوات الدعم السريع باستخدام الطائرات المسيرة لاستهداف مواقع استراتيجية، من بينها محطات الكهرباء، كمحطة مروى والشواك فى القضارف، و أم دباكر فى النيل الأبيض ما تسبب فى انقطاع التيار الكهربائى فى مناطق واسعة وزاد من معاناة السكان المدنيين.