فى اليوم الـ21 من استئناف العدوان على غزة، شن طيران إسرائيل غارات دامية أوقعت عشرات الشهداء والجرحى فى خان يونس، فى وقت عمّ إضراب شامل، جميع مدن الضفة الغربية، استجابة لدعوة أطلقتها القوى الوطنية والإسلامية تنديدا بالإبادة.
واستمرارًا لعدوانها على الصحفيين، وفى جريمة بشعة قصفت طائرات إسرائيلية خيمة للصحفيين بجوار مجمع ناصر الطبى فى خان يونس فى أثناء البث المباشر، مما أدى إلى استشهاد صحفيين اثنين وإصابة 10 آخرين. والتهمت النيران موقع الخيمة وأحد المصابين الذى اشتعلت النيران بجسمه، ولم يتمكن الحاضرون من إنقاذه.
من جانبها طالبت نقابة الصحفيين الفلسطينيين المحكمة الجنائية الدولية بسرعة البت فى شكاواها من الاحتلال بشأن 210 حالات اغتيال من الصحفيين، وطلبت من المجتمع الدولى توفير حماية عاجلة للصحفيين ووقف جرائم الاحتلال.
وأدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قصف قوات الاحتلال الإسرائيلى خيام الصحفيين فى غزة، واصفة ذلك بـ«الجريمة الصهيونية الموثقة بالدماء». وحمّلت الجبهة المؤسسات الدولية مسؤولية الصمت عن هذه الجرائم، معتبرة ذلك شراكة فى الجريمة. كما أدانت حركة الجهاد الإسلامى الهجوم الإسرائيلى الدموى على خيمة الصحفيين وصفت الاعتداء الوحشى على الصحفيين بأنه جريمة حرب.
على صعيد متصل استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين أمس بغارات جديدة علي مختلف مدن القطاع، فى وقت توعد فيه جيش الاحتلال بمهاجمة دير البلح وسط قطاع غزة بذريعة إطلاق صواريخ منها علي عسقلان وأسدود.
ويرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 57 وعدد المصابين إلى 137 جراء الغارات الإسرائيلية منذ أمس حسب مستشفيات غزة ليصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى منذ 18 مارس إلى 1391 شهيدًا و3434 مصابا، و50 ألفا و752 شهيدًا و115 ألفا و475 مصابًا منذ 7 أكتوبر 2023.
من جهة أخرى، أنذر جيش إسرائيل سكان أحياء الصحابة والسماح والعودة والزوايدة والصلاح فى دير البلح بإخلاء منازلهم استعدادا لهجوم سيشنه على هذه المناطق. وبرر جيش الاحتلال ذلك بإطلاق صواريخ من المنطقة باتجاه مدينتى أسدود وعسقلان.
وهدمت آليات وجرافات الاحتلال الإسرائيلى أمس مساكن وخيام أهالى قرية العراقيب (شمال بئر السبع بصحراء النقب)، المسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير فى منطقة النقب داخل أراضى 48، للمرة الـ239.
وفى الضفة الغربية خيّم الإضراب الشامل أمس على جميع مدنها، استجابة لدعوات شعبية وفصائلية تضامنا مع قطاع غزة، ورفضا للمجازر المتواصلة التى ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين العزّل هناك. وخلت الشوارع من المارة، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وشمل الإضراب المواصلات العامة، كما أوقفت المؤسسات الرسمية والخدمية والتعليمية نشاطها، وسط مسيرات غضب نددت بالإبادة التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف العام.
بالتزامن تستمر قوات الاحتلال فى تنفيذ الاقتحامات والاعتقالات الواسعة وتهجير السكان حيث اقتحمت أمس المدن الرئيسية من شمال الضفة إلى جنوبها مرورًا بوسطها، كما داهمت عدة مخيمات.
كما اقتحم مستوطنون أمس المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال. وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس أن 93 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسا تلمودية فى باحاته.
ووضعت قوات الاحتلال الإسرائيلى أقفالا إضافية على باب مقام النبى يوسف وغرفة المبخرة وغرفة رفع الأذان فى الحرم الإبراهيمى فى مدينة الخليل. وقالت إدارة الحرم إنها تتوقع أن تشمل هذه الإجراءات جميع المقامات والأروقة فى الحرم والتى تعود ملكية مفاتيحها للأوقاف الإسلامية صاحبة السيادة والولاية القانونية عليها.
فى غضون ذلك، شيّع فلسطينيون جثمان عامر ربيع (14 عامًا) من بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، إثر استشهاده برصاص الاحتلال. كما أصيب طفلان آخران برصاص الاحتلال قرب بلدة ترمسعيا، أحدهما يحمل الجنسية الأمريكية.
إنسانيًا، لا يزال الاحتلال يمنع دخول المساعدات وحتى لقاحات شلل الأطفال، لكن فى تطور لافت كشفت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت، أن جيش إسرائيل يزعم استعداده لاستئناف إدخال الغذاء والوقود والأدوية إلى القطاع فى غضون أسابيع قليلة، حتى فى غياب صفقة تبادل أسرى أو إعلان تحقيق نصر عسكرى حاسم على حركة حماس.