يعد رمز المفتاح فى العقيدة الفلسطينية جزءاً أصيلاً بل هو حجر الزاوية فى الإيمان الفلسطينى الراسخ بحق العودة إلى تلك الأراضى التى أخرجوا منها عنوة تارة و بالاحتيال والخديعة تارة أخرى بعد نكبة 1948، هناك مجموعة من الاستعارات والرموز الرئيسية فى «العقيدة الفلسطينية» بالنسبة للاجئين الفلسطينيين والتى يمكن من خلالها تفسير الإشكالية فى الواقع الاجتماعى والواقع الاجتماعى المأساوى المعاش.. يعد «المفتاح» أحد الرموز البارزة التى يتم استخدامها على نطاق واسع النطاق منذ النكبة فى 1948 بعدما أجبر الفلسطينيون على النزوح وترك منازلهم لذلك فهم فى حالة من الإنتظار والترقب والحلم بالعودة إلى ديارهم التى أخرجوا منها عنوة.. إن تلك الحالة من السكون والترقب من جانب اللاجئين الفلسطينيين للعودة إلى ديارهم ليست على نفس الدرجة لدى الجميع فيما يتعلق بكيفية العمل على تحقيق هذه العودة وهو ما يستدل عليه من خلال بعض الرموز الأخرى .. «فالسيجارة» ترمز إلى تلك الحالة من التشتت والضياع التى يعيشها اللاجئ بينما ترمز «المسبحة» إلى تعثر الأمل والتساؤل فى حيرة متى يتحقق الأمل فى العودة وعن غياب دوره فى مفاوضات السلام.. من بين هذه الرموز «تشابك الأيدي» الذى يدل على التضامن وتلك العلاقة المتأصلة فى «الوعى الفلسطيني» بين الفلسطينيين والأرض التى يزرعونها ويعتنون بها وأن ضياع الأرض يعنى ضياع الفلسطينى أيضاً ومع ذلك فمازال المفتاح ينتظر.. ويعد المفتاح هو الرمز الأكثر دلالة على التصميم على حق العودة يوماً ما لذلك يحتفظ الفلسطينيون النازحون بمفاتيح منازلهم فى غزة مثل أسلافهم كرمز للعودة إلى منازلهم ذات يوم.. أن التمسك بمفاتيح منازلهم هو شهادة قوية على مدى قدرة الفلسطينيين فى غزة على الصمود فى خضم تلك الحرب الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية والتجويع التى يمارسها الجيش الإسرائيلى ضد المدنيين العزل لذا يصير المفتاح فى هذه الحالة رمزاً للمقاومة والتذكرة بضرورة السعى المستمر لتحقيق العدالة والسلام ..أن هذه المفاتيح التى تنتقل عبر الأجيال لا تحمل خصائص مادية فحسب بل تمثل تلك الذكريات العزيزة وهوية وتطلعات العائلات النازحة لذلك يعتبر مفتاح العودة ذا أهمية عميقة فى السرد الفلسطينى والتشوق للعودة لما لا يقل عن 750 ألف شخص هجروا فى 1948، فى ظل عمليات النزوح القهرى والتهجير القسرى لما يصل إلى 85٪ من سكان غزة «1,9 مليون مدني» يبرز الدور الرمزى للمفتاح ليس فقط كدلالة على الارتباط بالماضى واستحضار ذكريات المنازل المفقودة والمجتمعات بل والتصميم الراسخ على العودة يوماً ما واستعادة ما تم فقده.. كما أن المفتاح هو رمز للمقاومة ضد الاحتلال والقمع على أمل استعادة الحق فى العودة يوماً ما إلى الأماكن التى تم التهجير منها إذ أن احتفاظ الفلسطينيين بمفاتيح منازلهم يتجاوز مجرد الحيازة المادية إلى الدلالة على مدى الارتباط بالوطن المسلوب.