جاء صدور وعد بلفور عام 1917، لتمنح بموجبه بريطانيا حقا لليهود فى تأسيس وطن قومى لهم فى فلسطين، ليكون هذا الوعد بمثابة الخطوة الفعلية الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، استجابة لرغبات الصهيونية العالمية على حساب الشعب الفلسطيني.
وكانت بداية الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى الحقيقي، بعد أن سيطرت بريطانيا على فلسطين بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية، التى كانت تحكم هذا الجزء من الشرق الأوسط، فى الحرب العالمية الأولي. وكانت تسكن هذه الأرض غالبية عربية و أقلية يهودية.
وقد تنامت التوترات بين الجانبين، عندما أعطى المجتمع الدولى لبريطانيا مهمة تأسيس «وطن قومي» للشعب اليهودى فى فلسطين، التى تمثل بالنسبة لليهود أرض أجدادهم، وكذلك الحال أيضا بالنسبة للفلسطينيين العرب الذين يرون أنها أرضهم، فعارضوا هذه الخطوة.
وفى الفترة بين العشرينيات والأربعينيات، تنامى عدد اليهود القادمين إلى فلسطين، وكان العديد منهم ممن فروا من الاضطهاد الدينى الذى تعرضوا له فى أوروبا، باحثين عن وطن فى أعقاب ما عرف بالمحرقة «الهولوكوست» فى الحرب العالمية الثانية. كما تنامى أيضا العنف بين اليهود والعرب، أو ضد الحكم البريطانى فى المنطقة.
فى عام 1947، صوتت الأمم المتحدة على قرار لتقسيم فلسطين إلى دولتين منفصلتين، إحداهما يهودية والثانية عربية، على أن تصبح القدس مدينة دولية. وقد وافق اليهود على هذه الخطة، التى رفضها الجانب العربي. ولم يتم تطبيقها مطلقا.
تأسيس إسرائيل و «النكبة»:
فى عام 1948، غادر البريطانيون الذين كانوا يحكمون المنطقة، من دون أن يتمكنوا من حل المشكلة. فأعلن الزعماء اليهود تأسيس دولة إسرائيل. واعترض الفلسطينيون على ذلك، واندلعت حرب شاركت فيها قوات من الدول العربية المجاورة التى قدمت إلى المنطقة. وقد هُجّر خلالها مئات الآلاف من الفلسطينيين، وأجبروا على ترك منازلهم، فيما عرف بـ «النكبة» عام 1948.
وبعد انتهاء القتال بعمل هدنة فى العام التالي، كانت إسرائيل قد سيطرت على معظم المنطقة. وتولت الأردن ادارة المنطقة التى باتت تعرف باسم «الضفة الغربية»،. وبعد حرب عام 1967، احتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية، فضلا عن معظم مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية. وظل اللاجئون الفلسطينيون وأحفادهم فى غزة والضفة الغربية وتعد الولايات المتحدة واحدة من القليل من الدول، التى اعترفت بمطالبة إسرائيل بأن مدينة القدس بالكامل عاصمة لها.
وفى حرب عام 1967، احتلت إسرائيل قطاع غزة، وبقيت فيه حتى عام 2005، حيث قامت خلال تلك الفترة ببناء المستوطنات اليهودية.
ما هى المشكلة الرئيسية؟:
ثمة عدد من القضايا التى لا يستطيع الفلسطينيون وإسرائيل الاتفاق عليها، وتشمل هذه:
مصير اللاجئين الفلسطينيين، والمستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية المحتلة وهل ينبغى أن تبقى أم تُزال. وهل ينبغى أن يتشارك الجانبان فى القدس، وهل ينبغى قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وربما كان هذا الأمر الأكثر تعقيدا على الإطلاق. وظلت محادثات السلام تُعقد بشكل متقطع لأكثر من 25 عاما، لكنها لم تتمكن من حل النزاع حتى الآن.
وللحديث بقية