وزير الصحة اللبنانى: 558 شهيداً بغارات الاحتلال بينهم 50 طفلاً
مسئول فى تل أبيب: لا يزال لدينا آلاف الأهداف
واصلت إسرائيل أمس عدوانها على لبنان حيث شن سلاح الجو الإسرائيلى موجة جديدة من الهجمات على هذا البلد المنكوب وسط تصاعد لأرقام الضحايا بين صفوف المدنيين، فيما تنذر الأوضاع هناك بأزمة إنسانية جديدة.
وأعلن وزير الصحة اللبنانى فراس الأبيض ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 558 شهيدا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، بالإضافة إلى 1835 مصابا.
وأكد فراس الأبيض، للصحفيين أمس أن 1835 شخصا أصيبوا خلال الفترة نفسها ونقلوا إلى 54 مستشفى فى أنحاء لبنان.وأضاف الأبيض أن أربعة مسعفين كانوا بين القتلى و16 مسعفا وفرد إطفاء بين الجرحي.
على الصعيد الإنساني، نزحت مئات العائلات اللبنانية، أمس، من الجنوب والبقاع إلى الشمال، بعد اشتداد القصف الإسرائيلى على عدد من المناطق.
وصرح الوزير ناصر ياسين منسق لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية لرويترز بأنه تمت إقامة 89 ملجأ مؤقتا فى المدارس ومنشآت أخرى تتسع لأكثر من 26 ألف شخص مع فرار المدنيين مما وصفه بالفظائع الإسرائيلية.. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بوصول عدد من العائلات النازحة من الجنوب والبقاع إلى عدد من البلدات العكارية، حيث قدمت لهم بعض البلديات وهيئات المجتمع المدنى كل الحاجات الضرورية.
وحملت عائلات من جنوب لبنان متعلقاتها وأفرادها من صغار وكبار على سيارات وشاحنات. واكتظت الطرق السريعة المؤدية إلى شمال البلاد بالنازحين.
من جهته، أعلن مطار بيروت إلغاء أكثر من 30 رحلة من بيروت وإليها. ودفع الخوف بعد اتساع رقعة الصراع فى المنطقة شركات طيران عالمية إلى تعليق رحلاتها إلى المنطقة خاصة بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله فى لبنان فى أعنف قصف جوى على الإطلاق على خلفية الحرب فى غزة.
على الصعيد الميداني، نفذت إسرائيل سلسلة غارات صباحية على البقاع اللبنانية طالت قرى قضاء بعلبك و شملت النبى الشيت ودورس و شعت و الهرمل بعد ليل دموى طويل ترافق مع أوسع اجتياح جوى إسرائيلى منذ حرب 2006.
وأعلنت إسرائيل أنها قصفت عشرات الأهداف العائدة لحزب الله خلال الليل فى العديد من مناطق جنوب لبنان. وقال الجيش فى بيان «خلال الليل.. ضرب سلاح الجو الإسرائيلى عشرات الأهداف التابعة لحزب الله فى مناطق عدة فى جنوب لبنان»، مضيفا أن مدفعيته ودباباته ضربت أيضا «أهدافا» إضافية فى منطقة عيتا الشعب ورامية.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلى عن مصدر عسكرى قوله إن القدرات المهمة كالصواريخ الدقيقة يحتفظ بها حزب الله «بأماكن لم نقصفها بعد».
من جانبه، قال رئيس الأركان الإسرائيلى هرتسى هاليفي، أمس، إنه يجب ألا تعطى قواته حزب الله متنفسا، مشددا أن الجيش سيزيد من وتيرة الهجمات على حزب الله.
وقال هاليفى فى تقييمه للوضع: «لا يجوز منح حزب الله مهلة. علينا الاستمرار فى العمل بكل قوة. سنسرِّع العمليات الهجومية اليوم ونكثف كل التشكيلات القتالية. الوضع يتطلب تحركاً حثيثاً متواصلاً على كافة الساحات».
من جانبها، قالت جماعة «حزب الله» اللبنانية، إنها شنت عدة هجمات على أهداف عسكرية إسرائيلية شملت مصنع متفجرات على بُعد 60 كيلومترا داخل إسرائيل بوابل من صواريخ «فادي».
وأضافت أنها هاجمت مصنع المتفجرات فى حوالى الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلى ومطار مجيدو العسكرى ثلاث مرات خلال ليل الاثنين– الثلاثاء.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مستشفى بوريا بطبريا أنه استقبل 14جريحا إسرائيليا خلال 24 ساعة الأخيرة جراء القصف الصاروخى من لبنان.
كما نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن رؤساء بلديات مدن دخلت فى نطاق صواريخ حزب الله أنه لا يوجد ما يكفى من الملاجئ لديها. وقال رئيس بلدية صفد إن نصف سكان المدينة لا يجدون ملاجئ تحميهم من الصواريخ.
وقال موقع «والا» إن الجبهة الداخلية أصدرت تعليمات جديدة بوقف التعليم فى بلدات إضافية شمالى إسرائيل.
من ناحية أخري، قال المكتب الإعلامى لجماعة حزب الله اللبنانية، إن إسرائيل تُسقط منشورات عليها باركود «خطير جداً» على مناطق سهل البقاع فى شرق لبنان، محذراً من أن مسح هذ الباركود بالهاتف سيؤدى إلى «سحب كل المعلومات» من أى جهاز.
على الصعيد السياسى، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مسئولين فى المجلس الوزارى قولهم «لا نهدف إلى حرب شاملة والقناة السياسية لا تزال مفتوحة».
أما «القناة 13» الإسرائيلية ذكرت، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد لمجلس الوزراء المصغر أن «هدف العمليات هو فصل حزب الله عن حماس».
وقبلها، قال مسئول إسرائيلى رفيع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه «لا يزال لدينا آلاف الأهداف التى يمكن استهدافها فى لبنان»، مشيراً بالقول: ننتظر من حزب الله التراجع أو مواجهة المزيد من الضربات. وأضاف المسئول الإسرائيلي، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «نعتقد أن المواجهة مع حزب الله ستستغرق وقتا».
من جهته، قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتى، التوجه إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك نظرا للتطورات الراهنة.وقال المكتب الإعلامى لميقاتي، إنه قرر التوجه إلى نيويورك لإجراء المزيد من الاتصالات.